الجمعة، مايو 02، 2008

واشنطن تقوض وساطة أردوغان بين دمشق وتل أبيب قبل أن تبدأ

خرجت جريدة «صباح» التركية بعنوان رئيس امس هو «اسم السلام : تركيا» لتسجل حدث توجه رئيس الحكومة رجب طيب اردوغان الى دمشق ليبلغ الاسد عرض اولمرت باعادة الجولان و تحقيق السلام بين البلدين، الا انها ومعها الصحف التركية الاخرى لم تقدم تفاصيل عن هذا العرض وما تريد تل ابيب مقابله.
ليس سرا ان هذه الوساطة التركية ليست الاولى بين اسرائيل وسورية، اذ كانت انتشرت في الافق السياسي الاقليمي ولو بصورة غير رسمية معلومات عن وساطات كثيرة من بينها تلك التي كان يقف خلفها الرئيس عبد الله غول عندما كان وزيرا للخارجية، فضلا عن ما سرب من معلومات في انقرة عن ان كبير مستشاري اردوغان ومنسق سياسة تركيا الخارجية احمد داوود اوغلو يقوم بزيارات مكوكية بين اسرائيل وسورية لنقل وتنسيق الواقف المتبادلة.
ولعل تأكيد «صباح» على ان السلام بين سورية واسرائيل سيكون الموضوع الوحيد الذي سيبحثه اردوغان مع بشار، يعكس ان رئيس الحكومة التركية يبحث عن قارب خارجي ينقذه من الازمة التي تطوق رقبة حزبه وتهدد كيانه السياسي الشخصي، في محاولة لتعزيز مواقعه المتزعزعة ومواجهة خصومه عبر تحقيق انجاز سياسي خارجي في قضية حساسة ومعقدة مثل النزاع العربيـ الاسرائيلي، خاصة وانها تمثل احد اهم مفاتيح الازمة الاقليمية الراهنة.
ويرى المحلل السياسي التركي البارز سامي كوهين ان الوساطة التركية تمثل اليوم وفي ظل الصورة السوداء في الشرق الاوسط، الامل الوحيد لتحقيق السلام «مستدركا» ان الاهم هو عدم تضييع هذه الفرصة«متجاهلا ان اللاعب الاكبر في العالم، الولايات المتحدة اعلنت انها ليست معنية بالسلام بين سورية واسرائيل لانها لا تثق بالاسد ونظامه وتركزجهودها على المسار الفلسطيني ـ الاسرائيلي وصولا الى اعلان اتفاق قبل نهاية العام بانشاء الدولة الفلسطينية.
بالمقابل يقرالخبراء الاتراك بالشؤون العربية بتعقيدات المسألة وصعوبة تقريب المواقف وتلبية الشروط التي تصر عليها تل ابيب للانسحاب من الجولان على خلفية التحالف الاستراتيجي بين دمشق وطهران ورفض الادارة الأمريكية الانفتاح على النظامين المتهمين بدعم الارهاب والتشدد في العراق ولبنان وفلسطين، وقال كوهين «ان مهمة اردوغان ستكون صعبة والعملية لا تزال في بدايتها والشيطان يكمن بالتفاصيل» مشيرا الى ان هناك مسائل في غاية التعقيد تتطلب حلولا مقبولة وواقعية تشتمل على ترتيبات امنية وتقاسم مصادر مياه وتطبيع متبادل واجراءات سورية حيال المنظمات الفلسطينية المتشددة المقيمة في دمشق ومن حزب الله اللبناني ومن إيران ومن حماس».
ولكن يبقى الامر الاكثر اهمية خلال الساعات الاخيرة التي سبقت توجه اردوغان الى العاصمة السورية والذي بلا اي شك يرتبط بمهمته المعلنة، هوتوقيت واشنطن الاعلان عن تفاصيل الغارة على سورية في سبتمبرالماضي مع اعلان اولمرت استعداده للتخلي عن الجولان، وبحسب المحللة التركية في «حرييت» فرائي تينتش ان مافعلته واشنطن «يقوض التقارب السوري ـ الاسرائيلي قبل ان يبدأ».

ليست هناك تعليقات: