الجمعة، مايو 09، 2008

5 جرحى بعد توسع الاشتباكات في اليوم الثاني للاحتجاجات بلبنان

قطع طريق صيدا-بيروت واستمرار تعطيل المطار.. والسعودية تحذر من الفتنة

واصلت المعارضة اللبنانية، وخصوصا حزب الله، الخميس 8-5-2008، احتجاجاتها ضد الحكومة، وقطع عدة طرق في بيروت مما أوقف العمل في المطار الدولي للعاصمة، فيما توسعت رقعة المواجهات المسلحة بينها وبين أنصار الموالاة،

مما أثار المخاوف من فتنة مذهبية "عمياء" حذرت المملكة العربية السعودية من الوقوع فيها، داعية "التيارات التي تقف وراء التصعيد" إلى إعادة حساباتها، خاصة وأن وقوع هذه الفتنة لن يخدم إلا "قوى التطرف الخارجية".


وجاء في بيان لمصدر مسؤول نشرته وكالة الأنباء السعودية أن المملكة "تدعو التيارات التي تقف وراء التصعيد لتعيد حساباتها ولأن تدرك أن الزج بلبنان في فتنة عمياء لن يحقق انتصارا لأي طرف سوى قوى التطرف الخارجية".

وجاء في التصريح أن هذه القوى التي لم تسمها "قامت ولا تزال بتعطيل كل جهد مخلص وشريف لإنهاء الأزمة السياسية في لبنان وتحقيق الوفاق بين أبنائه كما عطلت وتعطل مبادرة الجامعة العربية بهذا الشأن".


امتداد المواجهات

وامتدت المواجهات بين مناصري حزب الله الشيعي وتيار المستقبل ذي الغالبية السنية من بيروت الى البقاع (شرق)، حيث أصيب 5 أشخاص، بينهم 4 نساء بجروح في بلدة سعد نايل وفق مصدر أمني. كما قطع مناصرون لتيار المستقبل ذي الغالبية السنية وأبرز قوى الأكثرية النيابية التي تمثلها الموالاة قاموا ظهر الخميس بقطع الطريق الرئيسة المؤدية الى جنوب لبنان.

وقال مصدر أمني لوكالة فرانس برس إن نحو 30 شابا من انصار تيار المستقبل مزودين بقساطل مياه معدنية وعصي ومسدسات قطعوا الطريق بعد بلدة الجية الساحلية على الطريق بين بيروت وصيدا. وتقع الجية في منطقة اقليم الخروب السنية عند مدخل منطقة الشوف الجبلية معقل الزعيم الدرزي وليد جنبلاط احد ابرز قادة الاكثرية النيابية.

وتتركز الانظار على المواقف من آخر التطورات التي سيعلنها الامين العام لحزب الله حسن نصر الله بعد ظهر الخميس في مؤتمر صحافي. وكان مصدر معارض اعلن ان الاضراب هو "عصيان مدني" حتى تتراجع الحكومة عن القرارات الاخيرة التي اتخذتها ويعتبرها حزب الله مساسا بأمنه، والتي تتضمن إحالة قضيتي شبكة اتصالات حزب الله الهاتفية ومراقبته مطار بيروت الدولي أمام القضاء المختص باعتبارهما "اعتداء على سيادة الدولة", وتنحية قائد جهاز أمن المطار العميد وفيق شقير باعتباره مقربا من حزب الله.

وتوقفت حركة الطيران في مطار رفيق الحريري الدولي الخميس كما افاد مصدر ملاحي وذلك بسبب اقفال مناصري حزب الله لطريق الرئيسية المؤدية الى المطار الوحيد في لبنان. وقال المصدر إن "المطار مفتوح انما لا حركة جوية".

وأضاف أن "أي حركة إقلاع أو هبوط لأي شركة غير واردة على الجدول باستثناء رحلة الى لندن جرت في ساعة مبكرة". وردا على سؤال حول موعد عودة الرحلات اكتفى المصدر بالقول "لا توقيت محددا الأمر ليس بيدنا".

وبدت الحركة شبه معدومة الخميس في بيروت فيما اشعل شبان معارضون مجددا النيران في بعض المستوعبات والاطارات التي وضعت لقطع الطرقات اضافة الى سواتر ترابية في النقاط الحساسة او مكعبات اسمنتية, كما افادت وكالات الأنباء.

وتشاهد في بعض المناطق عناصر مسلحة ومقنعة، بينما تواصل القوى الامنية انتشارها الواسع في بيروت الذي لم يحل الاربعاء دون وقوع اشتباكات مسلحة متعددة بين انصار الطرفين في عدد من الأحياء وسط اتهامات متبادلة باستقدام مسلحين خصوصا بين حزب الله وتيار المستقبل.

من ناحية أخرى أفاد مصدر أمني أن اشتباكات بالاسلحة الرشاشة وقعت صباحا بين مناصرين لتيار المستقبل ومنحازبين لحزب الله في بلدة سعد نايل في منطقة البقاع حيث قطع مناصرو تيار المستقبل الطريق التي تربط شتورة بمدينة بعلبك الشيعية. كما واصل مناصرون لتيار المستقبل قطع الطريق الدولية في شرق لبنان المؤدية الى الحدود مع سوريا منذ مساء الاربعاء كما افاد مصدر امني.

إذ أشعل العشرات من الشبان، مجددا، النيران في الاطارات قرب بلدة بر الياس السنية على بعد مئات الامتار من المصنع, نقطة العبور الحدودية بين لبنان وسوريا كما قام مناصرون للحكومة بقطع طرقات عديدة داخل منطقة البقاع الغربي.


بدايات الحرب

من جهتها، شبهت صحف لبنانية موالية ومعارضة الخميس ما يجري ببدايات الحرب الاهلية السابقة (1975-1990) متخوفة من اندلاع فتنة مذهبية بين الشيعة والسنة. وعنونت "النهار" في صدر صفحتها الأولى "بيروت تستعيد فصول الرعب المذهبي والميليشيوي". بينما رأت صحيفة "السفير" المعارضة بأن "قرار السلطة تجريم المقاومة يشعل خطر الحرب الأهلية".

واعتبرت صحيفة "الأخبار" المعارضة ان الطرفين "تجاوزا كل الخطوط الحمر وسارا بقوة نحو مواجهة تأخذ طابعا مسلحا" متوقعة استئنافها الخميس "ما لم يبرز الى الضوء أي تفاهم سياسي". أما صحيفة "الانوار" المستقلة فشددت على المازق الذي يواجهه الجميع.
وكتب المحلل السياسي رفيق خوري في الافتتاحية "المازق مزدوج: مجلس الوزراء لا يستطيع التراجع والا سقط عمليا ولا السير الى النهاية بسبب الواقع على الارض, وحزب الله لا يستطيع التراجع عن موقفه والا سلم بقصقصة اجنحته ولا الذهاب في العصيان الى النهاية لان مخاطر الفتنة الطائفية خطيرة".

ليست هناك تعليقات: