الجمعة، مايو 09، 2008

ميليشيا "حزب اللات" تشعل محاور العاصمة وتقتل 7 في بيروت وتجرح 10 وعدوان على تعلبايا يوقع 6 جرحى

كما كان متوقعاً، أطل أمين عام "حزب الله" السيد حسن نصرالله شاهراً سلاحه "المقدس" بوجه اللبنانيين العزل، ليصب الزيت على النار، ويعطي الضوء الاخضر لميليشياته المنتشرة في شوارع بيروت، كي تمضي قدماً في عملياتها الحربية لاستباحة العاصمة.
فما ان انتهى السيد من إرسال اشاراته الى "مقاوميه" المخربين في بيروت، حتى باشروا تنفيذ التكليف، بشن حرب عنيفة في كل أرجاء بيروت، مستخدمين القذائف الصاروخية، وكل أنواع الاسلحة الرشاشة، مع تمركز القناصة على أسطح المباني لاستهداف المواطنين.
البداية كانت من شارع محمد الحوت في منطقة رأس النبع، التي تحولت الى ساحة حرب حقيقية، أعادت الى الذاكرة مشاهد الحرب الاهلية الاليمة، ما دفع الاهالي الى قصد الملاجىء للاختباء من المخربين الذين انطلقوا بعتادهم الحربي وقذائفهم الصاروخية ليمارسوا ارهاباً حقيقياً على سكان المنطقة، ويجبروا بقوة السلاح عدداً من العائلات على اخلاء منازلها، ويسترسلوا في الاعتداء على المواطنين العزل وتوقيفهم على الهوية.
وأشارت معلومات الى ان حافلات قادمة من المربعات الامنية حضرت الى منطقة راس النبع، وأفرغت حمولتها من العتاد والسلاح والمخربين في بناية الدلباني التي يسكنها القيادي في "حزب الله" ربيع جابر، في وقت انتشر مسلحون على شرفات منزل القيادي في الحزب منصور مظلوم في بناية شاتيلا، حيث اطلقوا قذائفهم الصاروخية باتجاه مركز "تيار المستقبل" في شارع الحوت.
شرارة المعركة التي بدأتها ميليشيا "حزب الله" امتدت بوتيرة متسارعة الى كل شوارع بيروت، في كورنيش المزرعة والبسطة والنويري والحمرا والمصيطبة، وكشفت النية المسبقة والمبيتة لشن حرب مفتوحة بعد خطاب نصرالله.
المشهد بدا ميليشياوياً بامتياز، استخدم فيه مسلحون من "حزب الله" القذائف الصاروخية لمهاجمة منطقة الطريق الجديدة، حيث سجل استهداف سيارة مدنية في ساحة ابو شاكر، تعرضت لقذيفة "أر.بي.جي" من جهة شارع بربور، الى جانب اندلاع حريق كبير في محل للالبسة في المنطقة بعد استهدافه، وأثناء محاولة فرق الاطفاء في الدفاع المدني إخماد الحريق، تم إطلاق النار عليهم من قبل المسلحين، في محاولة منهم لجعل الحريق يمتد الى المناطق السكنية التي تحيط بالمكان، ما أدى الى اصابة أحد عناصر فريق الاطفاء.
استهداف دار الفتوى
وفي سابقة خطيرة، تكشف النوايا التي حاول السيد نصر الله إضفاءها عبر الغمز من قناة ما قاله المفتون، تعرضت دار الافتاء في منطقة عائشة بكار لقنص من بعيد وإطلاق نار كثيف، دفع بالجيش المتواجد في محيطها الى سحب عناصره من المكان.
في موازاة ذلك، شهدت منطقة الحمرا ظهوراً مسلحاً كثيفاً لعناصر من ميليشيا "حزب الله"، في وقت سجل إطلاق نار كثيف في حي اللجا والزيدانية وطلعة شحادة وساقية الجنزير، بالتزامن مع انتشار القناصين على أسطح المباني في منطقة مارالياس.
واسفرت الاعتداءات في بيروت عن مقتل 7 مواطنين وجرح 10 نقلوا الى مستشفيات العاصمة.
كما شهدت المنطقة الفاصلة بين فردان وعين التينة، حيث مقر الرئاسة الثانية توتراً مفتعلاً، حين عمد عناصر أمن الرئاسة الثانية الى اطلاق النار عشوائياً على المباني المجاورة. وشوهدت عناصر شرطة المجلس النيابي تطلق القذائف الصاروخية.
وكانت ميليشيات "حزب الله" واصلت منذ الصباح الباكر اعتداءاتها على العاصمة بيروت، حيث أقدمت على اطلاق النار على المواطنين الآمنين في كورنيش المزرعة وبشارة الخوري ورأس النبع والضناوي، وتم استخدام القذائف والأسلحة الرشاشة. كما عمدت هذه الميليشيات الى عملية تهجير بعض الأهالي من عدد من البنايات في العاصمة، في وقت بقيت الطرق وعدد من المناطق مقطوعة أمام حركة السير، علماً ان ميليشيا "حزب الله" تموضعت عند الطرق المؤدية الى مطار الرئيس الشهيد رفيق الحريري الدولي. وقد ألغت معظم شركات الطيران العربية والأجنبية رحلاتها الى بيروت.
كما طالت اعتداءات ميليشيا "حزب الله" الأهالي في بلدتي سعدنايل وتعلبايا في البقاع الأوسط، حيث وقع ستة جرحى. وقد أقفلت الطريق بين بيروت والبقاع.
وفي بيروت، تواصلت عملية احراق الاطارات ومستوعبات النفايات في شوارع المصيطبة وكورنيش المزرعة، واستمر اقفال جسر الرينغ بالعوائق الاسمنتية، وطريق المطار بالاتربة. وفي حي السلم عمد مناصرو "حزب الله" الى استحداث ساتر ترابي عند مفرق "التيرو". فيما لا تزال الاجواء على حالها في مناطق شاتيلا، الطيونة، السفارة الكويتية ـ الجناح، الاوزاعي، طريق المطار، بخطيه القديم والجديد. واقفلت الطرق بالسواتر الترابية والاطارات المشتعلة، وألغت معظم شركات الطيران العربية والاجنبية رحلاتها الى بيروت، في وقت شهدت بعض مناطق الضاحية الجنوبية حركة تجارية خفيفة وفتحت بعض المحال ابوابها.
وعند الثانية عشرة والنصف بعد الظهر، اقدم عدد من الشبان على قطع الاوتوستراد الساحلي الذي يوصل الجنوب ببيروت عند نقطة الجية - برجا - حارة الناعمة - الدامور بالحجارة والإطارات المشتعلة وعملت وحدات من الجيش لفتحه.
وفي منطقة كورنيش المزرعة، وعند الثانية والنصف بعد الظهر، عادت الاشكالات الى هذه المناطق بعد قدوم مجموعة من الشبان من بربور في محاولة للدخول الى طريق الجديدة على مستوى مدرسة عزت العلايلي خلف بناية الجزيرة، فجوبهوا من قبل شباب المنطقة، الامر الذي ادى الى التراشق بالحجارة والضرب بالعصي. وفرّق بينهم الجيش اللبناني من خلال رمي قنابل مسيلة للدموع واطلاق النار في الهواء.
وعند الثانية والدقيقة 45، اضرم المتظاهرون النار في هياكل سيارات قديمة ومعدات في وسط الطريق في محاولة لقطعها من جديد. وفي بربور، حصل اشكال قبل الظهر بين الاهالي وعناصر ميليشيا "حزب الله"، وحركة "امل". وفي مار الياس، اقفلت القوى الامنية الطريق بحواجز حديدية، وعمدت الى تفتيش الدراجات النارية، ومنعت السيارات من الدخول الى الشوارع المتفرعة.
وفي منطقة الحمرا، بقيت المحال التجارية مقفلة، وبقيت الاسلاك الشائكة حول الوزارات والمؤسسات الرسمية وإن خف عديد القوى الامنية بمحاذاة المصرف المركزي. وفتحت معظم المصارف ابوابها.
في البقاع
قطعت الطرقات في البقاعين الاوسط والشرقي بالكامل. وأدت الاشتباكات التي وقعت في سعدنايل وتعلبايا الى سقوط 6 جرحى من بينهم سهيل دندش، راغدة رحيمة، حسين محيي الدين، حسن فواز. وعند مفرق بلدة المرج اقدم متظاهرون على تحطيم سيارة ديبلوماسية تابعة للسفارة الدانماركية كانت متوجهة الى دمشق، عندما عادت ادراجها بسبب تعذر مرورها. وسيطرت حال القلق والخوف على اجواء منطقة البقاع الاوسط، والتزم المواطنون بيوتهم.
الى ذلك، قطعت طريق المصنع الدولية التي تربط سوريا بلبنان امام حركة السير، فارتفعت السواتر الترابية والصخرية أمام مركز المسافرين. وأصرّ المتظاهرون على عدم فتح الطريق حتى تفتح طريق المطار، وينسحب المسلحون من شوارع العاصمة.
واقفلت طريق راشيا، عند نقطة خربة روحا، وطريق عام قب الياس ـ مشغرة عند نقطة قب الياس وكفريا، وطريق مرج جب جنين عند مدخل المرج وجب جنين غزة ـ المرج، كما اقفلت طريق القرعون ـ بعلول ليلا امام السيارات. وبعد جهود مستمرة، تم فتح الطريق المؤدية الى القرعون في البقاع الاوسط.
وشهدت سعدنايل عند الاولى والربع بعد الظهر، اجواء من الاستقرار والهدوء الحذر بعد نشر وحدات الجيش اللبناني آلياته المدرعة وتمركز عناصر على شرفات المنازل وسطوح البنايات التي انطلقت منها النيران فيما بقيت طريق ضهر البيدر مغلقة تماما، مرورا بشتورة وتعلبايا وسعدنايل حتى مدخل مدينة زحلة.
وكذلك رد الاهالي باغلاق طرق عدة في البقاع منها طرقات قب الياس، كفريا، كفرزبد، الفاعور، المرج. وعند التاسعة صباحا، اقدم عدد من الشبان، على قطع الطريق الدولية عند المدخل الجنوبي لمدينة بعلبك (بلدة دورس) بحرق الاطارات المطاطية، فتصدت لهم قوة من الجيش اللبناني وقوى الامن الداخلي وعملت لاخماد حريق الاطارات وفتح الطريق بالاتجاهين.
وفي شتورة، بدا الوضع مشلولا، فأقفلت معظم المحال التجارية ابوابها، وخلت الطرقات من السيارات وحافلات النقل. وعند الحادية عشرة والدقيقة 50 قطعت طريق ضهر البيدر عند منطقة مكسة.
وعمد المتظاهرون الى قطع طريق العمارية باتجاه المرج وزحلة، وبين الخيارة والصويري وبين دير زنون ورياق. ولا بد من الاشارة الى ان معظم طرق البقاع الاوسط مقطوعة.
وفي الهرمل، عادت الحياة الى طبيعتها في الهرمل بعد اشكالات حصلت، حيث فتحت الاسواق والمحال التجارية، في حين لا تزال الدراسة معطلة. وجرت وساطة في مناطق مختلفة بين الفاعليات بهدف فتح الطرق.
في الشمال
وانتقل التوتر من البقاع الى الشمال حيث سجل حادث فردي في الميناء في طرابلس، ما ادى الى سقوط 4 جرحى نقلوا الى مستشفيات المدينة وأحدهم بحال خطرة. وعلى الفور حضرت الى المكان وحدات من الجيش اللبناني وقوى الامن الداخلي وعملت لضبط الامور لمنع تفاقم هذا الاشكال الامني الذي خرق وضع الشمال الهادئ.
يذكر ان الحادث الامني اتى في وقت يشهد فيه الشمال حياة عادية وحركة يومية معتادة وفي وقت استقطب مطار القليعات اهتمام الاعلاميين الذين تقاطروا اليه لمتابعة اكتمال بدء العمل بتحضيره لاعتماده كبديل عن مطار الرئيس الشهيد رفيق الحريري الدولي.
في صور
استمر الاضراب في صور لليوم الثاني على التوالي حيث اقفلت بعض المدارس الرسمية والخاصة والمحال التجارية ابوابها، وانتشرت القوى الامنية في الاماكن العامة والطرق الرئيسية.

ليست هناك تعليقات: