الجمعة، مايو 02، 2008

أولمرت مستعد للقاء الأسد بشروط: أمن إسرائيل أفضل بعد قصف المفاعل السوري

رأى رئيس الوزراء الإسرائيلي ايهود أولمرت، أن أمن الدولة العبرية تحسن بعد قصف الطيران الإسرائيلي للمفاعل النووي السوري في منطقة دير الزور في سبتمبر الماضي، فيما أشارت تقديرات إسرائيلية إلى أنه سيكون مستعدا للقاء الرئيس السوري بشار الأسد، إذا طلب الأخير ذلك.
ونقلت صحيفة «معاريف»، عن مصدر إسرائيلي رفيع المستوى (ا ف ب، يو بي اي، د ب ا، كونا) ان «في حال نجح (رئيس الوزراء التركي رجب طيب) أردوغان بإقناع الأسد أن يطلب لقاء رئيس الحكومة، فإن وفقا للتقديرات، سيستجيب أولمرت لطلب كهذا».
لكن المصدر أضاف أن «على الأسد أن يفهم أن من دون الانفصال عن محور الشر وإرهاب إيران، ولو كان ذلك من خلال إعلان نوايا، فلن تكون هناك جدوى من استئناف المحادثات».
من ناحيته، اشار سفير اسرائيل لدى تركيا غابي ليفي، أمس، الى مفاوضات سلام على مراحل قد تبدأ بين اسرائيل وسورية بوساطة تركية.
وصرح للاذاعة بأن «المرحلة الاولى سيتولاها موظفون عاديون وتكنوقراط، وفي حال سارت الامور في الاتجاه الصحيح وأفضت الى نتيجة يمكننا ان نتوقع ان تتواصل المحادثات على مستوى اعلى بكثير». واضاف: «لا يمكنني اعطاء تفاصيل حول العملية التي اطلقت حاليا مع الجانب السوري»، مؤكدا اهمية الوساطة التركية.
وقال: «يريد الاتراك المشاركة فعليا في هذه العملية. سبق ان ساعدونا مرات عدة (...) انهم يتمتعون بنفوذ في المنطقة وفي العالم الاسلامي يمكنهم المساعدة لكنهم لا يستطيعون قيادة عملية» سلام. وتابع ان «الاتراك يعتقدون ان قوة مثل الولايات المتحدة او كتلة مثل الاتحاد الاوروبي لها وحدها قدرات اقتصادية لدعم مثل هذه العملية، لكنهم يظنون انهم قادرون على المساهمة (في هذه العملية) نتيجة وضعهم الخاص». ولدى عودته الى تركيا مختتما زيارة لسورية، اول من أمس، اكد اردوغان ان «انقرة تريد مواصلة جهود السلام وان موفدا سيرسل الى اسرائيل». لكنه لم يكشف هوية المبعوث ولا تاريخ الزيارة. ونقلت اذاعة «صوت اسرائيل»، عن مصدر في انقرة شارك في الاتصالات بين الاطراف المعنية، ان مدير ديوان رئيس الوزراء يورام توربوفيتش زار العاصمة التركية قبل اسابيع حاملا رسالة من اولمرت الى المسؤولين الاتراك. وأوضح أن «اولمرت كرر في هذه الرسالة تعهدات اسلافه في ديوان رئيس الوزراء بتقديم تنازلات في هضبة الجولان مقابل تحقيق السلام الشامل مع سورية، فقام الوسطاء الاتراك بنقل هذه الرسالة الى مبعوث لوزير الخارجية السوري وليد المعلم».
الى ذلك، أعرب رئيس لجنة الخارجية والامن التابعة للكنيست تساهي هانغبي عن اعتقاده انه «لا يجوز بدء المفاوضات مع سورية بالتنازل عن كل الجولان». ورأى انه «حتى اذا بدأت المفاوضات بالفعل، فانها لن تحقق نتائج ملموسة خلال الفترة القريبة، ولذلك يستطيع الاسرائيليون التعبير عن موقفهم ازاء هذا الموضوع خلال حملة الانتخابات المقبلة».
واتهم زعيم المعارضة اليمينية، رئيس الحكومة السابق بنيامين نتنياهو، اولمرت بالتفريط بهضبة الجولان. وقال للاذاعة خلال جولة له شمال اسرائيل: «أتعجب كيف يمكن ان يتصرف بهذه الخفة واللامسؤولية عبر الاعراب عن استعداده لاعادة كامل الجولان حتى قبل فتح المفاوضات» مع سورية، معتبرا ان «اي انسحاب من هذه المنطقة سيحولها الى قاعدة ايرانية».
وانتقد النائب سيلفان شالوم، من حزب ليكود، «اجراء الاتصالات مع سورية». وقال ان اقدام اسرائيل على «اضفاء صبغة الشرعية على دمشق سيكون بمثابة مكافأة كبيرة للجهات المتطرفة». وأشار الى ان «سورية ما زالت تنتمي الى محور الشر، اذ انها تؤوي قيادات التنظيمات الارهابية وتسمح لايران بنقل اسلحة الى حزب الله عن طريق الاراضي السورية».
وكشف الوزير غالب مجادلة، ان المفاوضات «لم تتوقف ومستمرة، حيث كانت وما زالت هناك محادثات واتصالات عبر وساطة عربية واوروبية». واوضح ان «المانيا تعتبر محورا رئيسيا ولها دور مميز في الاتصال والمفاوضات في الشرق الاوسط والاتصالات بين اسرائيل والدول العربية، بكل ما يتعلق في النهوض بعملية السلام ان كان على المسار السوري - اللبناني وحتى الفلسطيني وكذلك بكل ما يتعلق بصفقات تبادل الاسرى». من جهة أخرى، تفاخر أولمرت بقصف المنشأة السورية في 6 سبتمبر، خلال مشاركته في احتفال أقامه حزب «كاديما» لمناسبة عيد الميمونة الذي يحتفل به اليهود الشرقيون. وقال، «يبدو لي ان في هذا اليوم يمكن القول بثقة، وليس باستعلاء لا سمح الله، إنه توجد لشعب إسرائيل حكومة تعرف كيف تدافع عنه، وأن له قيادة تعرف كيف تهتم بأمنه ومستقبله، وربما نحن نعرف اليوم ذلك بصورة أكبر قليلا مما يعرفه الجمهور الواسع».
وتابع أنه «توجد تهديدات من الخارج علينا (في إشارة إلى إيران)، وعلينا مواجهتها بالثقة نفسها، ببرودة أعصاب وتحكيم الرأي مثلما فعلنا على مدار الأشهر الطويلة الماضية وسنعرف كيف نواجه كل التهديدات ونتغلب عليها ونضمن أن يبقى شعب إسرائيل في أرضه من دون أي خوف وفي أمن في كل ركن وفي كل منطقة من البلاد». في غضون ذلك، واصلت وسائل إعلام الحديث عن خلاف، بين مكتب أولمرت ومكتب وزير الدفاع ايهود باراك، حول نشر تفاصيل مهاجمة المنشأة السورية، بما في ذلك نشر صور التقطها جواسيس لإسرائيل داخل المنشأة وفي محيطها، أمام لجان الكونغرس الأسبوع الماضي.
ويبدو ان باراك عارض نشر هذه التفاصيل، فيما دفع أولمرت في اتجاه نشرها، وسط تقديرات بأن النشر سيحسن من شعبية أولمرت المتدهورة منذ انتهاء حرب لبنان الثانية في صيف العام 2006.
وافادت صحيفة يديعوت احرونوت»، بان «وفدا من جهاز الأمن الإسرائيلي حاول إقناع مسؤولين أميركيين بعدم نشر التفاصيل أمام الكونغرس».
ونقلت الصحيفة عن مسؤول أميركي قوله للوفد: «لكن انتم طلبتم بأنفسكم نشر المواد التي تجرّم سورية».
يذكر أن وسائل إعلام كانت نشرت أن توربوفيتش، ومستشار اولمرت السياسي، شالوم ترجمان، توجها قبل أكثر من ثلاثة أسابيع إلى واشنطن ونسقا مع مسؤولين أميركيين، على رأسهم مستشار الأمن القومي ستيف هادلي، المواد التي سيتم نشرها خلال اجتماع الكونغرس.
وذكرت صحيفة «هآرتس»، ان باراك قرر إرجاء زيارة للولايات المتحدة على خلفية نشر تفاصيل مهاجمة المنشأة السورية ونتيجة الوضع المتوتر بين إسرائيل وقطاع غزة.
وكتب محلل الشؤون العسكرية والأمنية في «يديعوت أحرونوت»، اليكس فيشمان، أن «نشر مواد استخباراتية حديثة نسبيا، أمر ينطوي على إشكالية دائما. لكن ما جرى هذه المرة هو استعراض عُري استخباراتي يفتقر الى المسؤولية». وأشار إلى أن «غضبا يسود جهاز الأمن والجيش حيال شكل النشر وحجمه، خصوصا نتيجة كشفه قدرات استخباراتية».

ليست هناك تعليقات: