الأحد، مايو 04، 2008

مصادر دبلوماسية: الأسد يسعى لاحتواء المحورين العربي واللبناني المناهضين لدوره الإقليمي

قالت مصادر دبلوماسية رفيعة ان الرئيس السوري بشار الاسد بدأ تحركا سياسيا جديدا في اتجاهين، الاول : عربي ويهدف الى احتواء المحور العربي المناهض لدوره التعطيلي في لبنان ولسياساته الاقليمية الاخرى في العراق وفلسطين المنخرطة في المخطط الايراني للهيمنة على المنطقة، والثاني : لبناني عبر احياء دور الرئيس نبيه بري باعادته محاورا اول، بعد ان كانت طلبت من حليفها حزب الله ان يفوض الجنرال عون قائدا للمفاوضات حول الازمة مع الاكثرية النيابية.
واعتبرت المصادر الحديث الذي ادلى به بشار الى جريدة " الوطن" القطرية مؤشرا لهذا التحرك، اذ وجه عبره رسالة مباشرة الى السعودية بنفيه علاقة اي دولة عربية باغتيال الارهابي مغنية، معتبرا انه" لوقام اي عربي بهذا العمل فهذا لايعني انه ارتكبه بتوجيه من دولته، فقد يكون عميلا لدولة اخرى، وهناك فرق بين ان يكون الشخض عربيا، وان تكون دولة عربية"، وهوما يتعارض مع تقاريرسورية وايرانية سابقة تحدثت عن دور سعودي في العملية.

صفقة

ووفقا للمصادر فان هذا التصريح كان مقدمة لا علان الاسد رغبته ونيته بزيارة الرياض كرئيس للقمة العربية التي كان الملك عبد الله امتنع عن حضورها لا برام صفقة سبق وان روجت لها وسائل اعلام متعددة حول مجريات التحقيق في اغتيال مغنية، واكدت ان الاسد يحاول ربط الجواب السعودي على العرضين بالوضع اللبناني بكل تشعباته، وهوما اقتضى من المملكة الرد السريع الرافض على لسان وزير الخارجية الامير سعود الفيصل ونفي قرب زيارة يقوم بها الاسد للرياض، وذلك لقطع الطريق امام اي تاويلات يستدل منها ان هناك تراخيا في الموقف السعودي من النظام السوري، وهوما يعكس ايضا ان القادة السعوديين لا يولون الاهمية لاي حديث عن دورللمملكة في اغتيال مغنية اولا، وعدم نسيانها الكلام الشخصي التجريحي الذي خرج من فم الاسد وتطاول فيه على قياداتها.

عدم ارتياح

وبحسب المصادر نفسها فان السعودية لا تزال غير مرتاحة الى مواقف المعارضة اللبنانية من اعادة جدولة الاتفاقات والشروط وعدم تسهيل انتخاب الرئيس، وقالت ان عدم تحديد المملكة موعدا اراده بري لزيارتها ادى الى قلب المعادلة التي كان سبق ان ارساها بحديثة عن شرط التفاهم السوري ـ السعودي لحل الازمة اللبنانية من خلال تقديمة العرض الجديد للحوار بمعزل عن التدخلات العربية، واشارت الى ان عودة الحريري الى بيروت بعد غياب لشهرين وتكليفة بادارة الحوار بنفسه مع بري حصل بمباركة سعودية، وليس كما ارادت المعارضة بترويجها لافكار عن ان جنبلاط هوالذي سيرعى الحوار لمواقفه المتميزة عن سائر قوى الاكثرية.
واستنتجت المصادر الى ان هذه التغييرات تعكس قرارا سعوديا لا تراجع عنه فيما يتعلق بالساحة اللبنانية وبالعلاقة مع دمشق موضحة انها المرة الاولى في تاريخها الدبلوماسي التي تتخذ فيها الرياض موقفا متشددا لهذه الدرجة مع دولة عربية،وهي تتجه الى ايصال علاقتها بدمشق الى الحد الاقصى بما يتوافق ايضا مع الرغبة الامريكية في تضييق الخناق على دمشق، خاصة وان واشنطن فتحت بشكل تصعيدي واضح ملف سوريا النووي وعلى لسان الرئيس بوش شخصيا الذي تناول امس بالتفصيل مع رئيس جهاز الاستخبارات المركزية " السي اي ايه" هايدن هذه المسألة والمدى الذي وصلت اليه دمشق في تعاونها النووي مع كوريا الشمالية في تصنيع البلوتونيوم الكافي لصنع سلاح او سلاحين نووين في السنة.

ليست هناك تعليقات: