الجمعة، مايو 09، 2008

«حزب الله» يفجّر بيروت

10قتـلـــــى ومـعــــــارك شــــوارع واقـــتــحــام مـــنــازل وتــهــجــيــر

ما ان أنهى الأمين العام لحزب الله حسن نصر الله مؤتمره الصحفي الذي أعلن فيه سقوط الخطوط الحمر، حتى انفجر الوضع في بيروت حربا أهلية حقيقية، اخذت طابعا مذهبيا واعادت الى الأذهان ذكريات الحرب الأهلية الأليمة (1975 ــ 1990).
وبدت كل الأبواب والنوافذ مقفلة تماما أمام الحلول السياسية، لا سيما بعد المواقف المتصلبة من قبل أمين عام حزب الله، التي وصفتها بعض المصادر بانها اعلان حرب على الدولة، متوقعة تصاعد وتيرة اعمال العنف والمعارك في الأيام المقبلة وامتدادها الى جميع المناطق المختلطة.

حرب أهلية فعلية
وعاد اطلاق القذائف الصاروخية والرصاص يهيمن بكثافة على المشهد وعادت رائحة الرصاص لتسود الموقف، حيث سمعت اصوات القذائف الصاروخية في كل انحاء بيروت، فيما عادت مشاهد القناصة مجددا الى مختلف المناطق في بيروت. وغلب هذا المشهد، حيث بدا هؤلاء الذين يخفون وجوههم بالاقنعة السوداء ويحملون المدافع ويوجهون قذائف بنادقهم في اتجاه الفريق الآخر ليعيد الى الاذهان مجددا المشاهد التي اختفت مع انتهاء حقبة الحرب الأهلية.
وعادت مشاهد خطوط التماس مجددا لتبرز بشكل لافت في بيروت، حيث اصبحت اقطاب المواجهة بين الفئات المتنافسة من دون تحديد هوياتهم بشكل واضح. وفي ظل وجود هذه المشاهد التي تنذر بحرب اهلية فعلية غاب الهدوء الأمني وبات المشهد اقرب الى حرب فعلية قد تشهدها شوارع بيروت، فيما حلقت في سماء بيروت العديد من طائرات الهليكوبتر التابعة للجيش اللبناني تراقب وترصد الموقف بشكل لافت.
وعند مناطق ومقار ومربعات القيادات والزعامات اللبنانية باتت الاجراءات الأمنية مشددة للغاية، حيث منعت العناصر المكلفة بأمن هذه المربعات تماما مرور السكان والسيارات في تلك المناطق.
وأمرت هذه الاجهزة الأمنية المارة والسيارات بالعودة من حيث جاءت من دون مناقشة تحت التهديد باستخدام السلاح في حال عدم الاذعان لهذه الأوامر.

6 قتلى ورصاص على دار الافتاء
وأدت الاشتباكات الى مقتل 6 اشخاص بينهم آمال بيضون وابنها هيثم حسن طبارة. واكد مصدر أمني ان المواجهات العنيفة جرت عصر أمس في كل احياء غرب بيروت بين انصار المعارضة وآخرين للاكثرية، واستخدمت في المعارك الاسلحة الرشاشة والصاروخية على انواعها، وطالت الاشتباكات احياء كورنيش المزرعة والبسطة والنويري وطريق الجديدة ورأس النبع وساقية الجنزير وعين التينة والظريف.
وقد شهدت الاحياء السكنية هجمات متبادلة على المراكز الحزبية وعمليات كر وفر، وطرد للسكان من منازلهم في راس النبع.
واللافت كان تعرض دار الافتاء في منطقة عايشة بكار لاطلاق نار من قبل عناصر حركة امل وحزب الله، مما ادى الى سقوط جريحين ، فيما قالت مصادر المعارضة ان عناصر مسلحة من تيار المستقبل حاولت الدخول الى منطقة عين التينة، حيث مقر رئيس مجلس النواب نبيه بري، وذكرت ان مسلحي المعارضة تصدوا للمهاجمين.
كما تعرض مستشفى المقاصد في منطقة طريق الجديدة لعدة قذائف صاروخية.
وتوقفت بعض المصادر امام امتداد الاشتباكات لتطال دار الافتاء، محذرة من ان الأمور قد تنفجر مذهبيا بشكل لا يستطيع احد ايقافه.
والمعروف ان المناطق التي تشهد هذه المواجهات العسكرية مختلطة بين السنة والشيعة، وهي شهدت الاربعاء مناوشات بين شبان من الطرفين ادت الى احراق مراكز حزبية وبعض الممتلكات.

معارك في البقاع
وبدت مناطق بيروت امس معزولة عن بعضها البعض، وكذلك مناطق لبنان.
واللافت هو اشتعال الوضع في البقاع، لا سيما في بلدات ثعلبايا وسعد نايل وجلالا، حيث ادى اشتباك الى سقوط 5 جرحى هم: رلى ابو حمدان، سهيل محمد دندنش، راغدة عبد الهادي رحيمي، عباس فواز ونهاد جميل.
وترافق ذلك مع اقفال تيار المستقبل معظم طرقات المنطقة، بما في ذلك طريق بيروت دمشق، فيما خلت نقطة المصنع الحدودية من العابرين بعد اغلاق الطريق المؤدية اليها بالسواتر الترابية وحاويات القمامة التي انتشرت في اكثر من مكان، وذلك احتجاجا على ما يجري في بيروت واقفال طريق المطار.
كما ان الطريق الجنوبي الساحلي اقفل من قبل قوى 14 آذار كخطوة اعتراضية، وذلك في مناطق خلدة والناعمة وبرجا.
وانتشرت سحب الدخان الاسود في مناطق الاقفال جراء حرق الاطارات. وفي بيروت، حاول شبان من قوى المعارضة الدخول الى منطقة طريق الجديدة، فتصدى لهم شبان من المنطقة وحصل اشتباك بالايدي والحجارة قبل ان يتدخل الجيش ويطلق قنابل مسيلة للدموع.
وذكرت مصادر في تيار المستقبل ان عناصر من «حزب الله» خطفت شابين هما وسام الخولي ورياض فرشوخ في منطقة البسطا.
بدورها، قالت مصادر المعارضة ان عناصر من تيار المستقبل والحزب التقدمي الاشتراكي و«القوات اللبنانية» كانت تدقق في هويات المارة على الطريق الساحلي، مشيرة الى ان الجيش ضبط اسلحة واعتدة من مكاتب تيار المستقبل التي اخليت في بيروت.
واعلن التيار الوطني الحر ان عناصر من تيار المستقبل اقتحمت مكتبه في بلدة ثعلبايا البقاعية واحرقت محتوياته.

.. وفي طرابلس
وفي طرابلس، حدث تبادل نيران عندما اقدم احد الشبان على نزع صورة لرئيس الحكومة السابق عمر كرامي وللامين العام لـ «حزب الله» حسن نصرالله من واجهة احد المحال الذي يعود لمناصر لآل كرامي.
وسقط في تبادل النار 4 اشخاص هم صاحب المحل محمد حداد، واحمد صيداوي، ونوري الشربة وحسن يمق.

ليست هناك تعليقات: