الجمعة، مايو 02، 2008

واشنطن: سوريا تقوّض لبنان.. وإيران تموّل الارهاب

غيتس يعتبر ارسال حاملة ثانية الى الخليج تذكيراً بقوة بلاده في المنطقة

أتهمت وزارة الخارجية الأميركية امس في تقريرها السنوي لعام 2008 للدول الراعية للإرهاب أن سوريا بتقويض الأمن في لبنان والعراق، بينما اتهمت إيران بأنها أكثر البلدان "فاعلية" في تمويله، وشددت على أن "القاعدة" تبقى الجهة "الأكثرخطراً" على الولايات المتحدة خلال 2007.
وجاء في التقرير الذي صدر امس، أن إيران "تبقى أكثر الدول فعالية في تمويل الإرهاب". وأن "عناصر حرسها الثوري الإسلامي (إيران) تورطوا بشكل مباشر في التخطيط للأعمال الإرهابية في كل المنطقة ودعمها وواصلوا دعم مختلف المجموعات في استخدامها للإرهاب من أجل تحقيق أهدافهم الإقليمية المشتركة"، مشيرا في هذا الإطار إلى الدعم الذي تقدمه إيران إلى "حزب الله" و"حركة المقاومة الاسلامية" (حماس) في فلسطين والمليشيات العراقية ومقاتلي طالبان في أفغانستان.
ولفتت وزارة الخارجية الأميركية في تقريرها إلى أنه على الرغم من الوعود بتأمين استقرار العراق فإن إيران "واصلت تأمين الدعم القاتل، بما فيه الأسلحة والتدريب والتمويل والتوجيه لبعض مجموعات الميليشيات العراقية التي تستهدف قوات التحالف والأمن العراقية والمدنيين العراقيين".
وأضاف أن "قوات الحكومة الإيرانية كانت مسؤولة عن الهجمات ضد قوات التحالف. وفيلق القدس7- التابع للحرس الثوري الإسلامي واصل إمداد الميليشيات العراقية بصواريخ متقدمة من صنع إيراني، وبنادق قنص، وأسلحة أوتوماتيكية وقذائف المورتر التي قتلت الآلاف من التحالف والقوات العراقية".
وشددت وزارة الخارجية الأميركية على أن إيران "تبقى تهديداً للاستقرار الإقليمي ومصالح الولايات المتحدة في الشرق الأوسط بسبب دعمها المتواصل للمجموعات العنفية مثل حماس وحزب الله، بالإضافة لجهودها لإضعاف العملية الديموقراطية في لبنان حيث تسعى لبناء نفوذها وحزب الله لإلحاق الضرر بالطوائف اللبنانية الأخرى".
واعتبر التقرير أن العراق "يبقى مركز الحرب على الإرهاب" بوجود القاعدة وغيرها من مجموعات التمرد التي تقاتل القوات العراقية والأجنبية.
وانتقد أيضاً سوريا بسبب سماحها للمقاتلين الأجانب بالعبور إلى العراق عبر أراضيها، مستشهداً بتقارير حكومية أميركية أظهرت أن "نحو 90% من كل الإرهابيين الأجانب في العراق استخدموا سوريا كنقطة عبور".
واتهم التقرير دمشق بأنها "واصلت تقويض سيادة لبنان وأمنه من خلال وكلائها بمن فيهم حزب الله". واعتبر أنه على الرغم من سحب سوريا لقواتها العسكرية من لبنان في نيسان (ابريل) 2005 فإنها "ما تزال تحتفظ بوجود استخباراتي سري" فيه.
الى ذلك، اعلن وزير الدفاع الاميركي روبرت غيتس ان ارسال حاملة طائرات ثانية الى الخليج يجب ان ينظر اليه على انه "تذكير" بالقوة العسكرية للولايات المتحدة في المنطقة، نافيا ان تكون الولايات المتحدة تستعد لضربات عسكرية ضد ايران، فيما قالت وزارة الخارجية الاميركية في تقرير نشر امس ان ايران تبقى الدولة الارهابية "الرئيسية"، معتبرة انها تسعى لتعزيز نفوذها الاقليمي وطرد الولايات المتحدة من الشرق الاوسط.
وقال وزير الدفاع الاميركي للصحافيين خلال زيارة الى مكسيكو "لا اعتقد ان حاملتي طائرات ستبقيان هناك لفترة طويلة لذلك لا ارى في هذا الامر تصعيدا، واعتقد انه يجب ان ينظر الى هذه الخطوة على انها تذكير" بالقوة العسكرية للولايات المتحدة في المنطقة.
وجاء ارسال حاملة الطائرات الاميركية "ابراهام لنكولن" الى الخليج بعد تصعيد اميركي واضح في اللهجة ضد ايران التي تتهمها واشنطن بزعزعة استقرار العراق والمنطقة.
وكان ناطق باسم البحرية الاميركية الكومندان جيف ديفيس اعلن ان حاملة الطائرات الاميركية "ابراهام لنكولن" التي وصلت الى الخليج هذا الاسبوع، ستحل محل حاملة الطائرات "هاري ترومان". واوضح ان مدة وجود سفينتين حربيتين معا "ستكون قصيرة جدا ولن تتجاوز يوما او يومين"، مؤكدا انه "اجراء نظامي روتيني".
وذكرت شبكة التلفزيون الاميركية "سي بي اس نيوز" ان وزارة الدفاع الاميركية (البنتاغون) امرت بوضع خيارات جديدة لمهاجمة ايران، موضحة ان وزارة الخارجية بدأت اعداد انذار الى ايران.
وردا على سؤال عما اذا كان البنتاغون يعد فعلا لضربات عسكرية ضد ايران، أجاب غيتس "لا". وقال ان التصعيد الكلامي ضد ايران جاء بعد تصاعد العنف في العراق حيث تخوض القوات الاميركية مواجهات مع ميليشيا جيش المهدي الشيعية التي يؤكد العسكريون انها مدعومة من ايران.
واكد غيتس "نحن نتابع الوضع بدقة لكنني اعتقد ان الجنرال (ديفيد) بترايوس (قائد القوات الاميركية في العراق) مرتاح لخططه سحب خمسة الوية على الاقل" كانت ارسلت لتعزيز القوات الاميركية.
وكان بترايوس وقادة عسكريون آخرون في العراق ذكروا ان حجم التورط الايراني اتضح الشهر الفائت عندما تحولت مطاردة من قبل الحكومة العراقية في مرفأ البصرة العراقي (جنوب) لعصابات مسلحة الى اعمال عنف.
واستبعد غيتس اللجوء الى خيار عسكري ضد ايران. وقال في خطاب الاسبوع المنصرم ان "حربا اخرى في الشرق الاوسط هي آخر ما نحتاجه واعتقد الواقع انها ستكون كارثية على اكثر من مستوى". الا انه اضاف ان "الخيار العسكري يجب ان يبقى مطروحا نظرا لسياسات زعزعة الاستقرار التي يتبعها النظام والمخاطر الناجمة عن التهديد النووي الايراني مباشرة او عن طريق انتشار الاسلحة".

ليست هناك تعليقات: