الجمعة، مايو 09، 2008

إنهيار بيروت والصراع بين طهران وواشنطن

لندن: بالرغم من الاهتمام الكبير الذي أولته الصحف البريطانية الصادرة هذا الصباح لمأساة الإعصار الذي ضرب بورما وخلف آلاف القتلى، إلا أن الوضع الأمني المتدهور في بيروت أطل برأسه على صفحات صحف اليوم.

ففي صحيفة الاندبندنت كتب روبرت فيسك مقالا من بيروت عنونه بـ"معارك تجتاح بيروت في الوقت الذي يقول فيه حزب الله إن لبنان يعيش حربا".

ويقول فيسك في مقاله إنه في الدقائق التالية لخطاب الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله قام "مسلح واحد على الأقل من حركة الأمل الشيعية بإطلاق النار على مكتب تابع لأنصار الحكومة من السنة... أما الجيش اللبناني فلم يكن منتشر بشكل كاف في شوارع المدينة الليلة الماضية لكن آلياته المدرعة كانت تسير بين المناطق التي تقطنها الطائفتين السنية والشيعية وتتلقى النيران من الجانبين."

ويصف فيسك خطاب نصر الله بأنه "مثير للقلق وقاتم وأنه جاء بعد أقل من 24 ساعة على الأقل من التصريحات التي وصف فيها مفتي مسلمي لبنان من السنة، محمد قباني، حزب الله بأنه "عصابات مسلحة تقوم بتنفيذ أبشع الاعتداءات على المواطنين وسلامتهم"، ومن الغني عن القول إن الشخصيتين يمثلان معظم الطائفتين السنية والشيعية في لبنان."

ويقول فيسك إن "انهيار بيروت خلال اليومين الماضيين يعود في جزء منه إلى الصراع الأميركي الإيراني على الرغم من أن الأميركيين سيلومون حزب الله بينما سيلوم الايرانيون الأميركيين."

ويضيف فيسك أن "اللغة التي استخدمها نصر الله في خطابه، كما هي اللغة التي استخدمها قباني، مخيفة.. فلغة نصر الله التي لقب فيها (الزعيم الدرزي وأحد زعماء الموالاة وليد) جنبلاط بالـ"القاتل والسارق والكاذب" هي لغة تعرض حياة اللبنانيين في خطر".

وبعد أن يستعرض فيسك باقي نقاط خطاب نصر الله يقول إن العاصمة اللبنانية باتت الليلة الماضية وهي أشبه بساحة معركة وأن الكويت دعت مواطنيها لمغادرة لبنان دون أن تقول لهم كيف يفعلون ذلك بلا مطار.

انتخابات الرئاسة الأميركية: عرض أوبرا مثير..
في التايمز الصادرة اليوم رسما كاريكاتوريا تظهر فيه السناتور هيلاري كلينتون، التي تتنافس لنيل ترشيح انتخابات الحزب الديمقراطي في انتخابات الرئاسة الأميركية، وهي تسقط أرضا بعد سقوط نجمة بيضاء كبيرة من العلم الأميركي على ظهرها. والرسم يشير بالطبع إلى خسارتها أمام منافسها السناتور باراك أوباما في الانتخابات التمهيدية التي جرت في ولاية نورث كارولينا واشتداد التنافس بينها وبين أوباما الذي يتفوق عليها حتى الان في عدد أصوات المندوبين.

وفي التايمز أيضا كتب جيرارد بايكر قائلا إن "الانتخابات الرئاسية الأميركية ستكون تاريخية".

وتحت عنوان "الكبير في السن مقابل الشاب، الاسود مقابل الأبيض. يا له من عرض!" كتب بايكر يقول "إنه لو كانت الحملة الانتخابية في معسكر الحزب الديمقراطي عرضا من عروض الأوبرا فإننا سنكون الآن في مشهد النهاية. والسقوط التراجيدي للبطل سيكون مؤثرا بالرغم من حتميته."

ويصف بايكر ما يحدث بالدراما، "فآل كلينتون يعلمون الآن، بصرف النظر عن ما يقولونه في العلن، إن الدراما تحققت. باراك أوباما الذي تخرج للتو من كلية القانون عندما بدأت رحلتهما الرئاسية قبل 16 عاما استطاع أن يحقق لهما نهاية مدمرة ومبكرة".

"فخسارتها الثقيلة في نورث كارولينا يوم الثلاثاء وفوزها الضعيف في إنديانا أغلق أمام هيلاري أي احتمال باق لفوزها بترشيح الحزب الديمقراطي."

ويقول بايكر إن الانتخابات الرئاسية تعتبر عرضا مثيرا لأنها تحتوي على عدد من الأشياء التاريخية التي تحدث لأول مرة. "فالجميع يعلم الآن أن السناتور أوباما سيكون في حال انتخابه رئيسا أول أسود يتسلم هذا المنصب في تاريخ الولايات المتحدة. أما السناتور ماكين فسيكون أول رئيس يولد خارج الولايات المتحدة بالرغم من أن الولادة على الأرض الأميركية شرطا لتبوء هذا المنصب، لكن ماكين معفى من هذا الشرط لأنه حين ولد في منطقة قناة بنما كانت تعتبر هذه المنطقة أرضا أميركية."

"كما أن هذه الانتخابات ستكون الاولى في تاريخ أميركا التي يخوضها متنافسان أعضاء في مجلس الشيوخ. ومن يفوز بها سيكون أول سناتور يتولى الرئاسة بعد الرئيس الراحل جون أف كينيدي وسيكون الثاني في تاريخ الولايات المتحدة."

"وماكين سيكون أكبر رئيس يتولى المنصب لأول مرة فيما سيكون أوباما أصغر رئيس أميركي. كما أن الانتخابات تعتبر تنافسا بين جيلين حيث فارق السن بين المرشحين هو الأكبر في تاريخ الولايات المتحدة وهو 25 عاما."

ويختم بايكر مقاله بالقول إن "الاتجاه السياسي لأميركا سيتم تقريره من قبل عدد كبير من الناخبين غير المتأكدين لأول مرة منذ سنوات بأن أيا من الحزبين الديمقراطي أو الجمهوري لديه كل الأجوبة على التحديات التي تواجهها البلاد".

السلام بعد 60 عاما..
في الاندبندنت يكتب دومينيك لوسون عن أنه "يترك إسرائيل والأمل في التوصل إلى اتفاق نهائي للسلام مع الفلسطينيين ينحسر".

ويقول لوسون إنه تحدث مع مسؤولين كبار في السلطة الوطنية الفلسطينية في رام الله وقالوا له إنهم ظنوا أن إسرائيل ستغير الوضع على الأرض بالنسبة للضفة الغربية بعد مؤتمر أنابوليس للسلام لكن هذا لم يحدث وهو ما يعني إعطاء ذريعة للجهاديين، وذلك في إشارة إلى حركة المقاومة الإسلامية حماس التي تفوقت على فتح في جذب عدد أكبر من الشباب الفلسطيني."

ويتخذ لوسون من ما يحدث في مدينة سديروت مثالا على ما يفكر فيه الكثير من الإسرائيليين.

"فالمدينة التي تبعد كيلومترا واحدا عن قطاع غزة يتم إمطارها كل يوم بصواريخ القسام من قبل مسلحي حماس. تلك الصواريخ التي لا يستغرق وصولها إلى المدينة أكثر من 30 ثانية. ويعتقد الإسرائيليون أن انسحاب إسرائيل من القطاع هو الذي أدى إلى هذا الوضع الأمني المتدهور بالنسبة للمدينة وأن أي انسحاب لإسرائيل من أية أراض محتلة يعرض شعبها للخطر."

"كما أن هذا هو ما يفسر الصعوبة الشديد التي تواجه حكومة رئيس الوزراء الإسرائيلي أيهود أولمرت في تلبية مطالب الفلسطينيين بالانسحاب الكامل من الضفة الغربية. ففعل ذلك يعني أن تل أبيب ستكون في مرمى الصواريخ الإيرانية الصنع."

وبعد ذلك يعرج لوسون على المشاكل التي تواجه التوصل لاتفاق نهائي للسلام بين الفلسطينيين والإسرائيليين وأبرزها ضعف حكومة أولمرت وضعف السلطة الوطنية الفلسطينية بقيادة الرئيس محمود عباس وضعف الوسيط الأميركي الذي يمثله الرئيس الأميركي جورج بوش الذي شارفت ولايته الرئاسية الثانية والأخيرة على الانتهاء.

ويكتب لوسون قائلا "إن الفلسطينيون لو كانوا قد وافقوا عام 1948 على قرار التقسيم الصادر من الأمم المتحدة بدلا من أن ترسل الدول العربية جيوشها لمحاربة الدولة الصهيونية الوليدة لكانوا الآن يحتفلون مع الإسرائيليين بالذكرى الستين على استقلالهم".

ويختم لوسون مقاله قائلا إن الأمل ينحسر داخله من إمكانية التوصل لاتفاق نهائي للسلام بين الإسرائيليين والفلسطينيين وأنه كي يعود الأمل "لابد من تغيير للحكومة، ليس في واشنطن وإنما في طهران".

ليست هناك تعليقات: