الأحد، أبريل 27، 2008

جاسوس صور الموقع السوري.. وإسرائيل تستغرب توقيت التسريب

 صورة وزعتها الاستخبارات الأميركية لمسؤول نووي كوري شمالي مع نظيره السوري في سورية

أعربت مصادر اسرائيلية أمس عن استغرابها لتوقيت كشف الولايات المتحدة معلومات وشريط الفيديو للموقع النووي السوري في دير الزور، والذي اتهمت كوريا الشمالية ببنائه سرا لحساب دمشق وقصفته اسرائيل في سبتمبر (ايلول) الماضي.

وقال مصدر سياسي اسرائيلي، إن اسرائيل لا تفهم ما هي المصلحة في نشر مثل هذه التقارير في هذا الوقت. والاعتقاد السائد لدى غالبية المحللين الاسرائيليين هو ان الهدف الحقيقي من نشر التقارير الأميركية، هو التخريب على الجهود التركية لاستئناف المفاوضات السلمية بين اسرائيل وسورية والتي لا تنظر اليها واشنطن بعين الرضا.

وحسب شبكة الأخبار الأميركية «ايه بي سي»، فإن فيلم الفيديو الذي عرض على لجان الكونغرس للموقع النووي من الداخل، قد صور بيد جاسوس أو أكثر يعملون في خدمة اسرائيل. من جانبها اعتبرت سورية على لسان سفيرها في الأمم المتحدة بشار الجعفري الصور التي قدمتها الاستخبارات الأميركية للموقع الذي قصفته اسرائيل مزيفة.

إسرائيل: دمشق مستعدة للتخلي عن مياه الجولان للسلام

ذكرت صحيفة "معاريف" في عددها الصادر أمس، ان موقف دمشق حيال مياه الجولان جاء في رسالة نقلها وزير الخارجية السوري وليد المعلم الى شخصية غربية زارت دمشق أخيراً، حيث أوضح المعلم ان بلاده ستطالب بتعويضها من خلال استيراد المياه من تركيا أو إقامة منشأة لإزالة ملوحة المياه في المنطقة الساحلية.
وذكرت القناة الأولى التلفزيونية الإسرائيلية ان الرسائل المتبادلة منذ عام بين إسرائيل وسوريا، بوساطة تركية، شملت قضايا عملية. أضافت ان الجانب السوري تعهد خلال الاتصالات غير المباشرة، بأنه لا ينوي مطلقاً التعرض لمصادر المياه الإسرائيلية بعد أي انسحاب إسرائيلي من هضبة الجولان، ضمن اتفاق سلام.
كما تناولت الاتصالات، وفق القناة الأولى، مسائل عسكرية من قبيل جعل هضبة الجولان منطقة منزوعة السلاح ونصب محطات للإنذار المبكر.
وقال الرئيس الإسرائيلي شمعون بيريس امس، ان تل أبيب تريد السلام مع سوريا، لكن إيران تواصل تخريب العملية. ونقلت وسائل إعلام إسرائيلية عنه قوله خلال زيارته لمقام النبي شعيب في حطين (الجليل)، انه "يجب عدم السماح لإيران ببسط سيطرتها على المنطقة، ويمكن التوصل الى هذا الهدف من خلال صنع السلام مع سوريا والفلسطينيين كما فعلنا مع مصر والأردن".
في انقرة، قالت صحف تركية امس ان الزيارة التى سيقوم بها رئيس الوزراء رجب طيب أردوغان الى سوريا اليوم، تستهدف في المقام الأول مناقشة المقترح الإسرائيلي الخاص بالانسحاب من الجولان بعد 41 عاما من احتلاله، مقابل السلام الدائم مع سوريا.

أولمرت للأسد: نظامك باقِ لو تعرّيت!!

عندما قلنا إن الصانع الرئيس للسياسة في الشرق الأوسط، هو المثلث الاسرائيلي ـ الإيراني ـ التركي. قال لي صاحبي (وهذا استعارة مشكورة من فيصل سلمان) قال: ظلمت العرب، عرب الصمود والتصدي. أقول لصاحبي: جملة "قصيرة" نقلت عن رئيس الوزراء التركي رجب طيب اردوغان للاسد؛ بأن اسرائيل تعيد الجولان مقابل سلام حقيقي معه، جملة قصيرة ومنقولة وليست تصريحاً رسمياً علنياً لأردوغان. جملة، قيل عن قال، حركت الجمود واللبس والتخبط حول مسار التفاوض السوري ـ الإسرائيلي، وأثارت، احتفالية وأفراحاً في الإعلام السوري؛ بدت معها الاحتفالية بدمشق عاصمة للثقافة العربية فضلاً عن خزعبلات وأضاليل مؤتمر تجديد الفكر القومي... بديا هزيلين قميين ولا لزوم لهما، وعلى عمال النظافة الاسراع في القائهما في معامل القمامة تحت طائلة المسؤولية.
لا وكلا يا صاحبي، لم اظلم العرب، عرب الصمود والتصدي وقلبهم الاسدي الممانع النابض بالفرح واقتراب الفرج.
بعد هذا الكلام الواقعي البائس اليائس الحزين، فلننتقل إلى الحاضر السياسي السوري الاسرائيلي، وإلى التصريحات الهائجة الواعدة الموعودة لإعلاميين ومسؤولين سوريين يعلنون فرحتهم بأن حلم الاسد بالتفاوض العلني مع اسرائيل اصبح قريب المنال (بثينة شعبان، بشار الجعفري، الشعيبي، الفضائية السورية، كافة مواقع المخابرات السورية الالكترونية).
1 ـ قالت وزيرة المغتربين بثينة شعبان، قالت وردة الاعلام السوري الاصطناعية لـ"الجزيرة" في 23/4/2008: "إن هناك جهوداً ـ لاحظوا الجمع في كلمة جهود ـ تبذلها اطراف صديقة ـ تركيا مثلاً ـ لتحقيق الاتصال العلني بين سوريا واسرائيل، هذه ليست حديثة، وأن الجانب الاسرائيلي يعلم كل العالم ما هو مقبول وغير مقبول لدى سوريا". رائع جداً تفاهم الأحبة وتبادل القبول. وألقى الأسد النكتة الماركسية التالية: "المسؤولية في ارتفاع الأسعار تقع على السياسات اللاعقلانية التي تنتهجها بعض الأطراف الدولية". قال: "بعض" ونسي العولمة ـ تسلم لي شو ديبلوماسي.
3 ـ بشار الجعفري مندوب النظام السوري في الأمم المتحدة قال: "نحن منخرطون في عملية السلام بشكل علني، وليس هناك أي اتصالات سرية". لاحظوا كلمة منخرطون، بوركت للجعفري جذالة الفصحى الفظعى العربية. الجعفري ينكر وجود المفاوض السري السوري مع الاسرائيليين ابراهيم سليمان وينكر الاتصالات العشرين. اظن ان سليمان ولينيل أصدق من الجعفري، وما يؤكد ذلك ان "مارك ريفيف" الناطق باسم رئيس الوزراء الاسرائيلي لم يؤكد أو ينفي زيارة رئيس طاقم مستشاري أولمرت قبل بضعة شهور للأسد.
4 ـ قال أولمرت في إحدى رسائله السرية للأسد: "لا نزال نرفض إسقاط نظامكم". مبروكة على النظام وطنيته ومبروك على خصومه التحاقهم بالأميركان.
5 ـ قال الشعيبي الاعلامي السوري الديجتال المعدل سلطوياً، قال: "آن أوان انطلاقة المسار السوري ـ الاسرائيلي. وطالب بـ "عملية سلمية رصينة بين السوريين، والاسرائيليين". لاحظوا الابداع في لفظة رصينة. ونصح الشعيبي عائلة بوش أن تحمّل ابنها جورج دبل يو بوش مسؤولية انهيار سمعة العائلة ـ الشعيبي ذو الضمير الوطني الحر حريص على سمعة العائلية البوشية، ويقدم نصائحه مجاناً ـ وهذا من العجائب والتفاهات، ومع هذا فالشعيبي يرى أن السوريين يشترطون وجود الطرف الأميركي كشريك نزيه، والمتغيرات مكثفة وواعدة. ان فرويد وتلامذته عاجزون عن تحليل العبقرية الاعلامية للديجيتال الاعلامي السوري العظيم. الشعيبي يغلف رغبة الاسد المحمومة بالتفاوض العلني مع اسرائيل؛ بورق الشروط الهشة الرديئة، ويعلبها بجمل مشوشة ومرتبكة وانشائية فارغة تؤكد تهافت سيد سيد سيد سيد سيده الأسد المهرول نحو اعلان اسرائيل بحماية نظامه من السقوط، رغم تعهد اولمرت بذلك سراً.
في ضوء هذه الاحتفالية الاعلامية الراقصة، وعلى وقع الدبكة الديكتاتورية السورية الهائجة المائجة بفرحة الايجاب والقبول بين أولمرت والأسد، في ضوء تلك المهزلة؛ على مؤتمر المحامين العرب، والمؤتمر القومي العربي، ومؤتمر الأحزاب العربية، وجملة الممانعين الأشاوس افراداً وجماعات، شيوعيين سابقين وقوميين لاحقين، وقوميين سابقين ولاحقين، على كل تلك الهمروجة ان تبحث عن مكان آخر غير دمشق، تطلق منه صواريخ الممانعة القادرة على هزيمة اسرائيل واقامة الامبراطورية العربية العظمى. واقترح أن تكون طهران مكان مؤتمراتهم المقبلة، فطهران حينها جديرة ان تكون قلب العروبة النابض. وقنبلتها النووية ضمانة العرب والمسلمين لهزيمة المشروع الأميركي الشرق أوسطي، وانتصار المهابيل وعباد احلام اليقظة المخبولة، وأجُراء العقل الديكتاتوري في أرض العرب المجيدة لو صحت الجملة المنقولة عن أردوغان، ومن أولمرت للأسد، وأظنها صحيحة شكلاً وملتبسة مضموناً. ولو تم فرح النظام السوري بالعناق مع الإسرائيلي في عرس كما يشاء ويحب، ولا أظنه سيتم، ولو دلّعت أميركا إسرائيل بموافقتها على التفاوض، ولا أظنها ستفعل الا في حدود المناورة، وشرط ان يقعد المفاوض الديكتاتوري السوري عارياً خلف طاولة التنازلات لا المفاوضات، عارياً من قفطانه الإيراني وكوفيته الحماسية الزرقاوية وقفازاته المجرمة في لبنان.
ولو ولو ولو... فان الحقيقة التي لا لبس فيها أن النظام السوري كسب جولة بقائه لزمن أطول، حتى يقضي الله أمراً كان مفعولا، وأظنه المحكمة الدولية. والمحكمة هنا ليست فقط لمحاكمة قتلة الرئيس الشهيد رفيق الحريري ورفاقه، وانما هي أيضاً محكمة للضمير والعدالة والحضارة الدولية في نهاية الأمر.
وأرجو أن لا تسخروا من هذه الجملة الاخيرة، فلو مات الضمير الحضاري الدولي، على الانسانية السلام، وعلينا جميعاً لعنة الرجال البدائيين سكان الكهوف الحجرية.

البرادعي يعلن فتح تحقيق بقضية المفاعل السوري

لام المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية محمد البرادعي أمس، واشنطن لابلاغه متأخرة معلوماتها حول بناء سوريا لمفاعل نووي بمساعدة كوريا الشمالية، وأعلن ان الوكالة ستجري تحقيقا في هذا الموضوع.
وانتظر الأميركيون حتى أمس، ليبلغوا الوكالة الدولية بشكوكهم حول وجود تعاون نووي سري بين بيونغ يانغ ودمشق، استنادا الى معلومات استخبارية حصلوا عليها بعد تدمير سلاح الجو الإسرائيلي منشأة في سوريا في أيلول (سبتمبر) الماضي.
وقالت الوكالة الذرية في بيان ان "المدير العام يأسف لعدم إبلاغ الوكالة في الوقت المناسب طبقا لمسؤوليات الوكالة في اطار معاهدة منع انتشار الاسلحة النووية، للسماح لها بالتحقق من صحة هذه المعلومات وإقرار الوقائع".
ولم يوفر البرادعي في لومه سوريا، التي أكدت ان الغارة الإسرائيلية استهدفت "مبنى قديما كان يستخدم لأغراض عسكرية"، فذكّر دمشق بواجباتها في إبلاغ الوكالة بأي مشروع أو ورشة لبناء منشأة نووية. كما ندد بـ"استخدام إسرائيل القوة بشكل احادي" في هذه القضية، معتبراً ان ذلك "يسيء الى عملية التحقق التي تقع في صلب نظام منع انتشار الاسلحة النووية".
وأكد البيان ان الوكالة "ستتعاطى مع هذه المعلومات بالجدية التي تستحقها وستحقق في صحة المعلومات".
ورأت فرنسا بعدما تم ابلاغها اول من امس بهذا الامر من قبل واشنطن، انه "من اللازم ان تكشف سوريا بشكل كامل انشطتها النووية السابقة والحالية بناء على التزاماتها الدولية، خصوصا تجاه الوكالة الدولية للطاقة الذرية"، وفق الناطقة باسم الخارجية الفرنسية باسكال ادرياني.
واعلنت الولايات المتحدة امس، انها لا تثق في كوريا الشمالية. وقال الناطق باسم وزارة الخارجية الاميركية شون ماكورماك "لم نصل بعد الى مرحلة الثقة. ما زلنا في مرحلة التدقيق".
وقال مندوب سوريا لدى الامم المتحدة بشار جعفري ان دمشق "لا تخشى" التعاون مع الوكالة الذرية، مضيفا "ليس لدى سوريا شيئ تخفيه".
في ملف السلام، كشفت إسرائيل ان سوريا أبدت استعدادها للتخلي عن مصادر المياه في هضبة الجولان والسماح لإسرائيل بالإستفادة منها في إطار اتفاق سلام.

السبت، أبريل 26، 2008

مسؤول عربي كبير: نظام الأسد ضعيف وقابل للاختراق

"اكد مسؤول عربي كبير لجهات دولية معنية بالملف اللبناني ان القادة العرب، بغالبيتهم العظمى، يرفضون التعامل مع الرئيس بشار الاسد على اساس انه قائد العمل العربي المشترك اذ انه، نظرياً، يرئس القمة العربية الدورية خلال فترة تنتهي في آذار 2009 لكنه، عملياً، لا يملك اي صلاحية لتوجيه سياسات المجموعة العربية او التأثير على مواقفها. واوضح ان نظام الاسد هو من يتحمل مسؤولية ضعفه وعزلته وانه قيد نفسه بنفسه نتيجة كل ما قام ويقوم به من اعمال في لبنان وفلسطين والمنطقة عموماً. والمشكلة، في رأي هذا المسؤول، ان نظام الاسد يرفض التراجع عن أخطائه او اصلاحها، كما يرفض الاعتراف بوجود تشدد عربي ودولي متزايد في التعامل معه، وهو ما عكسه اخيراً استبعاده عن الاجتماع العربي – الدولي في الكويت المخصص لمناقشة الازمة اللبنانية بعد نكسة الغياب العربي المؤثر عن قمة دمشق. فنظام الاسد يريد ان يفرض على الجميع "لبنانه هو" التابع له ويرفض الاعتراف بلبنان الحقيقي المتمسك بحقه المشروع في السيادة والاستقلال. وليست ثمة دولة عربية واحدة تدافع عن سياسة سوريا حيال لبنان، فيما ترفض هذه السياسة او تنتقدها كل الدول العربية. وهذا اقسى حكم عربي على نظام الاسد".
هذا ما كشفته لنا مصادر ديبلوماسية اوروبية وثيقة الاطلاع في باريس، واوضحت ان هناك مشروعاً عربياً لتسوية الازمة اللبنانية مضاداً للمشروع السوري ويتضمن تفسيراً للمبادرة العربية وآلية لتنفيذها متفقاً عليها بين الدول العربية المؤثرة، وان هذا المشروع العربي يلقى دعماً من الجهات الدولية البارزة وعلى رأسها الولايات المتحدة وفرنسا. وقالت ان المشروع ينطلق من اقتناع بأن نظام الاسد قادر على تعطيل الحل في لبنان لكنه عاجز عن حل الازمة اللبنانية لمصلحته ولمصلحة حلفائه نظرا الى الرفض العربي والدولي واللبناني الواسع لمشروعه الخطر. ويتضمن مشروع الحل العربي الامور والمسائل الاساسية الآتية:
أولاً - التمسك رسمياً وفعلاً بدعم ترشيح العماد ميشال سليمان لرئاسة الجمهورية ورفض اي محاولة سورية خفية لابداله بآخر، على اساس ان سليمان هو المرشح التوافقي الوحيد الذي يلقى حالياً دعماً جدياً من الغالبية الواسعة من اللبنانيين المنتمين الى طوائف واتجاهات سياسية مختلفة، وعلى اساس انه مستقل عن دمشق.
ثانياً - حل الازمة اللبنانية يتطلب اعطاء الاولوية لانتخاب ميشال سلميان رئيساً وليس لتحقيق اي مطلب آخر. ومن الضروري في هذا الاطار استخدام مختلف وسائل الاقناع والتأثير على القيادة السورية من اجل ضمان انتخاب سليمان رئيساً في اقرب وقت ممكن ووفقاً للاصول الدستورية ومن دون ربط انتخابه بشروط مسبقة او بمطالب تعجيزية، لان ذلك وحده ينسجم مع نص المبادرة العربية. وينبغي تطبيق المبادرة العربية كسلة متكاملة ولكن ليس دفعة و احدة بل تدريجاً وبما ينسجم مع نص الدستور اللبناني ومع ما يريده اللبنانيون بغالبيتهم العظمى. والرضوخ لمطالب المعارضة المتحالفة مع دمشق والمتناقضة فعلاً مع نص المبادرة العربية، وتجاهل موقف الغالبية الواسعة من اللبنانيين، يعرقلان حل الازمة ويهددان الوحدة الوطنية والسلم الاهلي في هذا البلد.

مهمات الرئيس القوي

ثالثاً - ان الدول العربية المؤثرة متفقة في الرأي مع الجهات الدولية المعنية بمصير لبنان على ضرورة وصول ميشال سليمان الى موقع الرئاسة وهو قوي وليس مكبلاً بقيود عدة تفرضها عليه المعارضة، كي يتمكن هذا الرئيس من القيام بالمهمات الاساسية المطلوبة منه وابرزها ما يأتي: "الاشراف على تشكيل حكومة وحدة وطنية حقيقية استناداً الى الدستور، رعاية عقد مؤتمر وطني للحوار والمصالحة بين الافرقاء اللبنانيين لمعالجة مختلف المشاكل العالقة، رعاية اقامة علاقات جديدة صحية وصحيحة بين لبنان وسوريا بالتنسيق مع المجموعة العربية وبالتفاهم مع حكومة الوحدة الوطنية، وبحيث تقام هذه العلاقات على اساس المساواة والندية والاحترام المتبادل لاستقلال كل من البلدين والامتناع عن تدخل احدهما في الشؤون الداخلية للآخر.
رابعاً - تلتزم الدول العربية المؤثرة تأمين دعم عربي ودولي واسع للرئيس سليمان كي يقوم بالمهمات المتوقعة منه ويقود عملية اخراج لبنان من مأزقه الخطر. ويتزامن ذلك مع تقديم مختلف انواع الدعم للبنان لتعزيز جيشه وقواه الامنية ولتحسين اوضاعه الاقتصادية والاجتماعية ولتقوية دور الدولة ومؤسساتها.
خامساً - تشكيل حكومة وحدة وطنية بعد انتخاب الرئيس وليس قبل انتخابه ضرورة لبنانية حيوية لتخفيف حدة الانقسام السياسي والاحتقان الطائفي. ولكن يجب تشكيل هذه الحكومة على اساس احترام قرار الشعب اللبناني وتالياً احترام نتائج الانتخابات النيابية التي اجريت عام 2005، وهو ما يتطلب ان تحصل الغالبية النيابية على عدد من الحقائب الوزارية اكبر من العدد الذي ستحصل عليه المعارضة. ولكن بما ان المبادرة العربية تستند الى صيغة لا غالب ولا مغلوب، فإن ذلك يقضي بحصول الغالبية النيابية على اقل من نصف الحقائب الوزارية وبعدم حصول المعارضة على الثلث المعطّل في الحكومة الجديدة، وبحيث يرجح الوزراء الذين يختارهم رئيس الجمهورية الكفة لدى اتخاذ القرارات الحكومية. وهذا التفسير العربي يتعارض مع التفسير السوري للمبادرة العربية، ذلك ان دمشق تريد ان تحصل المعارضة والغالبية على عدد متساو من الحقائب الوزارية وهو ما لم تنص عليه المبادرة اطلاقاً. اما رئيس الحكومة الجديد، فيجب ان يتم تعيينه وفقاً للاصول الدستورية اي نتيجة مشاورات نيابية ملزمة يجريها رئيس الجمهورية الذي يختار من ترشحه غالبية النواب. وهذا الموقف العربي ترفضه دمشق ايضاً، اذ ان السوريين يريدون ان يختاروا هم رئيساً للحكومة يطمئنون اليه.
سادساً - يجري اعداد قانون جديد للانتخاب عادل ومتوازن بالتشاور والتفاهم بين الحكومة ورئيس الجمهورية ومجلس النواب وفي اطار حوار يجريه الافرقاء اللبنانيون ويتوصلون بنتيجته الى اوسع توافق ممكن على نص القانون المطلوب. وهذا الموقف العربي يتناقض مع مطلب المعارضة التي تريد ان تفرض على الغالبية قانوناً انتخابياً يلائمها هو قانون 1960 من دون ادخال اي تعديلات او تحسين على نصه.
سابعاً - ليس ممكناً حل ازمة لبنان من دون القيام بعمل عربي جدي لتصحيح العلاقات اللبنانية – السورية. فالمشكلة، في جوهرها، ليست لبنانية – لبنانية كما تقول دمشق بل انها في الدرجة الاولى سورية – لبنانية وفقاً لما تؤكده حقائق الامور. ونظراً الى انعدام الثقة بين لبنان وسوريا، فمن الضروري والحيوي تأمين رعاية عربية لتصحيح العلاقات بين هذين البلدين واعتماد صيغة جديدة تحدد مسار هذه العلاقات على اساس المساواة والندية والاحترام المتبادل لاستقلال البلدين وسيادتهما وهو ما يؤمن المصالح الحيوية للبنانيين والسوريين. وهذا الموقف العربي ليس انحيازاً الى الغالبية وحكومة فؤاد السنيورة بل انه ناتج من الاعتراف بالواقع وبالحاجة الماسة الى مواجهة الاوضاع كما هي "لان الجميع يعرفون ما يجري في لبنان وما تفعله القيادة السورية التي تتحمل المسؤولية الاولى عن تعقيد الاوضاع في هذا البلد عبر حلفائها"، وفقاً لما قال لنا ديبلوماسي عربي مطلع.

من يدفع ثمن التقارب؟

واكدت مصادر ديبلوماسية عربية وثيقة الاطلاع "ان الهوة عميقة والازمة طويلة" بين النظام السوري والدول العربية المؤثرة وعلى رأسها مصر والسعودية، ذلك ان الرئيس الاسد يتعامل مع المجموعة العربية وكانه "في موقع قوي" نتيجة تحالفه مع القيادة الايرانية ومع "حزب الله" و"حماس" والقوى المتشددة الاخرى، ولذلك فهو لا يزال يحاول فرض شروطه على الدول العربية الاخرى لفتح صفحة جديدة في العلاقات معها. وكشفت المصادر ذاتها ان ما يريده الاسد، فعلاً، هو ان ترضخ مصر والسعودية والدول الاخرى المعنية بمصير لبنان له وان تقبل شروطه ومطالبه لتسوية الازمة، وهو ما يعيد الى سوريا دورها المهيمن على هذا البلد وما يجعلها حينذاك تتحرك لتعطيل عمل المحكمة ذات الطابع الدولي او لتأمين الحماية للنظام السوري من نتائجها وتداعياتها. وترى هذه المصادر ان الاسد يتعامل "بكثير من الاستعلاء والمكابرة مع الدول العربية المعنية بمصير لبنان ويحدد مواقفه استناداً الى حسابات خاطئة كلياً". وضمن هذه الاطار رفضت القيادة السورية تقديم اي ضمانات الى الامين العام لجامعة الدول العربية عمرو موسى او الى اي جهة عربية انها ستقبل فعلاً بالتخلي عن شروطها المسبقة ومطالبها التعجيزية لتأمين انتخاب سليمان رئيساً وذلك في مقابل تحسين العلاقات مع مصر والسعودية ودول عربية اخرى، بل ان القيادة السورية تريد، على العكس من ذلك، ان يدفع المسؤولون المصريون والسعوديون "ثمن" التقارب الجديد مع نظام الاسد وذلك بقبولهم شروط دمشق ومطالبها لمعالجة الازمة اللبنانية.
لكن المصادر الديبلوماسية العربية المطلّعة اكدت لنا ان مصر والسعودية والدول العربية الاخرى المعنية بالامر ترفض رفضاً قاطعاً مطالب الاسد هذه، بل انها مصممة على التعامل مع لبنان وسوريا على اساس التمسك بثلاثة مواقف واضحة هي:
اولاً - رفض التفسير السوري للمبادرة العربية والتمسك بالتفسير العربي لتطبيق هذه المبادرة وهو ما يعطي الاولوية لانتخاب سليمان رئيساً بلا شروط او قيود.
ثانياً - الاصرار على تأمين رعاية عربية مدعومة دولياً للبنان، من اجل مساعدته على حل ازمته، ورفض قبول اي رعاية سورية لشؤون هذا البلد لانها ستكون خطراً عليه نتيجة رفض الغالبية العظمى من اللبنانيين الخضوع لاي هيمنة سورية على بلدهم ومصيرهم.
ثالثاً - الاصرار على انه ليست ثمة اي مصلحة مصرية – سعودية – عربية او اي مصلحة لبنانية في تحقيق تقارب حقيقي مع نظام الاسد وفي عقد قمة ثلاثية مصرية – سعودية – سورية ما لم يقبل النظام السوري الشروط والمطالب العربية لتسوية ازمة لبنان، وهو ما يتطلب منه خصوصاً تخليه عن مساعيه لفرض هيمنته مجدداً على هذا البلد.
وحذر مسؤول سياسي عربي بارز من ان نظام الاسد "المعزول عربياً ودولياً هو نظام فاقد للحماية العربية – الدولية الضرورية له لمواجهة الاخطار والتحديات المختلفة، وهو تالياً نظام ضعيف في تعامله مع الدول الاخرى، كما انه نظام قابل للاختراق من جانب دول معادية له ولسياساته. ونظام الاسد، بوضعه الحالي، ليس قادراً على تحقيق اهدافه او تأمين مصالحه كما يطمح ويخطط، اذ ان التحالفات التي يقيمها مع القيادة الايرانية ومع القوى المتشددة في المنطقة تمنحه القدرة على التعطيل وممارسة سياسة الاذى في هذه الساحة الاقليمية او تلك. لكن هذه التحالفات لن تحقق له اي مكاسب سياسية حقيقية وجدية ولن تعيد اليه الجولان المحتل ولن تؤدي الى تحسين علاقاته العربية والدولية ولن تجعله في وضع مطمئن الى مصيره ولن تؤمن له الحماية التي يريدها من المحكمة ذات الطابع الدولي المكلفة النظر في جريمة اغتيال الرئيس رفيق الحريري ورفاقه وفي جرائم سياسية اخرى شهدها لبنان".

اكرمان: لا اتفاق مع ديكتاتور دمشق ولبنان ليس للبيع والعدالة ليست سلعة

غاري اكرمان  Gary Ackerman

انقسم اعضاء الكونغرس والخبراء حول جدوى حوار ممكن لواشنطن مع دمشق، لكنهم اجمعوا على ضرورة ابقاء الموضوع اللبناني خارج هذا الحوار ان حصل يوما. وقال رئيس اللجنة الفرعية لشؤون الشرق الادنى وجنوب آسيا عضو الكونغرس الديموقراطي غاري اكرمان اثناء جلسة استماع، اول من امس، انه اثناء فترة ادارة الرئيس جورج بوش، «فرت دمشق (من العدالة) رغم ارتكابها جرائم».
وقال اكرمان: «في محاولتها لاعادة لبنان الى سابق عهده تحت السيطرة السورية، دمشق بالتأكيد مسؤولة عن موجة اغتيالات قادة الاستقلال في لبنان مع مطلع العام 2005، بدءا بـ (رئيس الوزراء السابق) رفيق الحريري ومرورا بوزراء وبرلمانيين واعلاميين وعشرات من المدنيين الابرياء».
واتهم سورية، بعرقلة انتخابات الرئاسة اللبنانية منذ نوفمبر الماضي «لان الكثير من اللبنانيين في مواقع السلطة كقادة حزب الله وامل و(النائب ميشال) عون، يلتزمون مصالح سورية وايران ومصالحهم الشخصية اكثر من التزامهم مصالح بلدهم».
كما اتهم سورية بتسهيل «حركة الجهاديين الذين يقتلون جنودنا في العراق... وتسهيل عبور الجهاديين الى لبنان وتسليحهم وتوجيههم للقتال في وجه الدولة اللبنانية». وقال: «لن يكون لنا اتفاق مع ديكتاتور دمشق. لبنان ليس للبيع والعدالة ليست سلعة لتتاجر بها الولايات المتحدة. ان المحكمة الخاصة (بلبنان) ستباشر عملها وسيدفع المذنبون ثمن جرائمهم ولن تثنينا القنابل او التهديدات او الوعود الفارغة بالسلام».
وانتقد اكرمان الدعوات الى الحوار مع دمشق، وغمز من ناحية السناتور الجمهوري ارلين سبكتر الذي دعا الى تطبيع العلاقات مع سورية من دون ان يسميه، وقال ان من يدعون الى هذ الحوار يعتبرون ان «في مقابل حصول سورية على الجولان، واستعادة سيطرتها على لبنان، وتخليها عن حزب الله وحماس واغلاقها الباب في وجه ايران واستتباب الوضع في العراق... سيواجه ملالي ايران شرق اوسط موحداً ويتخلون عن طموح الهيمنة والثورة الاسلامية وبرامجهم النووية».
واضاف: «هذه قصة جميلة، الا انني غير مقتنع لانها وهم. ان العلاقة بين سورية وايران طويلة ومستمرة ومبنية على مصالح مشتركة... لا يجب ان يعني اي حوار مع سورية التنازل امامها».
بدوره، تحدث الديبلوماسي المخضرم السابق مدير معهد سابان في مركز بروكنغز مارتن انديك، عن ظروف التسوية في العام 1990 بين واشنطن ودمشق، وقال ان الاتفاق آنذاك قضى «بان تقوم سورية بنزع سلاح حزب الله وتعقد سلاما بين لبنان واسرائيل وبينها وبين اسرائيل في مقابل استعادتها الجولان والاعتراف بسيطرتها على لبنان».
واضاف: «لكن الوضع تغير اليوم، ورفعنا لبنان عن طاولة المفاوضات، وصار المطلوب من سورية اغلاق اراضيها امام امداد حزب الله بالسلاح واغلاق مكاتب المنظمات الارهابية في سورية في مقابل اعادة الجولان... سيكون من الطبيعي ان يؤدي هكذا اتفاق الى ابتعاد ايران عن سورية».
وقال انديك ان امام الادارة المقبلة، 3 خيارات «اما تغيير النظام السوري، او الاحتواء والعزل عبر المزيد من العقوبات، او الحوار والتفاوض عبر مزيج من العقوبات والمحفزات الايجابية... اعتقد ان على الرئيس المقبل السير بالخيار الثالث». وحذر من انه «في حال عدم تدخل واشنطن في حوار اسرائيلي – سوري، قد يتمكن الطرفان من التوصل الى اتفاق عبر تركيا وقد يؤذي اتفاق كهذا لبنان في غياب الولايات المتحدة عن طاولة المفاوضات».
واعتبر ان في كل السيناريوات، لا خوف على المحكمة الدولية الخاصة بلبنان فهي تعمل بقرار من مجلس الامن وليس بامكان احد المساومة عليها.
اما آخر الشهود في الجلسة، موظف الادارة السابق والباحث ايضا في مركز بروكنغز بيتر رودمان، فدعا الى تفادي الحوار مع سورية لانه غير مجد. واضاف: «سورية دولة ضعيفة وتجذب الانتباه اليها عبر تحالفها مع ايران واثارتها القلاقل في المنطقة».
وتابع: «اذا كانت سورية تسعى الى صفقة معنا ومع الاسرائيليين، فانها تسعى الى ذلك بطريقة خاطئة. يجب الا نبتلع الطعم في موضوع الجولان ونعقد علاقتنا مع حلفائنا العرب وكأننا نكافئ من ساعد على قتل الاميركيين في العراق. قد يقول البعض اننا في وضع صعب ونحتاج سورية، لكن الخضوع للابتزاز خطأ».
واعتبر ان التصرفات السورية «لا تشي بانهم سيكتفون باستعادة الجولان... واذا كان الوضع كذلك، فليس لدينا اكثر من ذلك لنقدمه اذ ان لبنان ليس مطروحا للتفاوض».

افتعال أزمة الرّغيف في بعض مدن الجزيرة

تشهد بعض مدن الجزيرة: قامشلي- رأس العين .... منذ أول أمس 22-4-2008 أزمة رغيف شديدة على أفران القطاعين الخاص والعام ، حيث يتزاحم المواطنون وبأعداد هائلة أمام كوى هذه الأفران، للحصول على مادة الخبز.

ولقد تابعت المنظمة موضوع هذه الأزمة المشهودة بقلق كبير، حيث تبين لها أن الجهات المعنية في المحافظة ، قد قامت مؤخراً بتخفيض مستحقات الأفران من مادة الدقيق إلى النصف ، بذريعة أن بعض المواطنين يقوم بشراء الخبزلاستخدامه –بدلاً- عن العلف لمواشيهم وحيواناتهم ، بسبب رخص مادة الخبز قياساً إلى مادة العلف، وهو ما يؤدي إلى بيع الخبز في السوق السوداء، حيث وصل سعر الربطة إلى خمسة وثلاثيم ليرة سورية....!

منظمة- ماف إذ تطالب بحلّ هذه الأزمة المفتعلة حالاً، خاصة وإن منطقة الجزيرة "سلّة الغذاء الوطني" ، فهي تقدّم جملة من المطالب الإجرائية الملحّة:

-إعادة استحقاقات الأفران من مادة الدقيق إلى سابق عهدها ، وعلى ضوء الحاجة الفعلية، لتوفير مادة الخبز حالاً.

- اعتبار تأمين مادة العلف للمواشي والدواب مهمة ملحة أمام الجهات المعنية، باعتبار هذه المواشي جزء اًمن الثروة الوطنية .

-القيام بالمراقبة التموينية الجادة على الأفران لمنع بيع الدّقيق في السوق السوداء بصرامة، وكذلك منع ارتكاب مخالفات التلاعب بلقمة المواطن، بل ومراقبة نوعية الرّغيف التي لا تزال على صورة مترديّة في أفران القطاعين العام والخاص ،على حد سواء، من حيث الجودة، قياساً إلى المحافظات الأخرى

موقع إسرائيلي يتحدث عن "اغتيال" مدير مكتب مشعل في دمشق وحماس تنفي الصلة

أفاد موقع استخباري اسرائيلي الجمعة بأن هشام فايز ابو لبده الذي وصفه بأنه مدير مكتب خالد مشعل رئيس المكتب السياسي لحركة حماس قد "قتل دهسا في دمشق في الخامس والعشرين من الشهر الجاري"، ولكن مصادر في الحركة نفت أن يكون أبو لبده هو مدير المكتب وإنما "ناشط في العمل الطلابي وتوفي نتيجة انقلاب سيارته" في دمشق

وبحسب موقع (ديبكا) الإستخباري الإسرائيلي، فإن "السلطات السورية أمرت بالتكتم على الحادث"، وقال "ابو لبدة قتل بينما كان رئيسه مشعل مجتمعاً مع امير قطر الشيخ حمد بن آل ثاني في الدوحة"، على حد زعمه

واعتبر الموقع موت أبو لبدة "ثاني حادث موت غامض في العاصمة السورية في الاسابيع الاخيرة بعد اغتيال القائد العسكري الشهبر في حزب الله عماد مغنية في الثالث عشر من شباط الماضي في احد الاحياء الخاضعة لحراسة امنية مشددة". وتابع "أبو لبدة كان ينسق اتصالات مشعل بقادة عمليات حماس في غزة وأماكن أخرى واجتماعاته المنتظمة مع مسؤولين سوريين وإيرانيين"، حسب وصفه

الجمعة، أبريل 25، 2008

الأسد يعترف بمفاوضة إسرائيل عبر تركيا

أقر بشار الاسد امس، انه يسعى الى "ايجاد ارضية مشتركة" مع اسرائيل عبر توسط تركيا منذ العام 2007، وذلك قبل يومين من توجه رئيس الوزراء التركي رجب طيب اردوغان الى سوريا في زيارة رسمية، وصفتها مصادر تركية مطلعة بأنها "مهمة جدا" في ما يتعلق بعملية السلام.
كلام الاسد جاء في مقابلة مع صحيفة "الوطن" القطرية، اكد فيها ان اردوغان "ابلغني استعداد اسرائيل للانسحاب من الجولان مقابل سلام مع سوريا".
وقال الاسد في مقتطفات من المقابلة التي تنشر بالكامل الاحد، ان تركيا بدأت وساطة بين اسرائيل وسوريا منذ نيسان (ابريل) 2007. اضاف "اولمرت اكد لرئيس الوزراء التركي استعداده لاعادة الجولان"، موضحا ان "هذا الخبر تلقيناه منذ اسبوع".
واوضح "ما نحتاج اليه الآن هو إيجاد الارضية المشتركة من خلال الوسيط التركي.. سنبحث اولا في موضوع استرجاع الارض لنرى المصداقية الاسرائيلية.. وربما مع ادارة مقبلة في الولايات المتحدة، نستطيع ان نتحدث بعد ذلك عن مفاوضات مباشرة"، معتبرا ان الادارة الحالية "لا تمتلك لا رؤية ولا ارادة لعملية السلام". وقال: "لن تكون هناك مفاوضات سرية مع اسرائيل بل ستكون معلنة ان حصلت ولن تكون مباشرة بل عبر الطرف التركي".
في القدس، اعلن الناطق باسم اولمرت، مارك ريغيف، ان ليس لديه "تعليق خاص"، مشددا على ان اسرائيل "تريد السلام وترغب في التفاوض مع سوريا. نعلم ان سوريا تنتظر مثل تلك المفاوضات وسوريا تعلم اننا ننتظرها".
وقال وزير السياحة الاسرائيلي اسحق هرتسوغ، العضو في الحكومة الامنية المصغرة، ان "الجولان عزيز علينا، ولا احد متلهف على التخلي عنه. لسنا مستعدين بعد للقيام بهذه الخطوة.. والحديث عن السلام من الطرفين امر ايجابي في حد ذاته".
وكانت القناة الإسرائيلية المتلفزة العاشرة نقلت مساء اول من امس عن مصدر سياسي إسرائيلي مسؤول قوله: "أبدى أولمرت بالفعل استعداده المشروط للانسحاب من هضبة الجولان في إطار اتفاق سلام" مع سوريا.
ووفق القناة العاشرة، فإن أولمرت وافق خلال الاتصالات الجارية مع سوريا، على منحها أكثر مما يُعرف بـ"وديعة رابين". ونقلت عن المصدر المذكور أن أولمرت أشاد بقيادة الأسد.
غير ان مصادر فلسطينية مطلعة قالت ان اولمرت ما زال يشترط على سوريا لبدء مفاوضات حقيقية معها، فض تحالفها مع طهران اولاً وعدم استخدام الاراضي والاجواء والموانئ السورية لنقل اسلحة الى "حزب الله"، وطرد زعماء واغلاق مكاتب فصائل المعارضة الفلسطينية في دمشق، خصوصا حركتا "حماس" و"الجهاد الاسلامي".
في هذا السياق، اعلن المستشار العسكري لرئيس الوزراء الاسرائيلي السابق بنيامين نتنياهو، الجنرال احتياط رئيف ليفنه، ان نتنياهو أجرى مفاوضات مع سوريا حول هضبة الجولان، أبدى خلالها استعداده للانسحاب منها. وقال مراقبون اسرائيليون إن تصريحات ليفنه ستحرج نتنياهو الذي يبدي معارضة شديدة للمفاوضات مع سوريا.
وروى ليفنه في حديث لإذاعة الجيش الإسرائيلي امس "حين كان بنيامين نتنياهو رئيسا للوزراء كان على استعداد لتقديم تنازلات إقليمية مبالغ فيها في هضبة الجولان.. من أجل التوصل إلى اتفاقية سلام، ولكن ذلك لم ينجح ولم يتحقق"، مشيرا الى اجراء اتصالات غير مباشرة بين إسرائيل وسوريا في فترة ولاية نتنياهو بوساطة صديق رئيس الحكومة، رون لاودر.
الى ذلك، دعت احزاب المعارضة الاسرائيلية امس، الى عقد جلسة طارئة للكنيست لبحث ما اذا كان اولمرت قد ارسل الى الاسد رسالة، يبدي فيها استعداده الانسحاب من هضبة الجولان مقابل سلام كامل مع سوريا.
وأعلن رئيس لجنة الشؤون البرلمانية في الكنيست ديفيد طال (كديما) انه سيعمل على تقديم مشروع قانون يقضى بإجراء استفتاء عام قبل البدء بأي مفاوضات مع سوريا، وانسحاب إسرائيلي كامل من مرتفعات الجولان مقابل التوصل إلى سلام مع سوريا.
ودعا العضو في المجلس الوزاري الإسرائيلي المصغر، وزير الزراعة الإسرائيلي شالوم سمحون الى إدراج الملف السوري الإسرائيلي على جدول أعمال المجلس لمناقشته.
ونقلت صحيفة "يديعوت أحرونوت" امس، عن مسؤولين إسرائيليين قولهم إن "تسريب الرسالة التي نقلها رئيس الوزراء التركي، رجب طيب اردوغان، باسم أولمرت للرئيس السوري، بشار الأسد، هي محاولة لفرض الشرط السوري على إسرائيل بفتح مفاوضات مكشوفة وعلنية، فيما تطلب إسرائيل إجراء هذه المفاوضات بصورة سرية".
وأكدت الصحيفة أن إسرائيل وسوريا تتبادلان الرسائل بواسطة مبعوثين منذ أكثر من نصف سنة، وبعد وقت قصير من تولي ايهود باراك وزارة الدفاع في حزيران (يونيو) 2007.
وذكرت صحيفة "هآرتس" امس، ان المسؤولين الذين يتابعون الاتصالات بين اسرائيل وسوريا، يقولون ان مشاركة اميركية مهمة سوف تعتبر على الارجح امراً ضروريا لتحريك المفاوضات قدما بين الجانبين.
في غضون ذلك، وصفت مصادر تركية مطلعة في دمشق زيارة أردوغان إلى العاصمة السورية السبت المقبل بأنها "مهمة جداً" وذات أبعاد إقليمية، خصوصاً ما يتعلق بعملية السلام في المنطقة، مشيرة إلى أنه سيناقش مع الرئيس بشار الأسد موضوع المفاوضات بين سوريا وإسرائيل.
وأكدت المصادر ما تداولته وسائل الإعلام ومسؤولون سوريون عن "ان أردوغان حمل رسائل من إسرائيل إلى سوريا، وخصوصاً ما يتعلق باستعداد ايهود أولمرت الانسحاب من هضبة الجولان السورية مقابل السلام مع سوريا والذي يشكل أهم محور للسلام في المنطقة". وكشفت عن "رغبة تركيا في أن تنعم جارتها سوريا بالسلام مع جيرانها، خصوصاً في ظل وجود مؤشرات قوية الى ذلك".

3 سنوات سجنا لمعارض سوري بتهمة "إهانة بشار الأسد"

 المعارض كمال اللبواني في سجون بشار أسد (على اليسار)

يقضي عقوبة 12 عاما لـ"تحريضه" أمريكا على "غزو سوريا"

واعتقل اللبواني في مطار دمشق عام 2005 لدى عودته من رحلة لواشنطن حيث اجتمع مع مسؤولين أمريكيين في البيت الأبيض لإثارة قضية حقوق الإنسان في بلاده، بحسب ما ذكر سابقا.

وحكم على الطبيب البالغ من العمر 50 عاما بالسجن 12 عاما مع الاشغال الشاقة بتهمة "تحريض دولة أجنبية على غزو سوريا"، وصدر الحكم بالسجن ثلاثة أعوام أخرى هذا الأسبوع.

ودعا الرئيس الأمريكي جورج بوش والاتحاد الأوروبي ومنظمات حقوق الإنسان الدولية مرارا إلى الإفراج عن اللبواني.

ويقول نشطاء حقوق الإنسان إن آلاف السجناء السياسيين يقبعون في سجون سوريا. وسجن معظمهم منذ بدأت السلطات السورية حملة ضد المعارضين في عام 2001 في أعقاب فترة انفتاح وجيزة عرفت باسم ربيع دمشق.

وكان اللبواني واحدا من زعماء ربيع دمشق. وسجن منذ عام 2001 حتى عام 2004 بسبب، ما تعتبره المعارضة، دوره في الحركة التي دعت لرفع القيود على الحريات العامة وارساء دعائم الديمقراطية في سوريا.

ويحكم حزب البعث سوريا منذ انقلاب عام 1963. وحظر الحزب المعارضة وأعلن حالة الطواريء التي لاتزال سارية حتى اليوم.

واشنطن ستعرض شريط فيديو عن مساعدة كوريا الشمالية لسوريا نوويا

واشنطن: ذكرت صحيفتا نيويورك تايمز وواشنطن بوست ان الحكومة الاميركية ستعرض الخميس على الكونغرس وثيقة في شريط فيديو تثبت ان كوريا الشمالية ساعدة سوريا على بناء مفاعل نووي دمره الطيران الاسرائيلي في ايلول/سبتمبر الماضي.

واوضحت الصحيفتان نقلا عن مسؤولين كبار طلبوا عدم كشف هويتهم ان الوثيقة المصورة تظهر وجود كوريين شماليين في قاعدة سرية سورية.
وتأتي هذه المعلومة اثر اعلان مسؤول كبير الاربعاء ان الاستخبارات الاميركية ستكشف امام الكونغرس مساعدة بيونغ يانغ دمشق في نشاطات نووية.

وقد نفى السفير السوري في الامم المتحدة بشار الجعفري الاربعاء المعلومات الاميركية التي تفيد ان بلاده تلقت مساعدة من كوريا الشمالية على الصعيد النووي.

وكانت مصادر في الإدارة الأميركية قد أعلنت أن أعضاء الكونغرس سيتسلمون هذا الأسبوع وثائق تشير بأن كوريا الشمالية كانت تتعاون مع سوريا بهدف مساعدتها على بناء مفاعل نووي شبيه بمفاعلها.

وأكدت المصادر أن أعضاء مجلس الشيوخ، إلى جانب أعضاء لجنة الاستخبارات في المجلس، سيطلعون على هذه الوثائق الخميس، في حين سيتم إطلاع لجان برلمانية أخرى عليها في وقت لاحق، دون أن تتضح طبيعة الموقف الذي قد يتخذه مجلس الشيوخ في حال اقتناعه بصحتها.

وتشير التقارير الاستخباراتية إلى أن بيونغ يانغ كانت قد عاونت دمشق على إعداد برنامج نووي سري، وهي تهمة كانت واشنطن قد أثارتها غداة قصف طائرات إسرائيلية لموقع "غامض" على الأراضي السورية في سبتمبر/ أيلول الماضي ونفتها كوريا الشمالية وسوريا بشدة.

وتصر بيونغ يانغ على أنها لم تسرب التكنولوجيا النووية التي تمتلكها إلى خارج أراضيها، بينما سبق لخبراء أن أكدوا بأن الصور التي وفرتها الأقمار الاصطناعية لموقع القصف، تظهر وجود "مفاعل"، وأن الصور التي أعقبت الغارة الإسرائيلية تؤكد قيام دمشق بردم المكان وإزالة الأبنية منه تماماً.

وقال مصدر في الإدارة الأميركية، رفض الكشف عن اسمه، أن أعضاء الكونغرس سينظرون في "أدلة" تقدم إليهم حول دور كوريا الشمالية في مساعدة سوريا على بناء مفاعل مشابه لمفاعلها في "يونغبون"، الذي بوسعه إنتاج كميات من البلوتونيوم القابل للاستخدام في صنع أسلحة نووية، وفق أسوشيتد برس.

وذكر المصدر أن إدارة بوش ستضطر لعرض الأدلة على الكونغرس، بعدما كثرت الاستجوابات حول تعاون بيونغ يانغ المزعوم مع دمشق، وأسرار الغارة الإسرائيلية على سوريا، وأن البيت الأبيض لم يكن يرغب بكشف هذه المعلومات كي يحمي نفسه من الانتقادات، في وقت يفاوض فيه كوريا الشمالية لإقناعها بالتخلي عن برامجها النووية.

إلى جانب ذلك، أبدى خبراء الشرق الأوسط في الإدارة الأميركية خشيتهم من التعقيدات الإضافية التي قد يضفيها هذا الاتهام على عملية السلام في المنطقة، خاصة مع قرب زيارة العاهل الأردني، الملك عبدالله الثاني، ورئيس السلطة الفلسطينية، محمود عباس، إلى واشنطن.

من جهته، قال مون تاي يونغ، كبير المتحدثين باسم وزارة الخارجية الكورية الجنوبية إن بلاده لن تدلي بمواقف في الفترة الحالية تتناول "تقارير صحفية حول شؤون استخبارية،" كما أبدى ناطق باسم مجلس الأمن القومي الأميركي موقفاً مماثلاً.

وكانت وسائل الإعلام الإسرائيلية قد تناقلت خلال الفترة الماضية تقارير تشير إلى قرب الكشف عن برنامج للتعاون النووي بين سوريا وكوريا الشمالية، معتبرة أن هذه التقارير سترتكز على أكثر من مصدر، وستدعّم بتحليلات استغرقت شهوراً.

يأتي الكشف عن هذه التطورات بعد أيام قليلة من زيارة موفد أميركي إلى بيونغ يانغ لإقناعها بضرورة التعاون الكامل مع المجتمع الدولي لإنهاء برنامجها النووي، وتسليم كافة المعلومات المتعلقة به.

رايس «يائسة» من احتمالات تبدل موقف دمشق و برّي لم يطلع مبارك على قراره ربط الانتخاب بالحوار

دخلت أزمة الفراغ الرئاسي اللبناني مرحلة جديدة من التجاذب على الصعيد الخارجي، فيما الاتصالات واللقاءات بين القوى اللبنانية ولا سيما المعارضة والأكثرية، مجمدة وسط مزيد من الاقتناع في الأوساط العربية والدولية بصعوبة إحداث اختراق في جدار الأزمة في المرحلة القريبة المنظورة.

وفيما قالت مصادر رئيس البرلمان نبيه بري انه ينتظر بضعة أيام لمعرفة رد قيادات قوى 14 آذار على اقتراحه إحياء طاولة الحوار الذي ربط به تحديده موعداً جديداً لجلسة انتخاب رئيس الجمهورية بعدما تأجلت الجلسة الثامنة عشرة التي لم تعقد أول من أمس، من دون تحديد الموعد التاسع عشر، ذكرت المصادر نفسها ان رئيس اللقاء النيابي الديموقراطي وليد جنبلاط الذي التقاه أول من أمس وعد بالتشاور مع قادة الأكثرية حول هذا الاقتراح.

ونفى الرئيس المصري حسني مبارك من برلين التي زارها أمس حيث اجتمع lu المستشارة الألمانية انغيلا مركل، ان يكون الرئيس بري أطلعه (أثناء استقباله إياه في مصر قبل زهاء أسبوعين) على نيته إقفال المجلس النيابي الى موعد غير محدد وحتى عقد الحوار الذي اقترحه.

وفيما تواصلت التحقيقات في مقتل القياديين الكتائبيين في مدينة زحلة البقاعية الأحد الماضي بحثاً عن الجناة، وسط معلومات عن تمكن الأجهزة من تحديد مكان لجوء بعضهم، فإن التوتر القائم بعد الجريمة، تلازم مع استمرار التباعد في المواقف بين الأكثرية ومعها عدد من الدول المعنية التي تصر على أولوية انتخاب قائد الجيش العماد ميشال سليمان رئيساً للجمهورية، كما جاء في بيان «أصدقاء لبنان» بعد الاجتماع العربي – الدولي في الكويت، وبين المعارضة ومعها سورية وإيران وقطر بالإصرار على تنفيذ المبادرة العربية في إطار سلة تشمل الاتفاق المسبق على الحصص في حكومة الوحدة الوطنية وقانون الانتخاب.

وتردد مساء أمس ان رئيس الكتلة الشعبية الزحلية النائب المعارض الياس سكاف الذي يعد الجناة من مناصريه، دعا الى مؤتمر صحافي في زحلة ظهر اليوم، فيما دعا «حزب الكتائب» الى اعتصام في محيط المكان الذي سيُعقد فيه سكاف المؤتمر.

واتهم رئيس حزب «القوات اللبنانية» الدكتور سمير جعجع في تصريح له مساء «حزب الله» بأنه «نقل» المشتبه بارتكابه جريمة زحلة التي أودت بالكتائبيين سليم عاصي ونصر ماروني، جوزف الزوقي «الى مكان ما في الجنوب، وهذا يضع علامة استفهام كبيرة عن الادعاء بأن الحادث فردي، فما علاقة حزب الله بالأمر لينقل مطلق النار الى الجنوب». وطالب جعجع «حزب الله» بأن يسلم الزوقي الى السلطات اللبنانية.

وكان العضو القيادي في قوى 14 آذار ميشال معوض صرح بعد لقائه البطريرك الماروني نصر الله صفير بأن الزوقي موجود في الجنوب ويغطيه «حزب الله». وقال: «النائب سكاف وحزب الله هم شركاء في تغطية المجرم».

ورداً على سؤال لإذاعة «صوت الشعب» حول اتهامات معوض، رفض مصدر في «حزب الله» اعطاء اهمية لهذه التصريحات، واصفاً إياها بـ «الخفيفة والسطحية، وبأنها غير صحيحة جملة وتفصيلاً ولا تستحق الرد»، معتبراً ان معوض «قرأ ما كتب له من دون ان يفهمه».

وعلى صعيد المواقف الخارجية، كشف مبارك رداً على سؤال لـ «الحياة»، بعد اجتماعه مع مركل في برلين حيث بحثا في أزمات الشرق الأوسط، أن بري أبلغه خلال اجتماعهما في القاهرة أخيراً أن «المشكلة في لبنان هي مشكلة خلافية بين سورية والسعودية». وزاد مبارك: «قلت له ان على سورية أن تقدم شيئاً وتساعد في عملية انتخاب الرئيس».

وأوضح الرئيس المصري أن بري رد عليه بالقول «إن سورية تنتظر حصول توافق بين الدول المعنية، لكنني قلت له إنني أعرف أن سورية يمكن أن تؤثر في هذه العملية كي يُنتخب رئيس للبنان». وتابع مبارك: «لم أكن أعرف أنه سيؤجل جلسة انتخاب الرئيس إلى أجل غير مسمى، وهو لم يفاتحني بذلك»، مضيفاً بتهكم: «هذا ليس جديداً في كل الأحوال إذ أن البرلمان مقفل منذ سنة، وهو سيكمل سنة أخرى».

وشدّد مبارك على أن مصر «ليست مع طرف ضد آخر في لبنان وهي تتحدث مع ممثلي ?? آذار كما مع ممثلي ? آذار»، لافتاً إلى أنه أكد أمام بري ضرورة البحث عن حل لانتخاب الرئيس العتيد لتتحرك العجلة السياسية في البلد.

الى ذلك، قالت ميركل إنها اتفقت مع ضيفها المصري على «ضرورة إنهاء الأزمة في لبنان من دون إبطاء وفق المبادرة العربية ودعم الحكومة اللبنانية وتشكيل المحكمة الدولية لكشف قتلة رئيس الحكومة الراحل رفيق الحريري». وكانت ميركل التقت أيضاً رئيس الوزراء القطري الشيخ حمد بن جاسم بن جبر آل ثاني وبحثت معه في ضرورة إنهاء الأزمة في لبنان وانتخاب رئيس للجمهورية في أسرع وقت. ودعت المعارضة في لبنان إلى «عدم استغلال فراغ المقعد الرئاسي لتغيير ميزان القوى الأكثري الحكومي».

وعن تفسير قطر لأولويات المبادرة العربية بعد اللغط القائم حولها قال حمد بن جاسم رداً على سؤال لـ «الحياة» إنها تتضمن انتخاب رئيس للجمهورية وتشكيل حكومة وحدة وإعادة النظر في قانون الانتخابات، لافتاً إلى وجود تفسيرين للمبادرة: الأول أنها سلة واحدة، والثاني أنها تعطي الأولوية لانتخاب رئيس. وأضاف: «نحن في قطر نرى أن الرئيس يجب أن ينتخب أولاً بالتأكيد، بخاصة أنه هو الذي سيكلف رئيس الوزراء الجديد تشكيل الحكومة، ولكن يجب الاتفاق على السلة، وهذا لا يعني تنفيذها في آن، فمن الناحية الدستورية يتوجب انتخاب الرئيس، ولكن قبل انتخابه يكون هناك اتفاق على مجمل القضايا حتى لا تظهر إشكالات لاحقاً».

وكان مصدر فرنسي مطلع قال لـ «الحياة» عن لقاء وزير الخارجية الفرنسي برنار كوشنير ونظيره السوري وليد المعلم في الكويت أول من أمس ان الأول «يرى ان الديبلوماسية المكوكية وحدها يمكن ان تظهر القدرة على إمكان استئناف المساعي لإخراج لبنان من أزمته الخطيرة، مع تشكيكه المستمر بالنيات السورية نظراً الى تجربته السابقة في هذا المجال». ونقل المصدر الفرنسي عن كوشنير ان وزيرة الخارجية الأميركية كوندوليزا رايس «أعربت عن اقتناعها بأن سورية لن تغير موقفها من لبنان وستبقى تعطّل لتحاول إعادة بسط وصايتها عليه».

وأبدت مصادر الأكثرية والحكومة اللبنانية ارتياحها الى الدعم الذي تلقته الحكومة مع اجتماع «أصدقاء لبنان» في الكويت. فاتصل الرئيس فؤاد السنيورة بوزراء خارجية السعودية الأمير سعود الفيصل والإمارات العربية المتحدة عبدالله بن زايد آل نهيان وإيطاليا ماسيمو داليما، شاكراً لهم موقفهم بعدما كان اتصل بعدد من المشاركين في الاجتماع أول من أمس.

في المقابل هاجمت إيران زيارة مساعد وزيرة الخارجية الأميركية ديفيد ولش للبنان، معتبرة أنها لطمأنة الموالاة بعد التوجه الأميركي بالتمديد للسنيورة. ورأى مستشار الرئيس الإيراني وسفير بلاده في سورية ان أحزاب الموالاة أصيبت بخيبة أمل وعصبية بعد فشل الضغوط على القمة العربية.

وتزامناً، شن «حزب الله» هجوماً على ولش واتهمه بالتهويل والتحريض على الفتنة في لبنان، ومنع الحوار.

كما هاجم الحزب المسؤول في الأمم المتحدة عن تنفيذ القرار الدولي الرقم 1559 في شأن لبنان تيري رود لارسن واتهمه بأنه «ينصّب نفسه وصياً على شؤون لبنان وبأنه في تقريره الى مجلس الأمن عن تنفيذ القرار «وضع كل التقارير المشبوهة التي زوده بها أسياده الإسرائيليون».

أولمرت معقبا على تقارير الوساطة التركية: أعرف ماذا ينشد الأسد.. وهو يعرف ما نريد

اختار رئيس الوزراء الاسرائيلي، إيهود أولمرت، الإبقاء على الغموض الذي رافقه إعلان مفاجئ حملته الصحافة الرسمية السورية حول عرض يقال إنه قدمه للرئيس السوري، بشار الأسد، عبر الوسيط التركي ويقضي باستعداده للانسحاب من الجولان المحتل مقابل السلام مع دمشق.

واكتفى أولمرت ببيان مقتضب قال فيه «إنني أعرف ما الذي ينشده الرئيس السوري في إطار اتفاق سلام معنا. والرئيس الأسد يعرف ما الذي نريده نحن».

وأكدت هذه التقارير وزيرة شؤون المغتربين، بثينة شعبان، لقناة «الجزيرة» القطرية، قائلة إن أولمرت أبلغ تركيا بأن إسرائيل مستعدة لإعادة مرتفعات الجولان كاملة لسورية مقابل السلام معها.

في غضون ذلك اعلنت الولايات المتحدة امس انها ستنشر قريبا المعلومات التي في حوزتها بشأن التعاون النووي المحتمل بين كوريا الشمالية وسورية. وكان مسؤول اميركي قال امس أن كوريا الشمالية تساعد دمشق في برنامج نووي.

الفيصل يرد على المعلم: اجتماع الكويت نادى بوحدة لبنان واستقلاله

الرياض ـــ ــ اكد وزيرا الخارجية السعودي الامير سعود الفيصل والبريطاني ديفيد ميليباند امس حرص بلديهما على وحدة العراق والمحافظة على سيادته، كما اعربا عن دعمهما لمبادرة الجامعة العربية لتسوية ازمة الرئاسة اللبنانية.
واوضح الفيصل في مؤتمر صحافي مشترك مع نظيره البريطاني ان مباحثاتهما تناولت القضايا الاقليمية وسبل احلال الامن والاستقرار في العراق، ومساعدته في المحافظة على وحدته واستقلاله ودعم المصالحة الوطنية.
وقال الفيصل ان الاجتماع الدولي الذي عقد امس الاول في الكويت حول لبنان اكد التمسك بالمبادرة العربية، وان الازمة اللبنانية «قضية عربية»، وذلك في رد ضمني على اتهامات سورية.
وردا على سؤال حول تصريح وزير الخارجية السوري وليد المعلم عن سعي المجتمعين في الكويت الى تدويل الازمة اللبنانية، تساءل الفيصل «كيف يحكى عن تدويل وقضية لبنان مطروحة في الامم المتحدة؟»، مؤكداً ان اجتماع الكويت هو «اجتماع لاصدقاء لبنان، نادى بوحدة لبنان واستقلال لبنان وسيادة لبنان».
هذا وشدد الوزير السعودي على ان «جميع الذين حضروا من دون استثناء ايدوا المبادرة العربية ويعرفون ان القضية (اللبنانية) عربية».

السفارة في العراق
من جانب آخر، اكد وزير الخاجية السعودي ان سبب عدم اعادة فتح سفارة المملكة في بغداد «امني بحت» ولا ابعاد سياسية له.
وقال ان «عندما تتوافر الظروف الامنية فالسفارات ستذهب بطبيعة الحال الى العراق»، معتبراً ان عدم وجود سفارة لبلاده «لا يعني وجود اي فتور في العلاقات بين البلدين».

استنكار السياسة الإسرائيلية
الى ذلك، استنكر الفيصل استمرار اسرائيل في توسيع المستوطنات في الضفة الغربية، مشيراً الى ان هذه السياسة مناهضة كلياً للاتفاقات والتفاهمات الدولية الرامية لايجاد حل عادل ودائم للنزاع في الشرق الاوسط.
وعن الملف النووي الايراني، قال انه «كان من بين المواضيع التي بحثناها، ونحن نقدر جهود الاتحاد الاوروبي لايجاد حل سلمي لهذه المسألة، ومتوافقون حول اهمية خلو منطقة الشرق الاوسط من اسلحة الدمار الشامل والسلاح النووي، وكذلك على حق دول المنطقة في الاستخدام السلمي للطاقة النووية».

ميليباند يدعم الموقف السعودي
من جهته، اكد وزير الخارجية البريطاني تطابق وجهتي نظر البلدين حول مجمل القضايا الاقليمية والدولية التي تمت مناقشتها وتركزت حول السلام في الشرق الاوسط والاوضاع في العراق ولبنان وفلسطين اضافة الى الملف النووي الايراني.
واعرب ميليباند عن تأييده للموقف السعودي بشأن لبنان بضرورة المحافظة على وحدته واستقلاله والنأي عن التدخل في شؤونه الداخلية، وهو ما طالب به بالنسبة للعراق بدعمه اقتصادياً ومساعدته في تحقيق المصالحة الوطنية.
وفي ما يتعلق بالقضية الفلسطينية اكد الوزير البريطاني دعم بلاده للسلطة الفلسطينية بقيادة محمود عباس باعتبارها تجسد تطلعات الشعب الفلسطيني نحو السلام والاستقرار، مطالبا بمساندتها في التوصل الى اتفاق يفضي الى اقامة دولتين فلسطينية واسرائيلية تعيشان في سلام.
كما دعا ايران للتعاون مع المجتمع الدولي بشأن ملفها النووي وعدم المضي في تحديها القرارات الدولية تجنبا لفرض عقوبات اقتصادية عليها وما يترتب عن ذلك.
يشار الى ان الفيصل نفى ان يكون قد ناقش مع نظيره البريطاني مسألة التحقيق المثير للجدل حول تجاوزات مفترضة في صفقة لبيع اسلحة للرياض، واصفاً القضية بأنها «مسألة داخلية بريطانية».

قبض بلمار على صلاحيات النائب العام الدولي له أسباب موجبة

بيلمار بلمار bilmar belmar

مماثلة لتشكيل لجنة التحقيق وإنشاء المحكمة الدولية بالفصل السابع

تحظى دعوة وزير العدل شارل رزق الى ضرورة انتقال القاضي دانيال بلمار من موقع رئاسة لجنة التحقيق الدولية الى موقع النائب العام لدى المحكمة الدولية الخاصة بلبنان، بدعم واسع في الأوساط القضائية والحقوقية اللبنانية.
وتستوفي دعوة رزق ـ وهي تتسم بقدر كبير من الشجاعة والمسؤولية ـ كل الأسباب الموجبة، فهي تبدأ بالقضائي وتمر على السياسي لتنتهي بالأمني.
بداية، ماذا يعني انتقال بلمار من صفته الحالية الى صفته الثانية التي أقرها مجلس الأمن الدولي بقرار تعيين خليفة سيرج براميرتس؟
عندما يقبض بلمار على صلاحيات النائب العام لدى المحكمة الدولية الخاصة بلبنان، تنتقل إليه كامل الصلاحيات التي للقضاء اللبناني في قضية اغتيال الرئيس الشهيد رفيق الحريري، أي ان التوقيفات وإخلاءات السبيل واستدعاء الشهود وغيرها من التدابير القضائية، تصبح من الصلاحيات الحصرية للنائب العام.
في الوضع الحالي، فإن بلمار بصفته رئيسا للجنة التحقيق لا يتمتع بأي من هذه الصلاحيات، بل هو مضطر للعبور بالقضاء اللبناني، ممثلا بالنائب العام لدى المجلس العدلي سعيد ميرزا والمحقق العدلي في قضية الحريري صقر صقر، من أجل إنجاز ما يطلبه، وبهذا المعنى فإذا ارتأى ضرورة توقيف شخص تشاور مع القضاء اللبناني في هذا الشأن وكذلك في حال ارتأى إخلاء سبيل موقوف.
وليس ثمة حاجة الى انتهاء التحقيقات، حتى ينتقل بلمار من مستوى الى آخر، على اعتبار أن النائب العام لدى المحكمة الدولية يبقى هو مشرفا على سير التحقيقات التي يُجريها فريق دولي تابع له، فيوجهه ويأمره باتخاذ التدابير اللازمة، بما فيها التوسع في التحقيق.
إلا أنّ نقل صلاحيات التحقيق من موقع الى آخر، له معان كثيرة لبنانيا، لا بل له الكثير من الأسباب الموجبة، وهي تكاد في الوقت الحالي تتساوى مع تلك الأسباب التي دفعت المجتمع الدولي الى التصديق على إرادة اللبنانيين بإنشاء لجنة تحقيق دولية بداية وبإقرار إنشاء المحكمة الدولية لاحقا.
كيف ذلك؟
منذ إقرار نظام المحكمة الدولية في مجلس الأمن الدولي تحت الفصل السابع ، يتعرّض قضاة لبنان عموما والقضاة الممسكون بملف اغتيال الرئيس الشهيد رفيق الحريري خصوصا، لضغوط سياسية ـ أمنية إستثنائية تهدف الى الإفراج عن جميع الموقوفين في هذه القضية من جنرالات ومدنيين، يتقدمهم اللواء جميل السيد.
ومن يدقق في التفاصيل يكتشف أن السيد، كان في الفترة السابقة لإقرار المحكمة الدولية قد صرّح من خلال وكيله أكرم عازوري، أنه لن يتقدم بأي طلب لإخلاء سبيله أمام القضاء اللبناني، ولكنه سرعان ما عاد عن هذا القرار مع إقرار المحكمة الدولية تحت الفصل السابع واكتساب النائب العام لديها صلاحيات واسعة تجمع مميّزات كثيرة متوافرة في النظامين القضائيين العالميين أي الأنكلوساكسوني واللاتيني.
وهذا يعني أن المجموعة التي تقف وراء السيّد، عندما تلمست أن الصراع السياسي الداخلي لم يمنع إنشاء المحكمة الدولية أصابها الرعب من انتقال الملف من القضاء اللبناني الى القضاء الدولي، فسارعت الى إدخال تعديل جوهري على مخطط المواجهة بالتعاون مع أطراف سياسية هدفها تعطيل المحكمة الدولية، الأمر الذي تجلّى في دخول الأمين العام لـ"حزب الله" السيد حسن نصرالله على خط المطالبة بالإفراج عن الجنرالات "المظلومين" كبداية لاقحام مؤسسات "حزب الله" كلها في استراتيجية "تفريغ المحكمة" بعدما عجزت هذه المؤسسات بدعم سوري مباشر عن استراتيجية منع قيام المحكمة.
وبالفعل، بدأ الضغط غير المسبوق على القضاء اللبناني للإفراج عن الجنرالات. جميل السيد الذي طالما تبرّأ من الجنرالات الثلاثة الآخرين ولاسيما من "الصامت الأكبر" العميد مصطفى حمدان والمتورط "بالتفلّت النسائي" اللواء علي الحاج، دخل على الخط "بالطول والعرض" شاتما هنا ومهددا هناك وموجها "صيصانه" في كل مكان.
وكانت قمة هذه العملية الضاغطة في حدثين أمنيين، أولهما تسريب شائعة "معلومة المصدر" تفيد بأن القاضي شكري صادر هو أحد المستهدفين الرئيسيين بانفجار الشفروليه الذي أودى بالمحقق الأمني الرائد الشهيد وسام عيد، وثانيهما بتفسير اختفاء الشاهد ـ المشتبه به زهير محمد الصديق من أمام أعين المخابرات السورية على أنه "خطف فتصفية".
وبغض النظر ان كل ذلك ترافق مع رسائل تهديدية سرية الى جميع الممسكين بملفي التحقيق والمحكمة الدولية، فإن سمعة المخابرات السورية من جهة أولى والمعرفة بالشخصية الإنفعالية القاتلة للرئيس السوري بشار الأسد من جهة ثانية ودخول الحزب الأمني بامتياز المتدثر باسم الله على الخط من جهة ثالثة، وضعت ملف الرئيس الشهيد رفيق الحريري على خط الزلازل ، لأن القضاة اللبنانيين، مع حفظ حقهم بالتنويه بصمودهم البطولي، أصبحوا خارج دائرة الطمأنينة.
وهنا بالذات، يمكن إدراج العملية الثالثة التي استهدفت منزل القاضي رالف رياشي تحت ستار السرقة، فكانت صرخة وزير العدل بحماية التحقيق من خلال سحب الفتيل القاتل الممتد نحو قضاة لبنان.
وهذه الصرخة على أهميتها، لا يمكن اعتبارها استهدافا للموقوفين في قضية اغتيال الرئيس الحريري، بل يمكن وضعها في خانة تسهيل أمور "الأبرياء منهم"، ذلك أن "تكتيك" جميل السيد يقوم على المعادلة الآتية: تحييد القضاء الدولي والهجوم بالبعد السياسي على التحقيق اللبناني.
عمليا هو يقول إنه بريء في نظر القضاء الدولي وغيره متورط بتوريطه. هذا يعني ان انتقال الملف الى عهدة بلمار، مدعيا عاما، يفترض ان يريح "حزب الجنرالات" لأنه سيطلق سراح "عصابة المظلومين" ويدخل مكانهم الى السجن "عصابة المزوّرين" (!) أو تستقيم الحقائق ـ وهذا مؤكد ـ فيبقى جنرالات الأمن السوري في سجونهم مع إمكان نقلهم الى لاهاي مع آخرين مدرجين على لائحة انتظار.

تل أبيب تكشف أن كبير مستشاري أولمرت زار دمشق

 المعلم يصرح من إيران بعدم ممانعة سورية باستئناف المفاوضات مع العدو الاسرائيلي

المعلم: لا يوجد ما يمنع استئناف المفاوضات مع إسرائيل

أكد وزير الخارجية السوري انه لا يوجد ما يمنع استئناف المفاوضات مع اسرائيل ان كانت جادة في ذلك، في وقت كشف عن ان يورام توربوفيتش رئيس طاقم مستشاري رئيس الحكومة الاسرائيلية ايهود أولمرت، زار سوريا قبل بضعة أشهر وهو ما لم ينفه مكتب اولمرت، وفي السياق ذاته اعلنت سوريا ان رئيس الوزراء التركي رجب طيب اردوغان ابلغ الرئيس السوري بشار الاسد ان اسرائيل مستعدّة لانسحاب كامل من الجولان السوري المحتل.
واللافت ان كلام المعلم جاء من طهران في مؤتمر صحافي مشترك عقب اجتماعه الى نظيره الايراني منوشهر متكي، حيث اكدا اتفاق وجهات نظر سوريا وايران ازاء القضايا الاقليمية سواء بالنسبة للعراق أو لبنان وفلسطين.
ورداً على سؤال حول ما تناقلته وسائل الاعلام عن استعداد رئيس الوزراء الاسرائيلي ايهود اولمرت للانسحاب من الجولان حتى خط الرابع من حزيران (يونيو) مقابل السلام مع سوريا قال المعلم انه لا يعلق "على معلومات صحافية".
وقال التلفزيون السوري ان المعلم اكد انه "اذا كانت اسرائيل ملتزمة بالانسحاب الى خط الرابع من حزيران (يونيو) وجادة ولديها ارادة صنع السلام، فليس هناك ما يمنع من استئناف هذه المحادثات على أساس ألا تؤثر سلبا على المسار الفلسطيني وألا تستخدم لتشديد الحصار على غزة ومواصلة العدوان على الشعب الفلسطيني".
وكانت إذاعة الجيش الإسرائيلي ذكرت امس ان كبير مستشاري اولمرت زار سوريا قبل بضعة اشهر وأجرى محادثات مع مسؤولين سوريين تناولت موضوع المفاوضات بين الجانبين. ورفض الناطق باسم رئيس الوزراء الإسرائيلي ايهود أولمرت مارك ريغف، تأكيد نبأ زيارة توربوفيتش أو نفيه، وقال لوكالة "يونايتد برس انترناشونال" امس "لا اريد التطرق إلى سفر توربوفيتش او الى برنامج عمله".
واكتفى الناطق باسم الحكومة الاسرائيلية ديفيد بايكر بتأكيد ان اسرائيل تريد السلام مع سوريا. وقال "اولمرت كرر ذلك في مقابلات عدة اجرتها معه وسائل اعلام اسرائيلية اخيرا. ولم يبدل رأيه مذذاك".
في سياق متصل، اعلنت وزيرة شؤون المغتربين السورية بثينة شعبان لقناة "الجزيرة" ان اولمرت مستعد لاحلال السلام مع سوريا على اساس اعادة مرتفعات الجولان كاملة، وأن الرسالة الخاصة بمرتفعات الجولان المحتلة نقلت من خلال تركيا. كذلك، نقلت صحيفة "الوطن" السورية القريبة من الحكومة امس، عن "مصادر مطلعة في دمشق" قولها ان رئيس الوزراء التركي رجب طيب "اردوغان اتصل صباح امس (الثلاثاء) بالرئيس بشار الاسد ليبلغه" ذلك. كذلك، نقل موقع "شام برس" الالكتروني السوري عن مصادر ديبلوماسية قولها ان "اردوغان أبلغ دمشق أنه تلقى موافقة أولمرت بالانسحاب الاسرائيلي الكامل من الجولان مقابل تحقيق السلام مع سوريا".
وفي القدس، أبدى وزير البيئة الاسرائيلي وعضو الحكومة الامنية المصغرة جدعون عزرا شكوكا في هذه المعلومات. وقال للاذاعة العامة الاسرائيلية "لا ادري ماذا طلبت منهم الحكومة. وفي رأيي ان لا شيء للتفاوض حتى الآن (مع السوريين). لا اعتقد ان المعلومات التي سمعناها من مصادر سورية صحيحة وكاملة".
وأثارت تصريحات المصادر السورية ردود فعل غاضبة في صفوف المعارضة اليمينية الإسرائيلية التي اعتبرت ان هذا الأمر يشكل "تنازلاً سياسياً وأمنياً لا سابق له". واعتبر عضو لجنة الخارجية والأمن التابعة للكنيست يوفال شطاينيتس من حزب "الليكود"، ان "استعداد أولمرت للانسحاب من الجولان يعبر عن تنازل سياسي وأمني غير مسبوق". وقال "من دون الجولان ستواجه إسرائيل صعوبة في الدفاع عن وجودها والحفاظ على بحيرة طبرية ومصادر المياه. ولا شك لدي في أن الشعب مع الجولان وليس مع رئيس الحكومة".
في غضون ذلك، اعلنت ادارة الرئيس الاميركي جورج بوش انها ستنشر "قريباً" المعلومات التي في حوزتها بشأن التعاون النووي المحتمل بين كوريا الشمالية وسوريا. ورداً على سؤال حول الموعد الذي سيطلع الكونغرس ومن خلاله الاميركيون، على المعلومات المتعلقة بهذه القضية، قال وزير الدفاع الاميركي روبرت غيتس والناطقة باسم البيت الابيض دانا بيرينو للصحافيين "قريباً". إلا ان اياً من غيتس أو بيرينو لم يقل ان كوريا الشمالية قدمت فعلا مساعدة نووية الى سوريا على الرغم من معلومات كثيرة مفادها ان هذا هو بالتحديد ما تستعد الاستخبارات الاميركية لقوله للكونغرس ربما اليوم.

الخميس، أبريل 24، 2008

الربيعي: 110 انتحاريين يأتون من سوريا شهرياً وإيران تؤوي القاعدة

 مستشار الامن القومي العراقي موفق الربيعي

مستشار أمن العراق يتهم إيران وسوريا بتصدير الموت الى العراق

وجّه مستشار الأمن القومي العراقي موفق الربيعي اتهامات عنيفة إلى سوريا وإيران، بـ "تصدير الموت" إلى العراق، عبر تدريب وتجهيز الميليشات المسلحة، إلى جانب تسهيل مرور الانتحاريين والسلاح إلى العراق.

واعتبر الربيعي أن الهدف النهائي لإيران بأن تحكم العراق "حكومة شيعية طائفية موالية لها"، وهو ما يدفعها إلى "دعم كل الأطراف"، حتى تنظيم "القاعدة"، الذي تحتجز طهران "ما يقرب المئة من قياداته (...) وتتيح لهم استخدام الهواتف وغيرها. ولكنهم يرفضون تزويدنا بالمعلومات التي تساعدنا في تتبع عناص القاعدة بالعراق"، وفق ما شرح الربيعي في مقابلة نشرتها صحيفة "الشرق الأوسط" الأربعاء 23-4-2008.

وكشف الربيعي عن دخول الانتحاريين إلى العراق عبر سوريا، قادمين من "المغرب العربي، أو من السودان، أو اليمن، أو الخليج. كلهم يصلون دمشق، ومن دمشق إلى العراق". وأضاف أن عدد الانتحاريين الذين كانوا يعبرون الحدود من سوريا وصل إلى 110 شهرياً، مستبعداً أن يكونوا دخلوا دون معرفة المخابرات السورية، التي "إذا طارت ذبابة في الشام يعرفون من أين طارت، وإلى أين ذهبت". ويستطرد الربيعي: "لدينا معلومات دقيقة وصريحة بأن دمشق تأوي (نائب الرئيس العراقي السابق) عزت الدوري، وهو يموّل الكثير من الجهات الإرهابية، ويقود مجموعة من البعثيين لإعادة الأمجاد الكاذبة لأيام صدام حسين".

في المقابل، أشاد الربيعي بالتعاون "النموذجي" القائم مع المملكة العربية السعودية على الصعيد الأمني، وهو ما أدى إلى تسليم العديد من المطلوبين الهامين للسعودية، بعدما تم توقيفهم في العراق. ويتناول التعاون الأمني مع السعودية، وفق الربيعي، حركة الأشخاص ونقل الأموال، "وبيننا خط ساخن، وتبادل السجناء والتحاليل للمعلومات".

إعدام صدام

أما عن معايشته اللحظات الأخيرة في حياة صدام حسين، تحدث الربيعي عن "حدوث الكثير من الأخطاء غير المقصودة". واستطرد: "نحن لا نعرف كيف نعدم، لكننا نعرف أن نُعدم. فعلى مدى عقود وصدام يعدم مئات العراقيين.. لهذا لم تكن لدينا خبرة في إعدام صدام، الذي رافقته من الباب وأصعدته للمشنقة".

واستعاد مستشار الأمن العراقي اللحظات الأخيرة قبل الإعدام: "ذهبنا أولاً إلى غرفة الاعدام مباشرة، فقيل لنا يجب ان يتلى عليه قرار المحكمة في غرفة اخرى، لهذا اعدناه الى غرفة ثانية وقرأ القاضي عليه قرار الاعدام، ثم اقتيد الى غرفة الاعدام. كان يرتدي قميصا ابيض وسروالا وقبوطا، وبقي ينظر الي لثلاث دقائق لانني كنت على يمينه، ثم قال لي "لا تخاف"، وانا استغربت كلامه، لماذا اخاف انا ، هو من سيعدم ولست انا".

وأضاف: "عندما تم ربط يده الى الخلف، قلت للحارس أن يكون رقيقا معه، ذلك أن أية اهانة لم توجه الى صدام حتى تنفيذ الاعدام به. من الأخطاء التي حدثت هو إنه يجب ربط رجليه، لكننا فوجئنا بأن عليه الصعود بضعة سلالم الى المشنقة، ويجب ربط قدميه هناك، وانا من ذكرت الجلاد بأن يطلب منه تلاوة الشهادتين كونه مسلماً". أما الأحاديث التي جرت بين صدام والحراس، فيقول الربيعي أنها "ليست مسؤوليتنا، لأن الحرس والمنفذين كانوا من وزارة العدل وليس من رئاسة الوزراء، وبعد ان نفذ به الاعدام وادخل في الكيس الابيض حدثت امور اخجل من ذكرها".

أما عن الاستعجال بتفيذ الحكم، فكشف الربيعي عن "أوضاع ضاغطة للغاية" دفعت باتجاه تنفيذ الإعدام، إذ كان "عدد من قادة الدول العربية، وحتى غير العربية" يضغطون باتجاه تنفيذه، "لكني فضلت نقله إلى سجن ناء". أما عن الموقف الأمريكي من إعدام صدام، فأشار الربيعي إلى ان الرئيس جورج بوش كان "بالتأكيد" متحمساً لإنجازه، رغم ظهور بعض الانقسامات بين الأمريكيين المتواجدين في العراق، إلا انه أكد أن "تنفيذ الإعدام بصدام حسين لم يكن في يوم العيد، وإنما قبيل العيد".