الاثنين، مايو 12، 2008

بموازاة المساعي العربية لاحتواء الأزمة السياسية في لبنان المدمرة يو اس اس كول تعود الى مياه المتوسط

القاهرة: قال مسؤول في هيئة قناة السويس ان المدمرة الاميركية "يو اس اس كول" عبرت قناة السويس الاحد عائدة الى البحر المتوسط الذي غادرته في اذار/مارس الماضي بعد فترة وجيزة انتشارها هناك، وسط الازمة السياسية التي تعصف بلبنان. وقال المسؤول ان "يو اس اس كول عبرت قناة السويس وتتجه الى المتوسط"، مضيفا انه لا يعلم مقصدها بالتحديد.

وكانت الولايات المتحدة ارسلت المدمرة التي تحمل صواريخ موجهة الى السواحل المقابلة للبنان في 28 شباط/فبراير في خطوة اعتبرها مسؤولون اميركيون "اظهارا لدعم الولايات المتحدة لاستقرار المنطقة"، وسط مخاوف من الازمة السياسية اللبنانية. ودافعت وزيرة الخارجية الاميركية كوندوليزا رايس عن ارسال المدمرة في المرة الاولى الى مياه المتوسط وقالت ان الهدف من ذلك هو اظهار استعداد واشنطن للدفاع عن مصالح حلفائها في المنطقة. وغادرت المدمرة مياه المتوسط في مارس/ابريل متوجهة الى الخليج.

وادى الاقتتال بين انصار المعارضة بقيادة حزب الله، والموالاة التي يدعمها الغرب الى مقتل 42 شخصا منذ اندلاعها الاربعاء في بيروت وانتشارها الى باقي مناطق لبنان. وتتهم الموالاة سوريا باعاقة جهود انتخاب رئيس جديد للبنان بعد انتهاء ولاية الرئيس السابق اميل لحود في تشرين الثاني/نوفمبر.

ايفاد لجنة وزارية عربية الى لبنان "في اقرب وقت"

هذا و قرر وزراء الخارجية العرب تشكيل لجنة وزارية تتوجه الى لبنان في اقرب وقت برئاسة الوزراء وزير الخارجية القطري حمد بن جاسم والامين العام للجامعة العربية عمرو موسى.وقال المسؤول القطري في تصريح مقتضب للصحفيين في ختام الاجتماع ان "اللجنة ستجري اتصالات لترتيب اللقاءات مع القادة اللبنانيين وستتوجه الى بيروت في اقرب وقت". غير ان سفير سوريا في القاهرة ومندوبها الدائم لدى الجامعة العربية يوسف احمد اكد للصحفيين ان اللجنة ستتوجه الى لبنان "صباح غد".

وتضم اللجنة الوزارية ثماني دول هي الاردن والامارات والبحرين والجزائر وجيبوتي وسلطنة عمان والمغرب واليمن، حسب القرار النهائي الذي صدر في ختام الاجتماع الوزاري وهي بذلك لا تضم ايا من الدول التي تدعم بشكل علني اطرافا لبنانية وخصوصا سوريا والسعودية ومصر.

وردا على سؤال عما اذا كانت اجواء اجتماع الوزراء العرب عكست توافقا يبعث على التفاؤل بامكانية نجاح اللجنة الوزارية في مهمتها، قال السفير السوري الذي تراس وفد بلاده في الاجتماع، ان المناقشات "عكست توافقا عربيا مقبولا"، مشيرا الى ان اللجنة الوزراية تضم "عددا من الدول العربية ممثلة لكل الاطياف على الساحة العربية". واكد دبلوماسيون عرب ان المناقشات شهدت خلافات وسجالات خصوصا بين الوفدين السوري والسعودي.

من جانبه، أكد الأمين العام لجامعة الدول العربية عمرو موسى الليلة توافق وزراء الخارجية العرب بشأن القرار الخاص باحتواء الأزمة في لبنان. ولفت موسى في مؤتمر صحفي مشترك في ختام الاجتماع الطارىء لوزراء الخارجية العرب مع وزير خارجية جيبوتي رئيس الدورة الحالية للمجلس محمود علي يوسف الى وجود رغبة عربية جماعية لاخراج لبنان من أزمته التى تحولت من أزمة سياسية الى عنف.

وأوضح موسى أن مهمة اللجنة الوزارية العربية مناقشة الوضع الحالي في لبنان والاتفاق على التنفيذ العاجل للمبادرة العربية والاحاطة بالوضع الخطير الذي يهدد به استمرار التطورات الجارية هناك منوها بأن المجلس دعا قادة الموالاة والمعارضة للاجتماع مع اللجنة الوزارية لمناقشة الوضع في لبنان. وأشار الى أن لقاء اللجنة مع مختلف الزعامات اللبنانية بما فيها امين عام حزب الله حسن نصر الله ربما يسهم في علاج الوضع الأمني وفي نفس الوقت ينطلق الوضع لتنفيذ المبادرة العربية موضحا أن المبادرة العربية قائمة وهناك توافق حولها خاصة بنودها الثلاث مضيفا أنه حصل انقطاع لها بعد الأحداث الأمنية الأخيرة.

وقال "أننا منفتحون على أي اضافة للمبادرة العربية" مؤكدا أن المبادرة بعناصرها الثلاثة الأساسية لا تعديل فيها لكن يمكن اضافة لها مثلما حدث في قمة دمشق حيث تم اضافة المسار في العلاقات السورية اللبنانية مشيرا الى امكانية اضافة امور للمبادرة في ضوء التطورات الأمنية بهدف خلق بيئة سياسية.

وأوضح موسى أن اللجنة سوف تستمع لمطالب الجيش اللبناني من أجل تقديم الدعم اللوجيستي له بهدف تعزيز قدراته صونا لأمن لبنان.

و قد اطلع وزير الخارجية القطري الشيخ حمد بن جاسم رئيسي الوزراء اللبناني فؤاد السنيورة والنواب نبيه بري في اتصالين هاتفيين الليلة على ما توصل اليه اجتماع وزراء الخارجية العرب.

ساركوزي يتصل بالعاهل السعودي و بالسنيورة

في هذه الغضون، بحث الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي مساء الاحد في مسألة اعمال العنف التي اندلعت في الايام الاخيرة في لبنان، في اتصال هاتفي مساء الاحد مع رئيس الحكومة اللبنانية فؤاد السنيورة والعاهل السعودي الملك عبدالله، كما اعلنت الرئاسة في بيان. واضاف البيان ان الرئيس "دان بشدة كل الاعمال العسكرية التي حصلت في الايام الاخيرة في لبنان والذين بادروا اليها"، و"دعا الى الوقف غير المشروط لاعمال العنف ودان كل تدخل اجنبي في لبنان".

وجدد ساركوزي "تأكيد دعم فرنسا للبنان وحكومته الشرعية ومؤسساته المسؤولة عن الامن والتي ينبغي ان تتمكن من تأدية مهماتها واحتكار استخدام القوة". ودعا ساركوزي "الى الاستئناف الفوري للحوار في اطار جهود الجامعة العربية من اجل التوصل الى حل شامل ودائم يقوم على احترام ديموقراطية واستقلال وسيادة لبنان ووحدته".

هدوء حذر في جبل لبنان مع انتشار الجيش

ميدانيا، يسود بلدات وقرى قضاء عالية بجبل لبنان هدوء حذر بعد انتشار الجيش في جميع المناطق التي شهدت اشتباكات بين انصار المولاة والمعارضة استخدمت فيها الاسلحة الثقيلة على مدى يومين.

وقالت مصادر امنية ان الجيش انتشر في بلدات قضاء عاليه (15 كيلو مترا شرق بيروت) وهي البيصور وكيفون وعيتات والقماطية بعد ثلاث ساعات من القتال العنيف اليوم استخدمت فيها المدفعية واسفرت عن سقوط ستة قتلى.

وكان رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط (درزي) قد اعتبر ان مواجهات الجبل تطورت بشكل مفاجىء واصبحت تهدد العيش المشترك بين الطائفتين الدرزية والشيعية في تلك المناطق. واعلن جنبلاط تفويضه رئيس الحزب الديمقراطي طلال ارسلان (درزي وأحد اطراف المعارضة) التفاوض مع "الطرف الآخر" مطالبا اياه "التنسيق مع الجيش اللبناني من اجل وقف تدهور الوضع وتسليم الامور في الجبل الى الجيش اللبناني".

بدوره دعا ارسلان انصار المعارضة الى وقف فوري لاطلاق النار في الجبل. وكان الجيش اللبناني قد انتشر في مدينة طرابلس شمال لبنان التي شهدت اشتباكات عنيفة ايضا على مدى يومين.

واندلعت الاشتباكات في الجبل وطرابلس على الرغم من اعلان المعارضة امس انها ستلغي جميع المظاهر المسلحة في العاصمة بيروت ومناطق البلاد الاخرى. ودعت الحكومة الجيش امس الى فرض الامن على الجميع كما وضعت القرارين محل الخلاف مع "حزب الله" في عهدته.

بدوره اعلن الجيش على الفور اعادة رئيس جهاز امن المطار العميد وفيق شقير الى منصبه ومعالجة مسألة شبكة اتصالات حزب الله شبكة الاتصالات التابعة لحزب الله "بما لا يضر بالمصلحة العامة ومصلحة المقاومة".

وكان الخلاف بين الحكومة وحزب الله بشأن المسألتين السابقتين قد ادى الى نشوب اشتباكات عنيفة بين انصار المعارضة ومؤيدي الاكثرية منذ الاربعاء الماضي اسفرت عن مقتل 42 شخصا واصابة اكثر من 160 جريحا بحسب ما افادت به مصادر امنية.

ليست هناك تعليقات: