الاثنين، مايو 12، 2008

... وانقلب حزب الله

 ميليشيات تابعة للمعارضة خلال اشتباكات في شوارع بيروت أمس (أ.ف.ب)

نصر الله: سنقطع اليد التي تمتد إلى سلاحنا والحريري: ما يجري إعلان صريح لإفلاس المعارضة

جنبلاط: فلنتفق على مفهوم سيادة الدولة ومفهوم دولة نصر الله
السعودية: الزج بلبنان في فتنة عمياء لن يحقق انتصارا لطرف سوى قوى التطرف الخارجية المعرقلة لجهود إنهاء الأزمة

بيروت: ثائر عباس دمشق: سعاد جروس تل أبيب: نظير مجلي الرياض: تركي الصهيل لندن ـ واشنطن: «الشرق الاوسط»
وقف لبنان أمس على اعتاب هاوية الحرب الأهلية، إثر مواجهات مسلحة واشتباكات عنيفة وقعت بين انصار الموالاة والمعارضة، قتل فيها 5 اشخاص وجرح عشرات، بعد دقائق من انتهاء مؤتمر صحافي للامين العام لحزب الله حسن نصر الله، حذر فيه بقطع يد كل من يحاول نزع سلاحه أو استهداف شبكته للاتصالات.
وخطا حزب الله امس خطوة اخرى، في اتجاه انقلاب شامل، فبعد خطوة الانتشار في بيروت، وإشعال حرب الشوارع، أعلن الامين العام للحزب حسن نصر الله شرطا جديدا لعودة الامور الى نصابها في لبنان يتمثل بعودة الحكومة اللبنانية عن قراراتها الاخيرة كحل وحيد للازمة.
واعتبر نصر الله ان الحل للخروج من الازمة في لبنان هو «الغاء القرارات غير الشرعية للحكومة» وقال «ان شبكة الاتصالات السلكية التابعة للمقاومة ... هي اهم سلاح في اي معركة». وشدد على انه «لم تعد امامنا خطوط حمر». مشيرا الى انه ليس قلقا من الفتنة المذهبية، وكرر في حديثه كلمتي شيعة وسنة 16 مرة.
وفي أول رد فعل على كلام نصر الله قال رئيس كتلة «المستقبل» النائب سعد الحريري ان نصر الله كان يتصرف وفق منطق «أنا الدولة والدولة أنا»، معتبرا انه بكلامه «أهدر دم النائب وليد جنبلاط». وقال ان ما يجري في شوارع بيروت هو افلاس للمعارضة. وتوجه الحريري الى نصر الله، محذرا من «أن ساعة التخلي عن وحدة اللبنانيين هي ساعة التخلي وجود لبنان»، ومنبها الى ان ما يجري في شوارع بيروت «هو الفتنة بعينها» وأنه «اعلان صريح عن افلاس المقاومة»، ودعاه الى «وقف السقوط في الحرب الاهلية التي فتحت ابوابها والفتنة التي اشتعلت».
واقترح الحريري على نصر الله أولا وضع القرارين موضع المشكلة في عهدة قيادة الجيش انطلاقا من المهمات المنوطة بالجيش في اطار حماية الامن العام والحرص على سيادة وأمن لبنان، وثانيا سحب كل المظاهر المسلحة وفتح الطرقات واعادة تشغيل المطار فورا لتفادي ان تسبقنا الفتنة». وثالثا انتخاب الرئيس التوافقي العماد ميشال سليمان رئيساً للجهمورية ورابعاً الانتقال فورا الى طاولة حوار برعايته.
من جهته دعا النائب وليد جنبلاط حزب الله لأخذ اقتراح الحريري «بعين الاعتبار» وتساءل «هل يستحق العميد وفيق شقير ان يحرق نصر الله بيروت؟». وأوضح ان الشيعة ليسوا مسؤولين عن ما يحصل «فهم مغلوبون على أمرهم». وقال: «علينا ان نتفق في الحوار على مفهوم سيادة الدولة ومفهوم دولة حسن نصر الله».
واعلن تلفزيون المنار التابع لحزب الله ان المعارضة رفضت مبادرة الحريري وقال مصدر أن أي كلام خارج ما طرحه نصر الله مرفوض قطعا.
من جهتها أكدت السعودية، أنها تتابع ببالغ القلق التصعيد الذي وصفته بـ«المؤسف» الذي تشهده الساحة اللبنانية هذه الأيام، وجاء على لسان مصدر سعودي مسؤول، أن المملكة تدعو التيارات التي تقف وراء التصعيد «لتعيد حساباتها، ولأن تدرك أن الزج بلبنان في فتنة عمياء لن يحقق انتصارا لأي طرف سوى قوى التطرف الخارجية التي قامت ولا تزال بتعطيل كل جهد مخلص وشريف لإنهاء الأزمة السياسية في لبنان».
وأعلنت السعودية أمس تأييدها عقد اجتماع عاجل وطارئ للمجلس الوزاري للجامعة العربية بالقاهرة.
وبدأت السعودية والإمارات إجلاء رعاياهم. من جهتها اعتبرت سورية ما يحدث شأنا داخليا بين اللبنانيين مشيرة إلى أنها لن تتدخل.
وأبدت إسرائيل أمس قلقها قائلة أن ما يجري في بيروت له تداعيات أبعد من لبنان.

ليست هناك تعليقات: