الأحد، مايو 04، 2008

واشنطن والرياض والقاهرة أحبطت محاولات الأسد الخروج من قفصه بتحذير دول الجوار من استقباله

لا أحد مستعدا منحه جوائز »ترضية« على ما يقوم به في لبنان والعراق وفلسطين

أطبقت الولايات المتحدة وفرنسا والمملكة العربية السعودية ومصر والاردن بسرعة خلال الايام القليلة الماضية, على بوادر الانتعاش التي اظهرها الرئيس السوري بشار الاسد فجأة بعد بلوغ الوساطة التركية بينه وبين اسرائيل «حدوداً متقدمة وباعثة على التفاؤل الكبير», حسب ديبلوماسي سوري في الامم المتحدة, في ان تكون الارضية باتت ممهدة لاول مرة منذ واحد واربعين عاما (حرب 1967) للبحث الجدي مع ايهود اولمرت في الانخراط بمفاوضات سلمية تعيد للسوريين جولانهم المحتل, وترفع فوق مبنى سفارة اسرائيل في شارع ابو رمانة بدمشق علم نجمة داوود, بعدما حذرت الولايات المتحدة كلا من اولمرت ورئيس الوزراء التركي رجب الطيب اردوغان من «اللعب بالنار» في «المسألة السورية التي لم تعد تخص اسرائيل فحسب في الشرق الاوسط, بل باتت - حسب التحذير الاميركي - جزءا لا يتجزأ من تهديدات الامن القومي الاميركي في المنطقة وتهديدات الدول العربية الحليفة لنا هناك».
وكشف احد اركان اللوبي اللبناني - الاميركي في واشنطن على صلة وثيقة بمكتب نائب الرئيس ديك تشيني - النقاب ل¯ «السياسة» عن ان المعلومات المسربة خلال الأيام الماضية عن «حصول فجوة عميقة لاول مرة بين الادارة الاميركية واسرائيل, ظهرت واضحة في اعلان اولمرت استعداده اعادة مرتفعات الجولان لبشار الاسد, فيما الاميركيون يعارضون مجرد فكرة استئناف المفاوضات بينهما», ليست حقيقية (المعلومات), «وان الاسرائيليين ليس باستطاعتهم لا اليوم ولا غدا ولا بعد غد ان يشبوا عن الطوق الاميركي او يتجاوزوا مصالح واشنطن الستراتيجية في الشرق الاوسط, فيتفردون بفتح قنوات مع اعداء اميركا من دون استشارتها والرجوع اليها, لذلك لن يكون بمقدور اولمرت ولا غير اولمرت الذهاب الى المفاوضات مع سورية ومنح الاسد جائزة ترضية على ما يفعله في العراق ولبنان وفلسطين, وهي أمور تتعلق بالولايات المتحدة وسياستها ضد الارهاب الذي يضطلع نظام البعث الحاكم في دمشق بالجزء المهم منه ضد المصالح الاميركية في الشرق الاوسط».
ونفى قيادي اللوبي اللبناني في اتصال به من لندن, على لسان احد مستشاري تشيني ان تكون الادارة الاميركية «سمحت لاردوغان بهذه الوساطة بين اولمرت والاسد, او ان تكون اعطت رئيس وزراء اسرائيل الضوء الاخضر لاعلان استعداده لاعادة الجولان الى النظام السوري, بدليل ان حلفاء اميركا الاقوياء في اسرائيل وعلى رأسهم وزيرا الدفاع ايهود باراك والخارجية تسيبي ليفني, رفضوا اقتراح اولمرت ودعوه الى سحبه فورا مؤكدين ان الجولان لن يعود الى سورية وانه اذا جرى التفكير في اعادته, فلن يكون لنظام بشار الاسد حتما».
وقال ديبلوماسي خليجي في واشنطن ايضا, ان الإطباق السعودي - المصري - على اعلان الاسد نيته زيارة الرياض والقاهرة بصفته رئيسا لمؤتمر القمة العربية الاخيرة, وتأكيد وزير الخارجية السعودي الامير سعود الفيصل «عدم علم بلاده» بهذه الزيارة «جاءا على خلفية ان السعودية ومصر اللتين قاطع زعيماهما الملك عبدالله بن عبدالعزيز والرئيس حسني مبارك هذه القمة في دمشق كخطوة لالبس فيها بأنهما لا يعترفان بهذه القمة ولا بمن يرأسها (الاسد) بسبب تدخله السافر في لبنان لمنع استعادته عافيته بعد ثلاثين سنة من الاحتلال السوري القمعي له, ليسا الان في وارد استقبال الاسد تحت اي ظرف من الظروف وخصوصا لصفته الرئاسية للقمة طالما ان ظروف هذا التدخل لم تتغير, وطالما انه ينفذ بدقة وعن دراية وسابق تصميم وتعمد خطط ايران في المنطقة, وفي مقدمتها خطتها للاستيلاء على النظام في لبنان, وتحويله الى نظام تحت سيطرة حزب الله الذي يتصرف منذ حرب يوليو 2006 على هذا الاساس».
واكد الديبلوماسي الخليجي ل¯ «السياسة», ان «لا الولايات المتحدة ستسمح باعادة تعويم النظام السوري المطوق والمعزول دوليا وعربيا حتى الاختناق, ولا الدول العربية الفاعلة سترمي له طوق النجاة من الغرق الذي شارف عليه, خصوصا وان هذه الدول مجتمعة لم تعد تعير هذا النظام اي اهتمام يذكر, بدليل رفضها المستمر دخول اي مفاوضات معه, طالما اصبح جزءا من المشكلة في الشرق الاوسط, ولم يعد باستطاعته لضعفه ووهنه ان يشارك في اي حل لها بسبب تحالفه العضوي مع ايران وارتهانه النهائي اليها, وربط مصيره بمصيرها حتى النهاية».

ليست هناك تعليقات: