الجمعة، مايو 09، 2008

لبنان..سلاح "حزب الله" يخطف المطار ويحرق بيروت

"الدويلة" تطلق فرق الموت في الشوارع مع سقوط الإضراب عمّالياً وشعبياً

المفتي قباني: المسلمون السنّة ضاقوا ذرعاً بالتجاوزات والانتهاكات
14 آذار تؤكد دعمها الحكومة الشرعية وتطالب المجتمعين العربي والدولي بتحمّل مسؤولياتهما


سقط القناع.. ومع سقوط الذريعة المطلبية، خطف "حزب الله" الإضراب الفاشل ليستكمل محاولته الانقلابية ويمدد "دولته" عبر "حرب شوارع" ضد الأحياء الآمنة والمواطنين خاضتها ميليشياه في محاولة سوداء جديدة لإشعال الفتنة وحصار العاصمة بيروت التي لم تستجب للإضراب المشبوه ولقطع تواصلها مع المناطق، شمالاً وبقاعاً وجبلاً وجنوباً، والتي بدورها أفشلت خطة حزب الله الرامية بعد "التعطيل" إلى "التخريب" تحت ستار المطالب المعيشية.
وبدا واضحاً، مع تعليق "الاتحاد العمالي" للإضراب والتظاهرة، اندفاع "حزب الله" عبر ميليشياته التي خرجت من مربعاتها الأمنية في الضاحية الجنوبية وفي مخيم احتلال وسط العاصمة لتنفيذ سلسلة اعتداءات في تصعيد، ضد الناس الآمنين وضد الدولة وقواها الأمنية، وضد المرافق الخدماتية والاقتصادية عبر إقفال مطار رفيق الحريري الدولي الذي بادرت إدارة الطيران المدني فيه إلى نقل الطائرات الخاصة وتعليق حركة الطيران من المطار وإليه.
كما بدا واضحاً أن التصعيد ضد الدولة جاء أمس تحضيراً لما سوف يعلنه اليوم الأمين العام للحزب السيد حسن نصرالله، وامتداداً للموقف المعلن من قرارات الحكومة الأمنية التي جاءت لتواجه تمدد "دولة حزب الله".
ومع محاولة "حزب الله" استكمال "مصادرة الطائفة الشيعية" نقلت صحيفة "اوان" الكويتية عن مصدر في الحزب أن إقالة رئيس جهاز أمن المطار هي استهداف للطائفة، وقال مصدر مسؤول في الحزب لوكالة "فارس" تعليقاً على أحداث أمس إن "الآتي أعظم، وستفتح أبواب جهنم على الحكومة العميلة"، فيما قال مصدر في المعارضة لموقع لبنان الآن" إن الإضراب سيمتد لفترة بهدف تراجع الحكومة عن قراراتها.
وفي السياق عينه، نقل الموقع نفسه عن مصدر معارض أن قيادة "حزب الله" رفضت اقتراحاً بإنهاء التصعيد في شوارع بيروت، معلناً أن "لا مجال أمام الحكومة سوى التراجع عن قراراتها لجهة شقير أو لجهة شبكة الاتصالات".
وقال المصدر إن "قيادة "حزب الله" أمهلت الحكومة 48 ساعة للتراجع عن هذين القرارين مهددة بالتصعيد".
وبالتزامن مع التهديد نشر "حزب الله" مسلحيه على طريق المطار وأعد الخيم لاحتلال مشابه لاحتلال وسط العاصمة بيروت الذي عُزز هو الآخر بعشرات المسلحين، كما أكد مصدر حكومي لوكالة فرانس برس اعتبر تصرف "حزب الله" "تحضيراً لعصيان مسلح من أجل الاستيلاء على السلطة".

ومع بدء حرب "حزب الله" في الشوارع صباح أمس، تابع رئيس مجلس الوزراء فؤاد السنيورة من السرايا الكبيرة تطورات الأوضاع وأجرى اتصالات على مدار الساعة مع المسؤولين الأمنيين وأعطى توجيهات بضرورة احترام حق المواطنين في التعبير عن الرأي حسبما يكفله الدستور ومن ضمن القوانين، على أن تقف عملية التعبير عن الرأي عند حرية الآخرين في ممارسة نشاطهم وتنقلهم.
وأجرى السنيورة اتصالا هاتفيا بالأمين العام لجامعة الدول العربية عمرو موسى ووضعه في صورة التطورات الجارية على الأرض وتداعياتها الخطرة على لبنان.
وابلغ الرئيس السنيورة الأمين العام للجامعة العربية أن الحكومة اللبنانية ومعها الشعب اللبناني متمسكون بموقفهم في الدفاع عن الدولة والوطن والمؤسسات الشرعية والسلم الأهلي والنظام الديموقراطي. كما أجرى للغاية ذاتها اتصالات بكل من وزير خارجية المملكة العربية السعودية الأمير سعود الفيصل ووزير خارجية مصر أحمد أبو الغيط ووزير النفط القطري عبدالله العطية.
وفي اتصال مع قناة "أخبار المستقبل" قال الرئيس السنيورة ان "ما يحدث في بيروت لم تتجرّأ إسرائيل على القيام به". وأضاف "لقد دمّرت إسرائيل البلد بقنابلها ولكن الذي يجري اليوم هو تدمير الداخل وظلم ذوي القربى أشد مضاضة".
ونفى ما أشيع عن اتصال له مع مساعد وزير الخارجية الأميركية ديفيد ولش.
وحول احتمال إعلان حال الطوارئ ومنع التجول قال السنيورة ان "هذا الأمر مدار نقاش ولن أتكلم عن شيء إلا إذا أصبح واقعاً".
وتابع ان "مجلس الوزراء يُعتبر في حال انعقاد دائم والبحث جار في الإجراءات الكفيلة بإنهاء هذا الوضع الشائك".
قباني
ورأى مفتي الجمهورية الشيخ محمد رشيد قباني في ما جرى في بيروت "اعتداء سافراً على أمن لبنان وشرعيته، وعلى كرامة أهل بيروت والمناطق الأخرى التي اجتاحها المحتلون".
وقال في رسالة وجهها مساء أمس: "كنا نعتقد ان حزب الله معني بمقاومة الاحتلال الإسرائيلي، فإذا به يتحوّل إلى قوّة مسلحة لاحتلال بيروت".
وتوجّه إلى العالمين العربي والإسلامي "لوضع حد للانتهاكات المفجعة في لبنان"، مشيراً إلى "ان لبنان يتعرّض لمحاولة هيمنة حزب الله بدعم خارجي تحت غطاء المقاومة".
ودعا اللبنانيين إلى "درء الفتنة والعمل على وحدتهم"، محذراً "حزب الله من الاستمرار في تعطيل الدولة".
وناشد قادة حزب الله "ان يبادروا إلى سحب المسلحين من شوارع بيروت وفك الاعتصام الذي يخنق العاصمة وأن يتقوا الله باخوانهم وأهلهم في الوطن".
وختم قباني قائلاً: "المسلمون السنّة في لبنان ضاقوا ذرعاً بالتجاوزات والانتهاكات، واللبنانيون جميعاً لم يعودوا قادرين على تحمّل المزيد من المغامرات السياسية".
14 آذار
ومع "الحرب المفتوحة" استنفر "حزب الله" إعلامه لبث الشائعات حول إشكالات أمنية بين تيار "المستقبل" والجيش مرة وبوجود قناصين على أسطح الأبنية مرة أخرى.
وفي حين نفى تيار "المستقبل" حصول أي إشكال مع الجيش والقوى الأمنية تمكن الجيش من اعتقال مسلحين على سطح "مبنى المؤذن" في منطقة رأس النبع ـ بشارة الخوري وصادر أسلحتهما الفردية المزودة بمنظار وتبين أنهما من قوى 8 آذار.
وفي موقف من تصعيد "حزب الله" عقدت الأمانة العامة لقوى 14آذار اجتماعا طارئا وأصدرت بيانا قالت فيه "إن حزب الله خطا خطوة انقلابية خطيرة في سعيه المتصاعد الى تقويض ركائز الدولة اللبنانية، فأقدم على محاصرة مطار رفيق الحريري الدولي وتعطيل هذا المرفق السيادي الأهم للدولة اللبنانية ورئة لبنان نحو العالم. كما خطا حزب الله خطوة نوعية خطيرة في تسعيرالفتنة الطائفية والمذهبية وتحدي مشاعر الغالبية العظمى من اللبنانيين عبر القيام بعمليات عسكرية استهدفت أحياء بيروت وانتهكت حرمة المنازل والمكاتب موقعة الاصابات بين الأبرياء".
وأكدت ان " هذا الانقلاب المسلح، الموحى به من ايران والذي ينفذه حزب الله، لن يمر، وهي لن تقف مكتوفة الأيدي حيال هذا الاعتداء السافر على السيادة اللبنانية وهذه المحاولة المتمادية لتدمير النظام الديمقراطي في لبنان وضرب الصيغة اللبنانية التي تحترم التنوع وتسمح بإدارة التعددية والخلافات السياسية، ما يقود الى وقوع لبنان في دائرة المشروع والقرار الايرانيين".
وأكدت قوى 14آذار "استمرار مؤازرتها الكاملة لحكومة لبنان الشرعية برئاسة الرئيس فؤاد السنيورة في دفاعها عن سيادة لبنان واستقلاله وقراراتها الحاسمة على هذا الصعيد ولا سيما الأخيرة منها والمتعلقة بمطار بيروت الدولة وبشبكة الاتصال الموازية التي يقيمها حزب الله، تلك القرارات التي لا تستهدف إطلاقا الطائفة الشيعية الكريمة"
كما أكدت " رفضها المطلق للابتزاز والتهديد ".مشددة على "ان محاصرة مطار بيروت الدولي من قبل مجموعات مسلحة متمردة على الدولة اللبنانية وعلى حكومة لبنان الشرعية، وعلى الجيش والقوى الأمنية فضلا عن كونه اعتداء على السيادة اللبنانية، يشكل انتهاكا فاضحا للقرار 1701 وانقلابا على قرار الحل العربي للأزمة اللبنانية وهو يرتب بالتالي على الدول العربية والمجتمع الدولي تحمل مسؤولياتهم إزاء هذا التطور الخطير المهدد للاستقرار في لبنان والمنطقة".
"الجماعة الإسلامية"
وقال المكتب السياسي للجماعة الاسلامية في بيان إن"الاعتداء على امن المجتمع ومصالح المواطنين وممتلكاتهم ينذر بمخاطر كبيرة ليست خافية على احد. فالفتنة اذا استيقظت لا سمح الله لن توفر أي طرف من الاطراف، وسيكون ثمنها غاليا على لبنان واللبنانيين".
وناشد البيان الجميع لا سيما قادة المعارضة "توقيف هذه الموجة من العنف"، لافتا إلى أن "المسؤولية الوطنية تفرض على الجميع التوقف عن التصعيد الذي يهدد مصير الوطن".
قلق مصري
وفي القاهرة أعرب وزير الخارجية المصري عن الانزعاج والقلق مما شهده لبنان من أحداث على مدار يوم الأربعاء..
وقال: "إن المواجهات والمصادمات واللجوء إلى الشارع فى ظل الوضع الحساس والأزمة السياسية التى تعصف بلبنان يدفع بالبلاد دفعا الى مخاطر غير محسوبة العواقب".
وقال أبو الغيط فى تصريح : "من دواعى القلق أن يتم فى إطار تلك المواجهات استهداف طريق المطار الدولى بشكل يعوق حركة السفر والطيران من والى لبنان، وهو الأمر الذى ترى مصر أهمية إبعاده تماما عن تأثير أية عوامل وأحداث داخلية".

ليست هناك تعليقات: