الجمعة، مايو 02، 2008

واشنطن تضغط على تركسل التركية للتخلي عن شراء شركة اتصالات يملكها رامي مخلوف

قال دبلوماسيون ومصرفيون عرب يوم الاربعاء ان الولايات المتحدة تمارس ضغوطا على شركة الهاتف المحمول التركية تركسل للتخلي عن صفقة قيمتها مليار دولار لشراء شركة للهاتف المحمول يملكها رجل أعمال سوري تستهدفه عقوبات أمريكية.

وقال الدبلوماسيون والمصرفيون لوكالة رويترز ان وزارة الخزانة الامريكية تحذر المستثمرين الامريكيين في تركسل المسجلة في بورصتي اسطنبول ونيويورك من خطط الشركة شراء شركة سورياتل السورية.

ورغم أن إسرائيليين يملكون حصة في شركة تركسل، إلا أن رامي مخلوف أكد مساعيه لبيع حصة أغلبية في سيرياتل لشركة تركسل.

ويملك رجل الاعمال رامي مخلوف وهو ابن خال الرئيس السوري بشار الاسد حصة 69 بالمئة على الاقل في سرياتل. وفرضت واشنطن عقوبات على مخلوف في شباط/ فبراير الماضي بسبب مزاعم عن تورطه في قضايا فساد في سوريا مع تدهور العلاقات بين الحكومة في دمشق والولايات المتحدة.

وقال دبلوماسي متابع للصفقة لرويترز "وزارة الخزانة الامريكية اتصلت بشكل غير مباشر مع مستثمرين أمريكيين في تركسل لحملهم على اعادة النظر في الصفقة ولمحت الى عواقب قانونية محتملة لاقامة علاقات أعمال تشمل مقدمات مدفوعات كبيرة مع مخلوف".

وتنص العقوبات بوضوح على ألا يقيم أي مستثمر أمريكي أعمالا مع مخلوف. وقالت مصادر من القطاع ان بعض المسؤولين التنفيذيين في تركسل يحملون الجنسية الامريكية ويملكون اسهما في الشركة.

ونفى مخلوف (39 عاما) الاتهامات الامريكية قائلا انه لا يملك أصولا في الولايات المتحدة وأن شركاته التي توظف الاف السوريين مشروعة.

وقال الدبلوماسي "أمريكا جادة بشأن تنفيذ العقوبات ضد رامي (مخلوف). الاسلوب الذي تمارس به وزارة الخزانة الضغوط هو الهمس في اذان المستثمرين".

ومن المقرر ان يحصل مخلوف أكبر رجل أعمال في سوريا على عدة مليارات دولار نقدا اذا اشترت تركسل النسبة الاكبر من أسهمه. وقالت المصادر ان الضغوط الامريكية أسهمت في تعطيل الصفقة.

وقالت تركسل هذا الشهر ان حمل اي مدير بها للجنسية الامريكية لن يؤثر على على المحادثات على الرغم من العقوبات المفروضة على مخلوف التي فرضت اثناء التفاوض على الصفقة.

وقالت تركسل "نحن على دراية بالموقف بين الولايات المتحدة وسوريا. لكن بما ان تركسل شركة تركية وليس هناك أي مشكلة قانونية في شرائها لسورياتل فان الوضع ليس له أي تأثير على المحادثات".

وقال سورييا سيليف الرئيس التنفيذي لتركسل في أواخر شباط/ فبراير الماضي انه يتوقع استكمال المحادثات مع سورياتل خلال شهر.

وقال مصرفي عربي بارز ان الصفقة مازال يمكن أن توقع بعد ان تفاوضت تركسل على سعر أقل بعد فرض العقوبات على مخلوف. وقال المصرفي "الامريكيون نجحوا في تعطيل الصفقة لكنها مازالت قائمة".

وقالت شركة زين للهاتف المحمول الخليجية انها مهتمة كذلك بشراء سرياتل. ووصف سعد البراك الرئيس التنفيذي لزين الاسبوع الماضي التنافس على شراء سرياتل بانه قوي لكنه لم يوضح ما وصلت اليه المحادثات.

وصفقة تركسل-سورياتل ستكون من أكبر صفقات الاتصالات في المنطقة. وتقول كل من الشركتين انها تسيطر على حصة الاغلبية في سوقها المحلية.

لكن المخاطر السياسية كبيرة كذلك. فسوريا تحسن علاقاتها مع تركيا التي توترت بدعم سوريا لانفصاليين أكراد قبل عشر سنوات وتركيا كانت تتوسط لاستئناف محادثات السلام بين سوريا واسرائيل.

وزار رئيس الوزراء التركي رجب طيب اردوغان العاصمة السورية يوم السبت الماضي لافتتاح منتدى سوري تركي كبير للاعمال. وقال مخلوف ان الصفقة مع تركسل ستحسن العلاقات مع تركيا بدرجة أكبر.

وقال دبلوماسيون انه تم التشاور مع ساسة رفيعي المستوى من البلدين بشأن الصفقة. وقال دبلوماسي اخر "مصير هذه الصفقة له تداعيات استراتيجية على العلاقات بين سوريا وتركيا والمساعي التي تقودها الولايات المتحدة لعزل سوريا".

وفرضت الولايات المتحدة عقوبات على سوريا في عام 2004 لدعمها جماعات مناهضة للولايات المتحدة في الشرق الاوسط.

والعقوبات المفروضة على مخلوف تنص على تجميد أي أصول له في الولايات المتحدة ومنع المواطنين الامريكيين او الشركات الامريكية من اقامة اعمال معه.

ليست هناك تعليقات: