الجمعة، مايو 09، 2008

استقالة بشار أسد وحكومتة ...أمام شهداء الخبز والمازوت ؟!

 دمشق شهدت طوابير على المازوت (شباط)

زيادة الرواتب وسياسة الترقيع !.

قرر بشار أسد وحكومته العتيدة باسم الشعب وحفاظاً على كرامته الإنسانية والوطنية وزيادة ً في قدرته الدفاعية الممانعة ورداً على المؤامرات الخارجية العولمية وانسجاماً مع ورطات الحرب السلام, إلى رفع أسعار المواد الأساسية الضرورية ومنها الخبز والمحروقات في إهانة جديدة للشعب سيغطيها كالمعتاد بخطابات المؤامرة والممانعة فارضاً على المواطنين تحمل فشله ونهبه وتكديس الثروات الطائلة يقابلها شد الأحزمة على العقول والآن على البطون وعلى أماكن أخرى يقتضيها مقام الرئيس والحكومة وهيبتها لدعم الصمود والحفاظ على الكرامة والحدود !.

واستمراراً ً للضغط الصمودي على المواطنين والوقوف وراء الشعب ودفعه إلى الأمام إلى عمق المواجهة مع لقمة العيش والقوى الخارجية ودعماً فورياً له والتفافا ً على موجات الاحتجاج والتذمر, قرر بشار أسد وحكومته بضرورة التنفيذ الفوري برمي الشعب في محنة جديدة بزيادة الرواتب والأجور بنسبة 25% حفاظاً على بحبوحة الشعب ومستوى معيشته اللائق به ووقوفاً ضد إضعاف نفسيته ووهن عزيمة الأمة ومنعاً لاستغلال القوى الاستعمارية بالتأثير سلباً على معنويات الشعب الممانعة الضرورية في الحفاظ على " سورية الله حاميها" من عدوها وحراميها الظاهر والمخفي آملين من الشعب العظيم التمتع بهبة القائد المغوار حامي الحمى والدار بهذه الزيادة وبالرخاء والهناء الكاملين.

جنون الأسعار وجنون بشار ...في تصاعد درامي مستمر!

إن بيان رفع الأسعار كما أعلنته الحكومة النائمة على طول الخط سوى في جلسات الردح والمدح وترديد شعار بالروح بالدم... يابشار ,الذي قلب الشعار وحياة الشعب وحولها إلى عار , حيث ارتفع ليتر المازوت من 7 ليرات إلى 25 ليرة وأنبوبة الغاز المنزلي من 145 إلى 250 ليرة وأجور النقل الداخلي ارتفعت بنسبة 400% , وارتفعت أجور النقل العام بين المحافظات 200% ,وتأتي هذه الاجراءات العشوائية في أزمة معيشية خانقة تشهدحا سورية في الفترة الوراثية الثانية التي تحولت إلى فترة كارثية على الشعب , يرافقها فوضى في أسعار المواد الاستهلاكية الأساسية والغذائية التي طالت كل محافظات القطر, وسجلت بعض السلع ارتفاعاً أكثرمن 200% الأمر الذي أدى إلى شللاً عاما ً في سورية على مستوى الصناعة والتجارة والزراعة , انعكس باستفحال أزمة الخبز والمازوت التي تتفاقم يوماً بعد آخر وتظهرها مشاهد الطوابير على الأفران ومحطات الوقود التي تستمر لساعات عديدة في الليل والنهار, الأمر الذي ترك بصماته الثقيلة على مزاج الشارع السوري المعكر أصلاً بسياسات النظام الطائشة على كافة المستويات , إذ على خلفية رفع سعر المازوت والخبز والسلع الأخرى بدت الأسواق شبه خالية في دمشق وحلب ومعظم المحافظات السورية وتجمعت كلها في طوابير الخبز والمازوت بدون جدوى , فيما بدى أن السوريون يحبسون أنفاسهم لأنهم فقدوا القدرة على الحساب والاستيعاب بذلك الصعود الجنوني في الأسعار , معبرين عن دهشتهم وسخطهم على زيادة الأجور بنسبة 25% وبين ارتفاع الأسعار 400% الذي خرج عن إطار النسبة والتناسب والقدرة على التحمل وتلبية الحد الأدنى من متطلبات الحياة اليومية .

السوق الاجتماعي وسياسة الفقر الجماعي :

إن سياسة بشار أسد الاقتصادية الطائشة التي اعتمدها بتبني السوق الاجتماعي وتحرير السوق والتي لاتتوفر أدنى الشروط الموضوعية لتطبيقها من حياة سياسية مستقرة قائمة على استقلال السلطات والمحاسبة وتوفر حد أدنى من البنية المؤسسية الديمقراطية يماثله حدأدنى من البنية التحتية اللازمة وتوفر الحد الأدنى من مستوى المعيشة والضمان الاجتماعي والصحي لعامة الشعب وفي غياب تلك الأسس التي تبنى عليه السوق الاجتماعي كان لابد من وصول الحياة العامة في سورية إلى هذاالتدهور الخطيرو الذي عمقه عبر خصخصة وهمية للقطاع العام والتي تمثلت عملياً بسرقة القطاع العام ومؤسسات الدولة الانتاجية والزراعية وتجارة المواد الغذائية والوقود من شركات هي في الحقيقة مجموعة شركات تابعة للعائلة الحاكمة وبهذا الشكل تكون قد وضعت يدها على خناق الشعب كله وعلى مصادر رزقه وحياته مباشرة ,عن طريق نقل ملكية الدولة إلى العائلة الحاكمة ودورها في عملية النهب المستمر وتهريب الثروات إلى الخارج دون تقديم الحد الأدنى من الخدمات للمواطنين ودون الحفاظ على تناسب الأسعار والرواتب والقدرة الشرائية,إنها سياسة الإفقار الجماعي للشعب الذي أصبح أكثر من 50% تحت خط الفقر يرافقها 40% نسبة العاطلين عن العمل بدون ادنى الضمانات الاجتماعية التي تغطي متطلبات الحياة اليومية , ناهيك عن انقطاع الكهرباء والتدني الخطير في مستوى الخدمات الصحية والتي أصبحت فيها مستشفيات الدولة ممراً للتشويه والموت والذي أصبح وشماً مخزياً في الحياة الصحية في سورية.

شهداء الخبز والمازوت ينضمون إلى شهداء الحرية :

إن هذه الإجراءات الاقتصادية الطائشة في ظل أزمة معاشية تشهدها سورية منذ سنوات تتجلى مظاهرها في فوضى ارتفاع أسعار المواد الاستهلاكية والغذائية رغم التطمينات الحكومية الكاذبة بدعم سعر الخبز والمازوت, لكنها وعود النظام المعروفة التي لايصدقها فرداً في سورية ، فالمرسوم الرئاسي المخزي الذي يعبر عن ذر الرماد في العيون والضحك المبكي على الذقون برفع الرواتب 25% هو المقدمة الخطيرة لجر الشعب السوري كله إلى دوامة الفقر والجوع , كان من باب أولى على بشار أسد أن يصدر مرسوماً رئاسياً باقتصاد تبذير قصوره ولصوصه وأجهزته الأمنية وعملاؤه وأبواقه وسماسرته في البعثات الدبلوماسية في الخارج التي تسرق وتدفع الملايين لتجميل صورة بشار القبيحة أمام الرأي العام العالمي , كان عليه أن يصدر قراراً بترشيد استهلاك عصاباته في المال والكهرباء والمحروقات التي يستخدمونها مجاناً على حساب الشعب المسكين , على العكس تماماً يستمر هدر الثروة الوطني بشكل جنوني بينما يحاصر الشعب ورموزه ويساقون إلى داخل السجون ومن بخارجها يساق إلى قائمة المعذبين في هذا الوطن الأسير , إنها سياسة بشار أسد المنحرفة التي أفرزت الضعف والفشل والفساد والقمع والفقر والجوع وأدت إلى فوضى عارمة في سورية وزادت من حدة الاحتقان الشعبي وذهب ضحيتها في الأيام الأخيرة شهداء في ادلب وريف دمشق انضموا إلى شهداء الحرية , ولازالت نتائجها تتفاعل على مستوى الشارع السوري الذي صدم فيها لأنها باتت تهدد أسس استمرار حياته اليومية وتصادر قدرته المادية على تلبية الحد الأدنى منها .

هل سيستقيل بشار وحكومته أم سيزيد في سياسة القمع ؟!

رغم أن بشار أسد لايعيش أبعاد سياسته الفاشلة والخطيرة التي تهدد الاستقرار الداخلي وتهدد أسس نظامه أيضاً , فبعد مصادرة الحريات وكم الأفواه وزج الناشطين والمثقفين في السجون , قام اليوم بتوسع دائرة النار التي وصلت تخوم الشعب السوري كله وأصبح الشعب بلاحرية ولاكرامة ولاخبز ولامازوت ولاقدرة على الحياة بشروطها الدنيا , في ظل هذه الحالة الدرامية الخطيرة والتي تجاوزت قدرة النظام على الاحتواء والترقيع وتغطيتها السياسية المتهالكة, وفي ظل تهافت النظام على الاستسلام والركض وراء سراب عقد معاهدات مع إسرائيل لتغطية فشله وإنقاذ نظامه ودفعه بشحنة جديدة من البقاء , لكن كل هذه الحسابات أصبحت في الهواء لأن تدهور الوضع الداخلي قد فاق كل الحسابات وتعدى كل الحدود وتجاوز قدرة الناس على الاستمرار , هنا يتساءل المواطن السوري العادي إلى أين تسير الأمور ؟! وماالذي يريده النظام من وراء هذه السياسة الاقتصادية التي تهدف إلى التجويع والتركيع وإلهاء الشعب لتمرير المؤامرات الكبرى والخطيرة على مستقبل سورية سواءً في حرب عاجز عن توفير متطلباتها وموازينها المادية أو في سلام لايملك من مقوماته سوى الزحف إلى الكنيست لتوفير الغطاء الدولي لبقاؤه على حساب الأرض والعرض والكرامة ورغيف الخبز والمازوت ؟!.

يجيب السوريون بصريح الشعار " بالروح بالدم نفديك ياخبز ويامازوت " وعندما تصل الأمور إلى هذا الحد من الاستهتار من قبل بشار أسد وعصاباته ,أصبح واجباً وضرورة أن يقول الشعب حديثه والذي بدأت أصواته مسموعة وأحياناً دامية كما جرى في ادلب وحرستا , وأن مايجري على الأرض في دمشق وكل المحافظات السورية يبدي بوادر نحو الانفجار الكبير في سورية , فالاضرابات العامة في دمشق وبقية المحافظات بدأت ...فالعامل والمزارع والموظف والطالب هم عصب الدولة لايشبعهم شعارات بشار أسد وعصابته , ولاينقلهم باص نعيق الممانعة والصمود الغوغائيين , ولايحمي معنوياتهم فوضى ومساومات الحرب والسلام الخائبين ولايحفظ عزيمتهم وهن فقدان الخبز والمازوت.....والجندي السوري الذي يمثل العمود الفقري للحرب والسلام والكرامة ,يكرم عليه النظام براتب (800) ليرة سورية أي يعادل (16) دولار في الشهر ! فعن أي حرب يتحدث بشار أسد ؟! وعن أي سلام يهذي هذا المغوار ؟!, فكلاهما دعامته الأساسية شعب حر يتمتع بشروط الحياة الكريمة التي جعلها النظام حلماً في حياة السوريين ....كفى متاجرة ومقامرة بحياة الناس ...فعندما تصبح الحياة ضريبة لنظام سارق فاشل فاسد طائش غير مسؤول أهان الأرض والعرض وعندما يصل الحصار إلى رغيف الخبز وليتر المازوت ....وعندما تصبح حياة المواطن زنزانة وطابور .... وعندما يصبح حلمه كهرباء وماء .....عندها سيصيح الشعب بأعلى صوته ...نعيش ونموت فداء الوطن والكرامة وليس فداء الجوع واللصوص .....

وأخيراً بكل صراحة ... لم يبق وقت للتذكير بسوء المصير ....سوى الاستقالة يا بشار أسد وحكومتك الفاسدة قبل فوات الأوان!.

ليست هناك تعليقات: