الاثنين، مايو 12، 2008

اجتماع طارئ للجامعة غداً تتحفّظ عنه أتباع ايران سوريا وقطر

 مسلحو حزب الله يحتلون بيروت بالسلاح ويسفكون دماء السنة على الهوية

واشنطن تدرس "إجراءات" في مجلس الأمن بسبب الأحداث

بعد يومين من مراقبة الاوضاع الامنية والسياسية المتردية في لبنان والاكتفاء باصدار مواقف عامة منها، نددت الولايات المتحدة أمس بشدة وبمزيد من الوضوح باستخدام "حزب الله" وغيره من الجماعات المسلحة غير الشرعية، القوة لترهيب اللبنانيين وتقويض الحكومة الشرعية، بينما سارعت وزيرة الخارجية كوندوليزا رايس الى اجراء اتصالات ديبلوماسية عربية ودولية شملت وزيري خارجية فرنسا والمملكة العربية السعودية والامين العام للامم المتحدة بان كي - مون لمعرفة "ما يمكن ان يقوم به النظام الدولي لدعم الحكومة اللبنانية التي تدافع عن مصالح الشعب اللبناني، في مواجهة النشاطات غير الشرعية التي تقوم بها عصابات مسلحة لزعزعة الوضع السياسي في لبنان"، كما صرح الناطق باسم وزارة الخارجية الاميركية شون ماكورماك.
والى الاتصالات الاميركية، تعقد جامعة الدول العربية اجتماعاً طارئاً غداً في القاهرة على مستوى وزراء الخارجية لمناقشة الازمة اللبنانية بطلب من المملكة العربية السعودية ومصر. أما سوريا وقطر، فقد أبدتا تحفظاً عن اجتماع كهذا واعتبرتا اثر اجتماع ضمّ الرئيس السوري بشار الأسد وأمير قطر الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني في دمشق، ان القتال الذي يجري في لبنان "شأن داخلي". وأكدت القاهرة انها لا يمكن ان تسمح "لقوة تقف وراءها ايران بالسيطرة على مقاليد الامور في لبنان".

البيت الأبيض

وجاء في بيان للبيت الابيض ان الولايات المتحدة "تدين العنف الذي انفجر في شوارع بيروت، وان حزب الله التنظيم الارهابي بمساعدة رعاته السوريين والايرانيين يواصل تقويض سيادة لبنان ومؤسساته الديموقراطية... وبعد اشهر من كرسحة الحكومة اللبنانية المنتخبة ديموقراطياً، وجه حزب الله سلاحه الان ضد الشعب اللبناني وتحدى قوى الامن اللبنانية للسيطرة على الشوارع".
وبعدما اشار الى قراري مجلس الامن 1550 و1701 اللذين اكدا حق لبنان في السيادة والاستقلال، دعا اصدقاء لبنان "للوقوف مع الشعب اللبناني ولدعم المؤسسات اللبنانية بما فيها القوات اللبنانية المسلحة". واضاف ان "علاقة حزب الله بإيران وسوريا، الى تاريخه في الارهاب الدولي وتزويده الدعم القاتل والتدريب للتنظيمات المتطرفة في العراق، يؤكد الخطر الذي يمثله على السلام والامن الدوليين". واوضح ان الولايات المتحدة "تتشاور مع الحكومات الاخرى في المنطقة ومع مجلس الامن في شأن الاجراءات، التي يجب ان تتخذ لمحاسبة المسؤولين عن العنف في بيروت".

رايس

واصدرت رايس بياناً قوياً اعربت فيه عن قلق حكومتها العميق من اعمال العنف المستمرة في لبنان، واكدت ان الولايات المتحدة "تدين استخدام القوة من الجماعات المسلحة غير الشرعية، وتدعو جميع الاطراف الى احترام سلطة القانون". وقالت في البيان الذي تلاه ماكورماك: "يقوم حزب الله وحلفاؤه المدعومون من سوريا وايران بقتل وجرح المواطنين، وتقويض السلطة الشرعية للحكومة اللبنانية ومؤسسات الدولة اللبنانية". ورأت ان "حزب الله" في سعيه "الى صون وضعه دولة ضمن الدولة قد استغل حلفاءه واظهر احتقاره للبنانيين الآخرين". واكدت انه "لا يحق لاحد ان يحرم المواطنين اللبنانيين حرياتهم السياسية والاقتصادية، وحقهم في التنقل الحر داخل بلدهم او حرمانهم السلامة والامن". واضافت: "دعمنا للحكومة اللبنانية الشرعية ومؤسساتها الديموقراطية واجهزتها الامنية لن يتزعزع. وهذا الدعم يعكس التزامنا الثابت للشعب اللبناني وآماله في التغيير الديموقراطي والازدهار الاقتصادي والانسجام الطائفي. وسنقف مع الحكومة اللبنانية والمواطنين المسالمين في لبنان خلال هذه الازمة، وسنوفر الدعم الذي يحتاجون اليه لاجتياز هذه المرحلة".
وافاد ماكورماك ان رايس اجرت اتصالات هاتفية مع نظيريها السعودي الامير سعود الفيصل والفرنسي برنار كوشنير، كما تحدثت مع الامين العام للامم المتحدة وناقشت الوضع الراهن وسبل مساعدة الحكومة اللبنانية. وشدد على البعد الاقليمي لاعمال العنف في لبنان، ورأى ان على الحكومة اللبنانية معالجة الوضع على الارض، واكد تقديم الدعم الديبلوماسي والسياسي لها، في مواجهة اولئك الذين يقتلون اللبنانيين.
وتحدثت عن علاقة "العصابات المسلحة" و"حزب الله" مع سوريا وايران والتي صارت واضحة اكثر مما كانت في السابق خلال الازمة الراهنة و"نحن نرى الآن بعض الادلة على بعض الفئات المرتبطة بسوريا والتي تقوم بدور ناشط في تأجيج نيران العنف، وغيرها من النشاطات التي تزعزع الاستقرار السياسي في لبنان". وركز على ما تقوم به سوريا بالتحديد من حيث استخدام بعض الجماعات لتأجيج العنف.
وبعدما ذكر بمواقف واشنطن من علاقات "حزب الله" بايران وسوريا، تحدث مجدداً عن وجود ادلة على استخدام سوريا جماعات وصفها بأنها "عميلة" ولم يذكرها بالاسم، ذلك ان لدمشق علاقات قديمة بها وتأثيراً واضحاً عليها وهي تتولى الآن تأجيج نيران العنف في بيروت.
وفي وقت لاحق قالت مصادر في وزارة الخارجية الاميركية ان ماكورماك كان يتحدث ضمناً عن نشاطات عناصر الحزب السوري القومي الاجتماعي في اليومين الاخيرين في بيروت. وبدا واضحاً ان ماكورماك تفادى وضع "حزب الله" في الخانة ذاتها مع الجماعات التي قال ان سوريا تديرها عملياً في لبنان والتي تقوم بأعمال العنف والتخريب. واضاف انه لا يتحدث "بالتحديد" عن "حزب الله"، على رغم "اننا نعرف عن العلاقات بين حزب الله وسوريا". واقر بأنه لا يستطيع ان يقول ان سوريا تدير "حزب الله" كما تدير الجماعات الاخرى. كما قال انه لا يعرف دوافع "حزب الله" او ما هي استراتيجيته التي جعلته "يتخذ الخطوات العنيفة التي اتخذها... ومن الواضح انهم ارادوا زعزعة الوضع وافتعال مواجهة مع الحكومة". وفي هذا السياق قال ان تورط "حزب الله" في قتل مدنيين ابرياء قد نزع عنه أي ادعاء انه يمثل "حركة مقاومة"، وخلص الى ان هذا الادعاء قد سقط كليا.
وسئل هل تقدم واشنطن مساعدات مادية او عسكرية جديدة للبنان، ام تكتفي الان بتوفير الدعم السياسي، فأجاب انه لا يعلم بمساعدات عسكرية جديدة، لكنه ذكّر ببرنامج الدعم العسكري الاميركي للجيش سواء بتزويده المعدات ام بتوفير التدريب وخصوصاً عقب القتال في نهر البارد. وتحدث عن القوات اللبنانية المسلحة قائلا انها باتت "مؤسسة محترفة واكثر فاعلية وتخدم مصالح الشعب اللبناني ككل". وكرر ان الدعم الراهن هو سياسي في الدرجة الاولى. ولفت الى ان السفيرة الاميركية في بيروت ميشيل سيسون على اتصال مستمر بالمسؤولين الحكوميين وبأركان 14 آذار.
وتحدث مجدداً عن وجود معسكرين سياسيين متنافسين في المنطقة، من جهة هناك ايران وسوريا وعملاؤهما مثل حركة المقاومة الاسلامية "حماس" و"حزب الله" وغيرهم من الجماعات العنفية، ومن جهة اخرى هناك " دول مسؤولة" تريد شرق أوسط مختلفاً، وتدعم لبنان الديموقراطي، وتدعم انشاء دولة فلسطينية مستقلة.
وصرح الناطق باسم الرئاسة الاميركية غوردون جوندرو بأن الرئيس جورج بوش يرغب في الاجتماع مع رئيس الوزراء فؤاد السنيورة في شرم الشيخ في نهاية الاسبوع المقبل، ولكن اذا شعر السنيورة بان الوضع على الارض لا يسمح له بمغادرة بيروت، فان بوش سيتفهم الوضع.
وكشف ان "الولايات المتحدة تتشاور مع حكومات أخرى في المنطقة ومع مجلس الامن في شأن اجراءات ينبغي اتخاذها لمحاسبة المسؤولين عن العنف في بيروت".


اتصالات في الكونغرس

وأجرى عدد من أعضاء الكونغرس من الحزبين اتصالات مع البيت الابيض ووزارة الخارجية لحضهما على اتخاذ مواقف قوية وأكثر وضوحا سواء لدعم الحكومة اللبنانية أم للتنديد باجراءات "حزب الله" ومن ورائه سوريا وايران. وأصدر هؤلاء، وبينهم النواب تشارلز بستاني، اللبناني الاصل، وغاري ايكرمان وايليانا روس ليتنن بيانات نددوا فيها بهجمات "حزب الله". وقال بستاني ان "حزب الله" يرفض الاطر الديموقراطية والسلمية لحل الخلافات السياسية". وانتقدت ليتنن تواطؤ ايران وسوريا "في العنف من خلال تسليح حزب الله". ورأى ايكرمان ان الغالبية الساحقة من اللبنانيين تؤمن بأن لبنان يجب أن يكون دولة مستقلة وذات سيادة" باستثناء حزب الله وأمل والواهمين العونيين"، وان العالم كله باستثناء سوريا وايران يؤمن بذلك ايضا. كما أصدر السناتور الديموقراطي النافذ جوزف بايدن المرشح السابق للرئاسة بيانا أيد فيه حق الدولة اللبنانية في تأكيد سلطتها بما فيها حقها في اقفال شبكة الاتصالات التي يبنيها "حزب الله". واتهم الحزب "وهو تنظيم ارهابي تسلحه وتموله ايران وسوريا بمحاولة بناء دولة ضمن الدولة" وحض حكومة الرئيس بوش على تعبئة المجتمع الدولي، و"تحديدا الائتلاف الذي وقف وراء الشعب اللبناني عندما طرد القوات السورية من بلده، لدعم الحكومة اللبنانية الشرعية ولمعارضة التدخل السوري والايراني في شؤون لبنان الداخلية".


سولانا

•في بروكسيل، قال الممثل الاعلى للسياسة الخارجية والامن المشترك للاتحاد الاوروبي خافيير سولانا بعد اتصال هاتفي مع السنيورة ان "الاتحاد الاوروبي يندد بأعمال العنف الاخيرة بأشد العبارات ويجدد دعمه الكامل للحكومة اللبنانية التي تدخلت للحفاظ على دولة القانون وضمان وحدة لبنان وسيادته". وأبدى "قلقه الكبير" من الاحداث التي يشهدها لبنان، مضيفا انه يدعو "جميع الاطراف الى التصرف بمسؤولية وايجاد حل للأزمة من طريق الحوار وفي اطار المؤسسات الوطنية".

ليست هناك تعليقات: