الجمعة، مايو 02، 2008

الظواهري للأسد: لنستبق،أو نتفق، على إحراق لبنان!!

قال الظواهري: ان على القوة الجهادية في لبنان ان تعد نفسها لطرد القوات الغازية الصليبية التي يزعمونها، قوات حفظ سلام، وعليها عدم القبول بالقرار 1701.
لبنان دخل اليوم الستين بعد المائة دون رئيس للبلاد، كفة قوة المعارضة في 8 آذار في هبوط، وبهمة ميشيل المر، وقوة الموالاة في 14 آذار في صعود والأمور الحكومية (ماشية) بهمة السنيورة. الصفقة حول المحكمة الدولية خابت، ثلثا الاسرائيليين لا يريدون الانسحاب من الجولان، الهمام السيد ماكين حظوظه في الرئاسة مبشرة، المنشأة النووية السورية التي دمرتها اسرائيل كانت ستنتج سلاحاً او سلاحين نوويين على الأقل. هذه الصورة المبرقعة بالأخبار السيئة تقلق الأسد والظواهري معاً.
لم يسبق للقاعدة ان ضربت في الساحة السورية والظواهري هاجم أنظمة الكون كله ولم يهاجم النظام السوري، لا تلميحاً ولا تصريحاً، ثمة مشترك بين الظواهري والأسد بالتأكيد.
يبدو ظاهرياً ان القاعدة غير معنية بالصراع بين 14 اذار و8 اذار، الا ان دعوة الظواهري لخلاياها النائمة الى الاستيقاظ من النوم، وتحويل لبنان من ساحة نصرة الى ساحة جهاد لها دورها المحوري في الاستراتيجية المقبلة لتنظيم القاعدة في معاركها مع الصليبيين واليهود... هذه الدعوة تعني قوى الثامن من اذار وتعني حليفها النظام السوري، ومفيدة جدا في منع هدفها وهدفه، قيام الدولة اللبنانية، وانتخاب قائد الجيش ميشال سليمان رئيساً للبلاد.
ولقد قال مصدر سياسي لبناني كبير لرويترز: هناك تحرك بين خلايا المتطرفين الدائمة، الجماعة تزداد حجماً ولكنها دون قيادة مركزية، وجودهم اصبح قوياً على الأرض ومالياً، وهناك كثيرون ذهبوا الى العراق ايام الزرقاوي، وعادوا الى لبنان ليصبحوا اكثر نشاطاً.
هذه الدعوة تعني وبوضوح شديد، ان هدف القاعدة المقبل شل او تدمير اليونيفيل، حامية القرار 1701، والغاضب عليه جداً السيد الظواهري، من المفيد تذكر ما تم في العام الماضي عندما كشفت قوات الأمن اللبنانية عن خلية للقاعدة يقودها سوري، وجرى توجيه اتهامات لأعضائها البالغ عددهم 31 عضواً بالتآمر لتفجير كنيسة في بلدة زحلة المسيحية في سهل البقاع.
قال بشار الأسد في خطاب له قبل حرب صيف 2006 ان الارهاب والقاعدة صارا في لبنان بعد خروج سوريا منه اقوى، وبرر قدرة القاعدة على التسلل عبر حدوده مع لبنان، بأن حدوده لا يمكن ضبطها وهي نفس الذريعة التي استخدمها في تغطية نقله وتصنيعه وتصديره للارهاب القاعدي الى العراق عبر الحدود.
شاكر العبسي تسلل الى لبنان تحت السقف الأمني السوري. ووضع قائد الجيش اللبناني التسلل وما نتج عنه ـ معارك نهر البارد ـ تحت خانة الارهاب القاعدي، وكلا الأمرين صحيح.
والسؤال هل بمقدرة خلايا القاعدة الدائمة ان تستيقظ دون ان يرش حزب الله ماءه الطهور والماء السوري الدافئ على وجوهها؟ وهل في الأمر عيب لو تصافح الجهاديون وتعانقوا وقاتلوا في الله معاً شيعة ـ حزب الله ـ وسنة ـ القاعدة ـ؟
العدو واحد صليبيون ويهود، وعلى ما كان أولياً في الصراع وعمره 1400 سنة أن يرجع الى الخلف لصالح ما هو أولي وهو هنا:
1 ـ عدم تهديد النظام السوري بالسقوط.
2 ـ تخريب لبنان دون المس باسرائيل.
فسيف اسرائيل يتقد شرراً ويتوعد حزب الله ومن يشد على يده ـ سوريا ـ ويلاً وثبوراً.
ومن كومة الدمار اللبناني يدخل النظام القاعدي والنظام السوري منتصرين محررين الأقصى، ملقيين وبمعية أحمدي نجاد باليهود الى البحر.
القاعدة لم تعد كما كانت عندما أسقطت برجي منهاتن، ولكنها ما تزال باقية فاعلة، وقد يكون لبنان ساحتها المقبلة واستراتيجيتها القادمة، ليس عيباً أبداً أن تتشيع القاعدة أو يتسنن حزب الله، وليس ذاك على الله ببعيد ففي السياسة الطهورة الحلال كل شيء مباح والضروري يلغي المحظور.
الثنائي الأسد وابنه فقسا من بيضة الارهاب الاستبدادي وقادا الصمود والتصدي شرط أن لا يمسا شعرة من رأس اسرائيل، وشرط أن لا يقلقا أمنها ولو عن طريق الخطأ وعبر 35 عاماً.
الثنائي بن لادن والظواهري فقسا من بيضة الارهاب الديني، وقادا حرباً ضد من ليس في فسطاطهما، من الكائنات البشرية وأشباهها وعلقوا يافطة بالخط الكوفي (Anti صليبيين وAnti يهود) ومع هذا لم يمسوا شعرة من رأس اسرائيل رغم قناعة أتباعهم الكاملة بأن دولة اسرائيل أكثر تكثيفاً وأوضح تجسيداً لعدوانية يهود.
كلا الثنائيين اتفق على أن لا تمس شعرة من رأس اسرائيل. واتفق أن لا يمس ثنائي شعرة ثنائي آخر، تبادلت القاعدة والأسد مواثيق الأمان في علاقاتهما، واتفق في السلوك الماضي والراهن على حفظ أمن الدولة العبرية.
إن إحراق لبنان يشكل هدفاً حياً للقاعدة، يؤكد وجودها كايديولوجية جهادية في أذهان أتباعها.
أما بالنسبة للنظام السوري فيحقق له الانتقام لطرده من لبنان من جهة، ويؤكد للقوى العظمى أن القادر على الحرائق قادر على إطفائها أو منعها من جهة ثانية، ولا مانع لدى النظام والقاعدة من حرق اللبنانيين جميعاً، فبعضهم صليبيون وبعضهم سنّة منحرفون وفي عرف الشرع القاعدي ان إبادة الثلثين من أجل إصلاح الثلث جائز، وقد يكون فرضاً بكل ما في كلمة الفرض من دلالة تكليفية، وفي حالة كهذه فإن أحمدي نجاد سينعم في حرق الليبرالية اللبنانية كما وعد مراراً، وأن الأسد سينعم بشهوة الانتقام من المسيحيين الجاحدين والسنة العصاة، أما الشيعة فشركاؤنا ومن حقهم أن نتقاسم معهم النصر الموعود، وفوق هذا كله وليس معه أو بعده، إن الأسد باق وسيعود الى لبنان كما كان ما قبل العام 2005 بل أكثر قوة وتسلطاً وثباتاً.
ليس غريباً أن تكون حرائق القاعدة والنظام السوري في لبنان مصدراً من مصادر الطاقة للصيف اللبناني الساخن الحار جداً، ويبدوا أنه لن يطفئ حرائق لبنان أو يمنعها سوى اشعال الحرائق الأميركية الايرانية، وهذا ما يعرفه وقد يفعله الأميركيون وقد يفعله السيد بوش حتى لا يكون وجهه مسوداً حزيناً وهو يغادر البيت الأبيض العتيد.

ليست هناك تعليقات: