الجمعة، مايو 02، 2008

صفقة السلام الإسرائيلي مع نظام الأسد: إعادة قسم من الجولان واستئجار الباقي لـ 99 سنة !

واشنطن / أنقرة /خاص: أكدت أوساط أميركية تتابع عن قُرب الاتصالات السرية بين تل أبيب ونظام الأسد في دمشق أن آخر ما حملته الوساطات المتعددة والرسائل والاتصالات والمفاوضات السرية هو مشروع نقلته أنقرة للأسد يقضي بإعادة قسم كبير من الجولان ربما أقل مما كان معروضاً على الرئيس حافظ الأسد في لقاء جنيف مع باراك ، وعقد إيجار لما تبقى من الجولان لمدة 99 سنة بحيث تبقى هويتها سورية وتستخدمها إسرائيل بحق الإيجار على الطريقة الإنكليزية التي تمنع بيع العقار على الأرض الإنكليزية لأجنبي وتسمح بإيجار بيع لمدة 99 سنة فقط. وقد طرح الأسد أن يكون العقد لمدة عشر سنوات يتجدد تلقائياً بغرض تمريره ، ولكن أولمرت رئيس وزراء إسرائيل أصرّ على المدة المقترحة أي 99 سنة . ثم قدم الوسيطان التركي والمفاوض السوري السري اقتراحاً بجعلها لمدة خمس وعشرين سنة تتجدد تلقائياً لمرتين فقط دون حق نقضها أو إلغائها . ولم تتلق دمشق بعد الرد الإسرائيلي. خلال ذلك يبحث الطرفان : إسرائيل والأسد معاهدة السلام شروطها وبنودها وحدودها المفتوحة . وتصرّ إسرائيل على تبادل فوري للتمثيل الديبلوماسي ، ولكن الأسد طلب مهلة خمس سنوات بعد توقيع الاتفاق لاختباره وريثما يهضم الشعب السوري موضوع اتفاق السلام الذي يشكل نقضاً لأدبيات البعث القومية التي يحكم الأسد سورية تحت عنوانها وشعاراتها. وتؤكد التقارير الواردة من أنقرة أن الدور التركي في صفقة السلام تجاوز الدور الأميركي وهو ما يخشى معه المراقبون هنا من تعطيل الصفقة والعودة بالمفاوضات إلى نقطة الصفر ، لأن الأسد يقترح أن يبدأ التنفيذ مع الإدارة الأميركية الجديدة التي يعتقد أنها ستكون ديموقراطية ، وقال لمفاوضيه إنه يفضل أن يعطي السلام لغير إدارة الرئيس بوش الجمهورية التي طالما شكا من حصارها وضغوطها . ويهمس مفاوضو الأسد : إن رأسي نصرالله وحزب الله سيكونان ثمناً إضافياً للصفقة في مقابل تعطيل المحكمة الدولية أو تجميدها . وإن الرئيس الأسد يفضل في هذا الموضوع ، خلافاً لما سبق عرضه ، أن تكون الصفقة كاملة وتشمل كل شيء : علاقاته بإيران وحزب الله والجولان والسلام .. والنظام.؟ ويعتقد المحللون السياسيون والعسكريون في واشنطن أن مفاوضات الأسد السرية وعروضه والدور الذي تراهن عليه أنقرة لاستبعاد الأسد من المعادلة الإيرانية وتوظيف نفوذه اللبناني لتحجيم حزب الله في لبنان تمهيداً لتصفيته لن يكتب لها النجاح إلا في حال توقيع الاتفاق خلال الشهور الثلاثة القادمة وهو ما يصعب تنفيذه، لأن الرئيس بوش لن يمنح الأسد هذه الفرصة ولن يسمح لإسرائيل بتعطيل سياسته الشرق أوسطية بضربة خلفية. ويهمس ديموقراطيون نافذون أن الرئيس الأسبق كارتر نجح في عقد مشروع صفقة سلام قادمة بين الأسد وإسرائيل لمصلحة الديموقراطيين في حال نجاحهم غير المؤكد بعد ، وأن نجاحه هذا سوف يتم توظيفه إسرائيلياً من قبل اللوبي الصهيوني في لعبة الانتخابات الأميركية القادمة. السؤالان اللذان يطرحهما المراقبون هنا هما: أولاً : هل سيسمح بوش لإسرائيل والأسد بعقد هذه الصفقة على حساب سياسته التي دفعت أميركا ثمنها غالياً في العراق والمنطقة ، أم يفرض على إسرائيل نقضها..؟ ثانيهما : هل إسرائيل والأسد جادان في موضوع السلام أم أن الأسد يستخدمه لفك عزلة نظامه وكسب الوقت ، وإسرائيل تستخدمه لتغطية ما هو قادم أو شق الحلف السوري الإيراني في المنطقة بالشك.؟ على أن ما هو مؤكد في هذه التسريبات أن اللوبي الصهيوني في واشنطن يبذل جهوداً جدية لفك العزلة عن نظام الأسد وإعادة تأهيله دولياً بعد أن فقد تواصله مع العالم . ربما لأن نظام الأسد في ضعفه هو النظام الأمثل لإسرائيل في سورية . وهنالك من يعتقد في الإدارة الأميركية أن جهود إسرائيل لفك العزلة عن النظام ومدّه بأسباب البقاء هو بسبب ضعفه ويريدونه ضعيفاً ، ولكن ليس إلى حدود الانهيار والسقوط . من هنا ، فإن اللوبي الصهيوني ينشط لمدّ نظام الأسد بمقومات بقاء موقت ريثما تتم إعادة تأهيله داخلياً وعربياً . ويعتقد اللوبي الصهيوني أن المحكمة تشكل مقتل الأسد وأن إنقاذه منها بتأجيلها يساعد على إعادة تأهيل سياسته الإقليمية وفك ارتباطه بطهران وحزب الله . وفي كل الأحوال ، وحتى إذا قررت إسرائيل أن توجه ضربة لسورية ، فإن نظام الأسد بضعفه هو النظام الأمثل للتعامل معه وفرض سلام تأخذ فيه ما تريد وتعطي ما تريد. بعض المراقبين يقول : لا تتسرعوا بالاستنتاج والتخمين . انتظروا الصيف ، ففيه سوف يتقرر الكثير وستشهد المنطقة الكثير.

ليست هناك تعليقات: