السبت، أبريل 12، 2008

إعلامي سعودي: اتهام أمنيين سعوديين بالضلوع في اغتيال مغنية تضليل إيراني- سوري

 محمد ناصر الأسمري رئيس تحرير صحيفة "الوكاد" الإعلامية الإلكترونية السعودية

وصف إعلامي سعودي المعلومات التي كشفتها مصادر إعلامية إيرانية وأكدتها مصادر سورية مطلعة، عن ما قيل إنه "تورّط جهات أمنية سعودية" في التخطيط لاغتيال مسؤول "حزب الله" العسكري عماد مغنية في دمشق، بأنه "غباء سياسي للهروب من تبعات التحقيق المستمر" في اغتيال رئيس الوزراء اللبناني السابق رفيق الحريري.

وأعرب رئيس تحرير صحيفة "الوكاد" الإعلامية الإلكترونية السعودية، محمد ناصر الأسمري، في تصريحات خاصة لـ "قدس برس"، عن أسفه لإقحام الاستخبارات السورية لامرأة في العملية كانت تربطها علاقة بالملحق العسكري السعودي في سفارة المملكة بدمشق. وقال الأسمري "هذا الخبر تمت صياغته بطريقة غبية تستخف بعقلية القارئ والمتلقي، لاحتوائه على كثير من التناقضات التي تدحض مصداقية هذا التقرير من الأساس، وعملية استغلال المرأة وأنها مرتبطة بالأمن السعودي أو الملحق العسكري هي لغة استخبارات غبية لم تجد إلاّ امرأة تم استغلالها لإقحامها في هذا السيناريو"، على حد وصفه.

وحسب وكالة أنباء "فارس" التي نقلت عن مصدر وصفته بـ "العليم" دون أن تسميه؛ فإنّ نتائج تحقيقات اللجنة السورية في اغتيال مسؤول "حزب الله" العسكري عماد مغنية في دمشق قبل أسابيع، والتي كان مقرّراً أن تُعلَن في البداية قبل القمة العربية التي انعقدت في دمشق إلاّ أنه ونظراً لمشاركة مسؤولين سعوديين في هذه القمة؛ قرّرت الحكومة السورية اعلان ذلك في السادس من نيسان/ أبريل، بيد أنها أرجأت إعلانه مرة أخرى إثر ما وصف بوساطة كويتية، قد أكدت أنّ المخطط الرئيسي لأغتيال مغنية هو إسرائيل ونفذته عناصر محلية.

وأشار خبر الوكالة الإيرانية إلى وجود علاقات كانت تربط أحد المسؤولين الأمنيين السعوديين في دمشق بامرأة سورية، موضحاً أنّ السيارتين اللتين انفجرتا كانت قد اشترتهما هذه المرأة السورية وتم تسجيلهما باسمها. وأوضح المصدر أنّ السيارتين تم تفخيخهما بعد شرائهما، ووضعتا في مرآب منزل القيادي عماد مغنية، كما ورد.

وزعم المصدر أنّ عناصر الاغتيال الذين كانوا يحملون جنسيات أردنية وسورية وفلسطينية، بادروا لشراء أو إيجار عدة شقق بالقرب من شقة مغنية بمنطقة كفر سوسة، وكانوا يعيشون هناك بصورة طبيعية.

ورأى المصدر ذاته أنّ المعطيات الأخيرة تعزز الاستنباطات السابقة فيما يخص ضلوع مسؤولين سعوديين، خاصة الأمير بندر بن سلطان، السفير السعودي السابق لدي واشنطن.

وذكر المصدر متابعاً "أنّ المسؤولين الأمنيين السعوديين هربوا بعد هذه الجريمة إلى السعودية، إلاّ أنّ أجهزة الأمن السورية قبضت علي المرأة التي كانت تربطها علاقات مع المسؤول الأمني السعودي، بعد استدراجها وعودتها إلى دمشق".

وبشأن ما قيل عن مطالبة السعودية أميري قطر والكويت بالوساطة لغرض عدم إعلان نتائج لجنة التحقيق السورية ودورها في اغتيال مغنية، وشطب اسم السعودية من ذلك؛ أكد المصدر عدم وجود أي دور لقطر في هذه المسألة، لكنّ أمير الكويت زار السعودية "لتعزيز الوحدة العربية وحاول ملء الفراغ بين دمشق والرياض"، حسب المصدر.

وقد أكدت مصادر سورية مطلعة تحدثت لـ "قدس برس"، وطلبت الاحتفاظ باسمها، أنّ شيئاً من هذه المعلومات موجود لدى الأجهزة الأمنية السورية، وقالت "يجب أن يدرك الأشقاء في المملكة أنّ عدم الدخول في هذه القضايا هو منتهى الحكمة، وهي رسالة سورية من موقع القوي الحكيم وليس من موقع الضعيف، بما يعطي انطباعاً بأنّ سورية هي قائدة العالم العربي"، على حد تعبيره.

لكنّ الإعلامي السعودي محمد ناصر الأسمري، نفى أي مصداقية لهذه المعلومات، وقال "اتهام الملحق العسكري بهذا الأمر ليس صحيحاً على الإطلاق، والدليل على ذلك أنّ السفير السعودي في سورية الذي تم تعيينه في قطر، عاد وحضر ضمن الوفد الرسمي السعودي إلى القمة، ولو كان الأمر صحيحاً لكانت الجهات الأمنية السورية قد استدعته وأبلغته الأمر، طالما أنّ الملحق يعمل في إطار السفارة، ولم يصدر أي بيان سوري رسمي بهذا الشأن، وقد كان بإمكان الوزير السوري الذي سلّم الدعوة إلى المملكة للحضور إلى القمة أن يكشف عن شيء من هذا يوم أعلنت المملكة أنها لن تشارك على مستوى الملك أو وزير الخارجية، أما إقحام أمين عام مجلس الأمن الوطني العام والسفير السعودي السابق لدى الولايات المتحدة الأمير بندر بن سلطان في العملية فهو عمل استخباراتي مكشوف"، على حد تعقيبه.

واعتبر الأسمري أنّ الهدف من إشاعة هذه المعلومات التي وصفها بـ "المضللة"؛ هو التهرب من تبعات التحقيق في مسألة اغتيال رئيس الوزراء اللبناني السابق رفيق الحريري. وقال الإعلامي "في المجمل ليس للسعودية أي مصلحة في أن تكون طرفاً في اغتيال مغنية، لكن يبدو أنّ المخابرات في سورية وإيران المعنيتين بنشر هذا الخبر؛ تحاولان بث بعض التهويمات لصرف الأنظار عن التحقيق المستمر في اغتيال رفيق الحريري، لا سيما أنّ أحد الأشخاص الشهود قد اختفى في باريس مؤخرا"، حسب تصريحه.

ليست هناك تعليقات: