الأربعاء، أبريل 23، 2008

عبد الحميد: النظام السوري يعيش في أزمة بسبب تصرفاته وخوفه من المحكمة الدولية

يسرق موضوع العلاقات الاميركية - السورية الاضواء في واشنطن خلال الايام القليلة المقبلة، اذ يعقد اليوم، «مركز ابحاث ستمسن»، ندوة بعنوان «سورية من العزلة الى القبول»، تليها جلسة استماع في الكونغرس غدا، يشارك فيها المعارض السوري عمار عبد الحميد، فيما تقام الجمعة ندوة في الكونغرس عن حقوق الانسان في سورية، يشارك فيها الى جانب عبد الحميد والمعارض رضوان زيادة، الناشطان من مجلس «اعلان دمشق» انس العبدة واسامة منجد وخبراء اميركيون.
يأتي هذا الاهتمام بالموضوع السوري في ظل انقسام اميركي حول كيفية التعامل مع النظام في دمشق، اذ يطالب البعض، من الاميركيين والاسرائيليين والموالين للنظام السوري، بتلبية توصيات «مجموعة دراسة العراق» وفتح حوار غير مشروط مع سورية لابعادها عن ايران، فيما يصر آخرون، من الاميركيين والمعارضين السوريين، على حوار مشروط يرتبط بتحسين دمشق لادائها في حقوق الانسان وافراجها عن سجناء الرأي والمعتقلين السياسيين.
وقال عبد الحميد، مدير «مشروع ثروة» لحقوق الانسان، في مع «الراي»: «ادرك ان هناك انقساما حول موضوع عزل النظام السوري، وما ساقوله في شهادتي امام اللجنة الفرعية لشؤون الشرق الادنى وجنوب آسيا، ان علينا ان نضع موضوع الحوار مع النظام السوري في سياقه والا ننسى تدهور حقوق الانسان والوضع المعيشي في الداخل السوري. علينا ان ندرك ما هي رهانات النظام وان نعرف ان اي حوار معه، في وقت يقبع معارضون في سجونه، سيكون بمثابة مكافأة».
واضاف: «نريد شروطا واضحة المعالم للحوار... من المستحيل ان نكون مع الحوار غير المشروط. نضحك على انفسنا اذا ادعينا اننا لا نعرف ما سيقدمه هذا النظام في الحوار. انهم يريدون اعادة عقارب الساعة الى الوراء، ونحن سنفعل ما بامكاننا لمنعهم من ذلك وسنعمل على المزيد من الضغوط ان استمر هذا النظام بسياساته».
اما في حال تمنع النظام عن «تغيير سلوكه» كشرط للحوار الاميركي معه، لا يمانع عبد الحميد في تشديد العزلة عليه، ويقول ان هناك وسائل عدة لذلك على رأسها الموافقة على مشروع قانون الكونغرس الرقم 2332 والمعروف بقانون «محاسبة وتحرير سورية».
وكانت عضو الكونغرس اليانا روس ليتنن واعضاء جمهوريون آخريون، اقترحوا هذا القانون في مايو الماضي، الا انه واجه معارضة شديدة من الحزب الديموقراطي آنذاك، قادها رئيس لجنة الشؤون الخارجية في الكونغرس الراحل توم لانتوس.
واكد عبد الحميد، ان النظام في سورية «يعيش في ازمة بسبب تصرفاته وخوفه من المحكمة الدولية الخاصة بلبنان». لكن هذه المحكمة، حسب عبد الحميد، «لا يجب ان تكون جزءا من ادوات التفاوض مع النظام السوري فهي خاصة بلبنان، وقائمة ولا يستطيع احد التراجع عنها او الغاءها».
وعن شعبية معارضة الداخل، قال ان «مجلس اعلان دمشق، هو بمثابة حكومة ظل او حكومة بديلة، ولا شك ان للمعارضين تأييداً شعبياً، وان كان مقموعا».
وكانت «خدمة الابحاث في الكونغرس» شككت في تقريرها الدوري المحدث، والصادر في 26 فبراير الماضي، بقدرة المعارضين في الخارج على احداث اي تغيير في الداخل. وتحدث التقرير عن «جبهة الخلاص» التي يقودها نائب الرئيس السابق عبد الحليم خدام منذ مارس 2006.
وقال عبد الحميد: «هذه الجبهة غير طائفية، مع انه يبدو ان اكثرية عضويتها من السنة... دعت هذه الجبهة الى تغيير النظام سلميا ومن دون اي تدخل خارجي، الا ان بعض المحللين يشككون في قدرتها على احداث اختراقات في المجتمع السوري بسبب فاعلية اجهزة امن النظام».
اما في الجانب المؤيد للحوار مع سورية، يبرز اليهودي الاميركي والباحث في مركز «اميركا الجديدة» دانيال ليفي، الذي كان في عداد الوفد الاسرائيلي المفاوض في اوسلو وفي طابا، وهو من دعاة الحوار غير المشروط مع سورية وحركة «حماس». وسيشارك ليفي في ندوة «ستمسن». وقد حاولت «الراي» الاتصال به مرارا، في الايام القليلة الماضية، للوقوف على رأيه، لكن من دون جدوى.
وكان ليفي، وهو عضو في اللوبي الاسرائيلي الجديد في واشنطن الداعي للحوار مع سورية، هاجم الادارة الحالية واتهمها بالفشل في توفير الظروف الملائمة لتحقيق السلام في المنطقة. وكتب في «ذي اميركان بروسبكت اونلاين»، الاثنين، ان على الادارة العمل جديا «لوقف النار (في الاراضي الفلسطينية)، ولتشجيع المصالحة الداخلية الفلسطينية لا الانقسام، ولفتح الحوار مع سورية».
ولا يبدو ان للاصوات الاميركية والاسرائيلية والسورية الداعية الى الحوار، الكثير من التأييد داخل الكونغرس. فباستثناء السناتور الجمهوري ارلين سبكتر، الذي دعا، منذ نحو اسبوعين، وزيرة الخارجية كوندوليزا رايس الى اعادة العلاقات الاميركية - السورية الى سابق عهدها. ورغم الظروف الاقليمية المختلفة، تلتزم اوساط رئيسة الكونغرس نانسي بيلوسي الصمت ازاء الموضوع السوري منذ زيارتها الاخيرة لدمشق في ابريل من العام الماضي.
وتقول مصادر في الكونغرس، ان زيارة بيلوسي لدمشق تسببت لها بالاحراج، «اذ قام النظام السوري بالمزيد من حملات الاعتقال بدلا من ان يظهر السوريون حسن نية ويفرجوا عن بعض المعتقلين لديهم». كذلك، تقول مصادر في الكونغرس ان العضو باتريك كنيدي واجه احراجا مماثلا، حينما نفى السوريون صحة وعوده لهم باطلاق معتقلين، بعد ما ادلى كنيدي بتصريح في هذا الشأن اثر اجتماعه وسبكتر مع الرئيس بشار الاسد في ديسمبر الماضي. وتضيف المصادر ان اعضاء الكونغرس صاروا يحسبون الحساب لاحراجات مماثلة قد يواجهونها في حال زيارتهم لسورية، وان كثيرين منهم قرروا تفادي موضوع فتح الحوار مع دمشق او زيارتها.

ليست هناك تعليقات: