الخميس، أبريل 24، 2008

مؤتمر الجوار يثأر للعراق بتهميش سورية وتحجيم إيران

 لقطة من مؤتمر الدولي الثالث لوزراء خارجية دول جوار العراق (الكويت)

المشاركون فيه وجهوا اتهاماً صريحاً لنظامي دمشق وطهران بعرقلة انتخاب الرئيس اللبناني

انتهى المؤتمر الدولي الثالث لوزراء خارجية دول الجوار العراقي الى اجماع الدول المشاركة فيه على دعم العراق, غير ان اللافت في المواقف ان ثمة خلافات واضحة في قراءة تفاصيل هذا الدعم الذي تحول الى شبه مبارزة ابدى خلالها العراقيون عتبهم على عدم تجسيد وعود الدعم الى حقيقة, وتبارى فيها الآخرون بتقاذف كرة المسؤولية عما يحدث في العراق, حيث برزت مواقف عربية خجولة ودولية واضحة تجاه تحميل بعض دول الجوار مسؤولية ما يشهده العراق من اقتتال, وهو ما حمل ايران على فهم الرسالة والاعلان على لسان وزير خارجيتها منوشهر متكي براءتها من الاتهامات المساقة ضدها.
ولذلك بالنسبة الى دمشق التي تلقفت جيدا رسالة لقاء الدعم للبنان, الذي عقد على هامش اجتماع دول الجوار لتعلن على لسان وزير خارجيتها وليد المعلم اتهاما صريحا ضد الولايات المتحدة وفرنسا, حيث قال تعليقا على لقاء دعم لبنان: »الحق البوم يدلك على الخراب«, في اشارة الى الادارتين الاميركية والفرنسية.
هذا الصدى لبعض المواقف جاء خلافا لما كان يرغب به المعنيون اساسا بالاجتماع, اي الجانب العراقي الذي عبر عن رغبته في ان يخرج بأكثر من وعود الدعم, وان يبلغ الاجتماع الرابع المقبل في بغداد, وقد حقق ما يصبو اليه من امن على المستوى الداخلي واعادة اعمار وازاحة كابوس الديون والتعويضات المترتبة عليه, وهو ما عبر عنه رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي في كلمته خلال جلسة الافتتاح.
ورغم الجهود الحثيثة التي بذلها العراقيون ومعهم بعض الاطراف الدولية وان بشكل خجول, فإن ما رغبت به بغداد لم تفز به كاملا, اقله على مستوى مسألة التعويضات التي اعادت الكويت التأكيد من خلال المؤتمر الصحافي المشترك لوزير الخارجية الشيخ محمد الصباح ونظيره العراقي هوشيار زيباري على انها مسألة تتعلق بقرارات صادرة عن مجلس الأمن ولا تبحث في مؤتمرات, لكنه اكد في المقابل على اهمية تحقيق الأمن في العراق الذي يأتي على رأس الاولويات, فضلا عن ان الكويت اعطت دفعا لعلاقاتها مع العراق, حيث اعلن عن احتمال تعيين سفير كويتي قريبا في بغداد.
هذا الموقف الكويتي حيال العراق والذي جاءت المواقف الاخرى مشابهة له, لاسيما الموقف السعودي الذي اعلن على لسان وزير الخارجية الامير سعود الفيصل, ومفاده ان ثمة معلومات متواترة عن استمرار التدخلات الخارجية المرفوضة في الشأن الداخلي للعراق وتقديم الدعم المالي والعسكري المشبوه لبعض الميليشيات والأحزاب العراقية في انتهاك فاضح لسيادة العراق والعبث في هويته الوطنية, اثار حفيظة وزير الخارجية الايراني الذي بلغ استياؤه الحد الأقصى حيال ما اعلنه مساعد وزيرة الخارجية الأميركية ديفيد ساترفيلد والذي دعا الدول العربية الى تبادل التمثيل الديبلوماسي مع العراق وفتح سفاراتها في بغداد واكد ان هذا المطلب ضروري وملح »لمواجهة زيادة الحضور الايراني المتنامي في العراق«. مضيفا ان ايران تشكل تحديا للمنطقة بأكملها وليس للعراق والولايات المتحدة فقط, وشدد على العرب ان يتواجدوا على الساحة العراقية الى جانب ايران.
ولفت الى الدعم الذي تقدمه ايران للجماعات الارهابية والميليشيات المسلحة في العراق, داعيا الى دعم جهود حكومة نوري المالكي في مواجهة الارهاب.
وقد سارع وزير الخارجية الايراني منوشهر متكي الذي وجد بلاده في قفص الاتهام الى الدفاع عن بلاده رافضا الاتهامات التي وجهت الى طهران بدعم الميليشيات في العراق. وقال ان »اللوم يقع فقط على القوات الاجنبية فايران تقدم دعما قويا للحكومة العراقية وللعملية السياسية ومن غير المنطقي بالتالي اتهامنا بدعم مجموعات ارهابية هناك«.
ولم تكن دمشق افضل حالا حيث تلقت ضربة موجعة تمثلت باقصائها عن اجتماع دعم لبنان الذي تقرر فيه دعم المبادرة العربية لانتخاب رئيس للبنان فورا ودعوة سورية الى اعتماد التمثيل الديبلوماسي مع جارها وكذلك مراقبة حدودها معه ومنع تهريب الاسلحة عبر هذه الحدود وهو ما حمل وزير الخارجية السوري وليد المعلم على شن حملة ضد اجتماع »اصدقاء لبنان« حيث قال في معرض الرد: الحق البوم يدلك على الخراب, وقال عقب لقائه نظيره الفرنسي برنار كوشنير »ان الاجتماع يستهدف تدويل الازمة اللبنانية ووضع حد لجهود الجامعة العربية.. واخشى ان يكون هدفه اخراجها من ايدي الامين العام للجامعة العربية باتجاه التدويل«.
واعترف المعلم بأنه اتصل بالامين العام للجامعة العربية عمرو موسى طالبا اليه عدم حضور الاجتماع لكن الاخير رفض طلبه واصر على المشاركة.
وراح المعلم يوزع اتهاماته يمنة ويسرة فادعى ان مبعوث الامم المتحدة للشرق الاوسط وتطبيق القرار 1559 في لبنان تيري رود لارسن »هو الذي صاغ فكرة عقد المؤتمر واخرجها وربما اصبح بطلها« اما اميركا فاتهمها بانها البلد الوحيد الذي لم يدعم المبادرة العربية في الوقت الذي تهكم عليها بالقول »اخشى ان تنضم اميركا قريبا الى الجامعة العربية«!
من جانبه قال وزير الخارجية الفرنسي برنار كوشنير عقب اللقاء الاول من نوعه على هذا المستوى منذ قررت فرنسا وقف الاتصالات الرفيعة مع دمشق في ديسمبر الماضي انه اثار مع المعلم »مسألة الوضع في لبنان«. واعلن انه دعا المعلم لحضور الاجتماع حول لبنان لكنه رفض تلبية الدعوة وانتقد كوشنير مواقف دمشق صراحة من الازمة اللبنانية. وقال »اعتقد ان سورية تريد حلا لكنه ليس الحل الذي تريده غالبية اللبنانيين

ليست هناك تعليقات: