السبت، أبريل 12، 2008

الكابتن الاسرائيلي والساحر السوري

من علاقة نفعية آثمة قديمة جديدة، بين الكابتن الإسرائيلي والساحر السوري، ولد سحر البقاء السوري القائم على اتفاق منفذ غير معلن مع إسرائيل آمنة. أما المعلن الممنوع من التنفيذ، مفاوضات السلام واستقرار شرق المتوسط.
المسموح لدرجة العهر السياسي والابتذال تبادل الغزل والحرد والتطمينات بين الكابتن والساحر، كما في تموز، وكما في أكبر مناورات عسكرية قام بها الكابتن ما بين 5/4/2008. يقول الكابتن: نحن نناور خمسة أيام فقط، لن نحارب سحر بقائك أيها الساحر لا أنت ولا لبنان المدمر ولا حزب الله (المقاوم).
في هذا المستنقع المقرف، مباحة جداً الممانعات ومبروكة بحرارة على الساحر رئاسة القمة، وفاتنة عباءات التضامن القومي العربي الوهمي الذي يدعيه، وأجمل ما في هذه العباءات خرقاتها وخروقاتها، يتنكبها متباهياً أسد السحر السوري، يحيط به المشعل والفقيه والعماد. والأسد دائماً مثبت عينيه في ذيل الأسد الفارسي، بوصلة مانعة للتوهان. ومباحة جداً دولة يجمع شعبها على يهوديتها، وينقسم حكامها ديموقراطياً على سلام هزلي مع الجيران، وتتفق إدارتها على قدسية اللاسلم واللاحرب حيث تقدر هذه الإدارة على لعب الدور الرئيسي في شرق المتوسط، متيحة لإيران وتركيا أدواراً مهمة تالية، وللعرب كلهم ـ مع الأسف ـ كل الأدوار الثانوية.
السؤال المهم: أين أميركا في عرض الأزياء السياسي السريالي هذا؟
الجواب المهم: أميركا تدلع إسرائيل، وتغمز بعينها للعرب، أن الصبر والحكمة والاتزان أصل الأشياء، وأن العدل أكبر القيم إلا مع الحبيب، حيث التماهي الكلي ومع التماهي يتعمّد المرشح الجمهوري ماكين بالبركة اليهودية، ثم وثم يتم انتخابه الحر رئيساً لوطن الحرية. إسرائيل يهمها أن تدمر الدولة والمجتمع لدى جيرانها وجيران جيرانها. الساحر السوري يفعل ذلك باتقان.
بعض الحكماء الليبراليين وأنصافهم وأرباعهم، يرون عيباً أن لا نشجّع الساحر السوري على السلام؛ بحكم أبديته من جهة، وخوفاً من أن يمنع حكام الإسلام المقبلون شرب العرق من جهة ثانية.
بعض الحكماء الليبراليين وأنصافهم وأرباعهم، أولئك يبنون قصوراً هشة للسلام، وأحلاماً مريضة باستبداد أقل. وكل ذياك البناء على رمال الوهم.
نحن لسنا مع الحرب، نحن مع المفاوضات، نحب الفرح والغد والوطن والحياة والحرية، لكننا نكره الأوهام وقبورها:
ـ قبر القومية في الـ67
ـ قبر الاشتراكية المغرورة في الـ70
ـ قبر الوطن المتسامح في الـ82
ـ قبر الشيوعية في الـ85
ـ قبر جدار برلين في الـ1989
ـ قبر ربيع دمشق في الـ2001
ـ قبر السلام الكاذب في الـ2007
ـ قبر رد الفعل على كل تلك القبور، قبر (الإسلام هو الحل) في كل تلك الأزمنة، وفي ظل كل تلك القبور.
في كل يوم يطلق الساحر السوري من قبعته أرانب بيضاً وسوداً وبلقاء، كسيحة أو عرجاء، ومن كمه العريض مناديل متشحة بالرعب والجوع والدم والورود الاصطناعية:
ـ شهداء لبنان قتلهم الموساد
ـ السنيورة ابن عم الشهداء منتج إسرائيلي
ـ نحن مع الوفاق اللبناني، ومع سلة عون وما فيها من عصي وخوازيق
ـ (آصف) بالإقامة الجبرية
ـ (بشرى) في قطر
ـ (رامي) يستثمر في كل أنحاء المعمورة رغم أنف الأمريكان وفي بحر الحب الخليجي
ـ (العطري) ينثر الأمن الغذائي في جنة الوطن الملعونة، والمسقية بالصرف الصحي للمشافي ودور الدعارة.
النظارة، المتفرجون: موالون ومعارضون في لبنان. معارضون وموالون في سوريا، شعبان من جوعهما لا يريان غير الرغيف وسواد المتوسط والأرز المحروق والبوادي الميتة
النظارة والمتفرجون، مأخوذون، تأكلهم الرهبة، عيونهم مثبتة على الساحر، والساحر لا يرى أحداً، يرى فقط ما في جيوب النظارة قبل وأثناء وبعد الاحتفال الدائم العرض، يقبض بعناية أجوره المجزية من مخرج ومنتج ومصور الرواية الفارسية، ويستند وبثقة بالغة الى بقائه الأبدي وإلى حافظ السادس عشر وليحيا الاتفاق المنفذ غير المعلن مع إسرائيل.
"ولا يفلح الساحر حيث أتى". أما الساحر السوري فيفلح حتى تظهر البجعة السوداء، وقد تظهر على صورة محكمة دولية أو نتيجة صراع عائلي دموي بين القتلة واللصوص حول السلطة والثروة.

ليست هناك تعليقات: