السبت، أبريل 12، 2008

تجاوب عربي مع الموقف السعودي - المصري..

ميليس يرد على رسالة السيّد إلى بان: إختراع وهراء من مشتبه به في الاغتيال

قالت مصادر وزارية لـ «الحياة» ان الانقسام بين الأكثرية والمعارضة على الأولويات يعكس حقيقة المواقف العربية من الأزمة اللبنانية، مشيرة الى ان المرحلة الأولى في جولة السنيورة العربية، والتي شملت مصر والسعودية ودولة الامارات وقطر والبحرين، تمحورت حول التأسيس لموقف عربي موحد، يدعم وجهة نظر الأكثرية الداعية الى انتخاب الرئيس أولاً. ولفتت الى ان السنيورة لقي تجاوباً عربياً مع موقفه تجاوز مصر والسعودية الى دول أخرى خليجية، بينها قطر التي أبدت تفهماً لوجهة نظره.

وأكدت المصادر ذاتها ان السنيورة سيستأنف في غضون أيام جولته على دول المغرب العربي ودول أخرى عربية. وكشفت أنه تشاور مع القادة العرب الذين التقاهم في المرحلة الأولى من الجولة، في شأن مبادرة الحكومة اللبنانية الى دعوة وزراء الخارجية العرب لعقد جلسة طارئة لدرس ملف العلاقات اللبنانية – السورية من جهة، وللنظر في ما آلت اليه الجهود لإنقاذ المبادرة العربية التي تشكل وحدها الإطار العام لحل الأزمة في لبنان.

وأوضحت ان السنيورة نجح في تحضير الأجواء لمصلحة طلب لبنان عقد الجلسة الطارئة لوزراء الخارجية، لكنها قالت ان لا شيء نهائياً على هذا الصعيد، قبل ان يستكمل رئيس الحكومة جولته، ليعود الى مجلس الوزراء من أجل اتخاذ القرار النهائي في شأن الدعوة.

وتابعت المصادر ان معظم الدول العربية يبدي تجاوباً مع الموقف المشترك لمصر والسعودية، القائل ان إقرار سورية بضرورة تسهيل انتخاب الرئيس اللبناني يشكل المعبر الوحيد لتطبيع العلاقات بين سورية وعدد من الدول العربية.

وكانت نتائج الجولة العربية للسنيورة موضع تشاور في الاجتماع الوزاري الذي رأسه مساء أمس في السراي الكبيرة. ونقلت مصادر السنيورة عنه قوله انه لن يرد على الرد الذي جاءه من بري، والذي ورد فيه: «إذا كان الحوار متعذراً بإدارة شيخ المعارضين – كما قال أول من أمس رئيس الحكومة أثناء زيارته البحرين – فما بالك بما أنت فيه قائم مقاماً لرئيس الجمهورية مغتصباً للسلطة، مسبِّباً لتعطيل المؤسسات، بما في ذلك الحوار الذي كان جارياً في تشرين الثاني (نوفمبر) 2006».

الى ذلك، طرأ تطور على صعيد علاقة بري بوزير الخارجية الفرنسي برنار كوشنير، تمثّل في اتصال أجراه الأخير به، واعتبر، بحسب قول مصادر رئيس المجلس لـ «الحياة»، انه وضع حداً للسجال الذي دار بين الجانبين، ومهّد الطريق أمام إعادة الحرارة الى علاقاتهما. وأكد كوشنير الذي يقوم بجولة في آسيا الوسطى، خلال اتصاله ببري ان أبواب فرنسا دائماً مفتوحة له اذا رغب في زيارتها، كما شدّد على تأييده الدائم الحوار بين اللبنانيين.

وبالنسبة الى الدعوة التي أطلقها أول من أمس نائب رئيس الوزراء السابق النائب ميشال المر، لانتخاب رئيس الجمهورية فوراً ومن دون شروط، فإنها أخذت تتفاعل بين النواب المنتمين الى تكتل التغيير والاصلاح برئاسة العماد ميشال عون.

ولوحظ ان معظم النواب الذين علّقوا على دعوة المر، تجنبوا الدخول في سجال من زاوية تعميق الاختلاف بين عون والمر، وأن بعضهم حاول استيعاب المشكلة. كما ان بعض النواب، وعلى رأسهم هاغوب بقراداونيان (حزب الطاشناق) وسليم سلهب، أبدى تفهماً لموقف المر، على خلفية انهم لم يفاجأوا به، وأن اختلافه مع عون كان قائماً من خلال مطالبة المر بانتخاب الرئيس من دون شروط، بخلاف موقف عون الذي يربطه بالتفاهم على السلة الشاملة (حكومة وحدة وطنية وقانون انتخاب جديد).

كما ان موقف المر كان مدار بحث بينه وبين وفد من حزب الطاشناق برئاسة رئيسه هوفيك مختاريان في حضور بقرادونيان والوزير السابق سيبوه هوفنانيان، علماً ان رئيس بلدية برج حمود المنتمي الى الطاشناق شارك في لقاء رؤساء البلديات الذي دعا اليه المر.

وفي هذا السياق، تأكد لـ «الحياة» ان دعوة المر الى انتخاب رئيس من دون شروط، لقيت ارتياحاً لدى البطريرك الماروني نصرالله بطرس صفير الذي نقل عنه زواره امس انه يتمنى ان يحذو الآخرون حذو المر، لأن موقفه يمكن ان يشكل المخرج الذي نبحث عنه لمنع استمرار الفراغ في الرئاسة، خصوصاً ان المر لم ينتقل من ضفة الى أخرى بالمعنى السياسي للكلمة، أي انه لم يترك قوى 8 آذار لينتقل الى قوى 14 آذار، وإنما أراد ان يسجل لنفسه حضوراً مميزاً في ظل احتدام الصراع، يمكن ان يتطور ليشكل نقلة نوعية على طريق إنقاذ البلد، في حال سارعت أطراف الى اتخاذ موقف مماثل لموقف المر.

على صعيد آخر، شهد الوضع في الجنوب اللبناني أمس تطوراً ميدانياً تجلى في مباشرة الكتيبة الإسبانية العاملة في «يونيفيل» وضع أسلاك شائكة في المنطقة الواقعة شمال الغجر. وأوضحت الناطقة باسم القوات الدولية ياسمينة بوزيان ان هذا التدبير اتخذ في الاجتماع الثلاثي الأخير الذي عقد في مقر قيادة الطوارئ في بلدة الناقورة، وشارك فيه قائد القوة الجنرال الإيطالي غراتسيانو وضباط في الجيشين اللبناني والإسرائيلي، وأن الهدف منه منع تهريب المخدرات من المنطقة في اتجاه إسرائيل، إضافة الى خفض التوتر فيها.

في غضون ذلك، تحدث مصدر مأذون له في «الحزب التقدمي الاشتراكي» عن وجود «مدافع من عيار 23 ملم و14.5 ملم في منطقة خلدة التي تقطنها إحدى كبار الشخصيات الوطنية والقومية». وتناول المصدر بسخرية أهداف هذه المدافع، وتمنى على «القوى المسماة وطنية ومعارضة لو أنها اهتمت بسبل حل الأزمة اللبنانية المتفاقمة بفعل إقفال المؤسسات بدل التلهي بملء مستودعات السلاح بمختلف أنواعه وأشكاله لأسباب فارغة كأفكار وشعارات هذه الشخصيات الوطنية جداً».

ميليس والسيد

وفي نيويورك، استهجن ميليس «إدعاء جميل السيد بأنه قبل اعتقاله بثلاثة شهور بادرت لجنة التحقيق الدولية برئاسة القاضي ديتليف ميليس ومساعده المحقق غيرهارد ليمان الى مفاوضات سورية مع اللواء السيد، وطلب منه فيها نقل رسالة الى الرئيس السوري بشار الأسد لإقناعه بتقديم ضحية سورية ذات وزن، تقوم بالاعتراف بالجريمة، ثم يعثر عليها مقتولة لاحقاً، حيث يتم على هذا الأساس تسوية حبية مع سورية على غرار التسوية التي حصلت في قضية لوكربي مع ليبيا»، كما جاء في رسالة السيد الى الامين العام للأمم المتحدة ورئيس وأعضاء مجلس الأمن.

وقال ميليس لـ«الحياة» في نيويورك أمس: «مدهش ما يخترعه رجال في الاعتقال الاحتياطي لسنتين بتهمة الاشتباه بهم في قتل 22 ضحية مدنية بعد مضي ثلاث سنوات على اعتقالهم». ورفض ميليس التعليق، قائلاً ان «التعليق بأكثر كثير» على هذه الادعاءات التي وصفها بأنها «هراء تافه».

وكان السفير السوري لدى الأمم المتحدة، بشار الجعفري، وزع رسالة السيد على أعضاء مجلس الأمن والاعلام، الامر الذي فسره مراقبون بانه مناورة هدفها اقحام الامم المتحدة في مسألة الضباط الاربعة، المعتقلين في لبنان.

ولوحظ ان الرسالة حملت تاريخ 2 نيسان (ابريل)، لكن اسماء سفراء الدول الاعضاء كانت قديمة، اذ وجهت الى السفير الاميركي السابق جون بولتون بدل الحالي زلماي خليل زاد، والى السفير الفرنسي السابق جان مارك دولا سابلير، بدل الحالي جان موريس ريبرت.

جاء في رسالة السيد انه تلقى العرض «حرفياً في منزله»، عبر غيرهارد ليمان «وكان جواب اللواء السيد لا يستطيع نقل تلك الرسالة إلا إذا زودته اللجنة الدولية بأي اثبات يشير على تورط سورية، وإلا فإن السوريين سيعتبرون أنه يستدرجهم الى فخ». وبحسب المذكرة رد ليمان ان اللجنة «لا تملك مثل هذا الاثبات» وأنه أصر على قيام السيد «بنقل الرسالة أو تقديم ضحية وإلا فقد يجد نفسه هو الضحية».

الى ذلك، بعث السفير الايراني محمد خازائي، رسالتين الى الأمين العام ورئيس مجلس الأمن يطالب فيهما من الأمين العام ممارسة «أقصى درجات اليقظة إزاء محتويات تقاريره» الى مجلس الأمن لمنع تحويلها الى «منصة لإطلاق ادعاءات كاذبة ومضللة لا أساس لها تلفقها ضد الآخرين مصادر غنية عن التعريف لا يمكن الوثوق بها مثل النظام الاسرائيلي». وكان السفير الايراني يعلق على تقرير الأمين العام حول القرار 1701 الذي تحدث عن نقل أسلحة متطورة الى لبنان.

ليست هناك تعليقات: