الجمعة، أبريل 18، 2008

الجلاء في سورية يتحول لمناسبة لانتقاد السلطة والنظام

تحولت الذكرى الـ 62 للجلاء عن سورية (عيد الاستقلال) التي تصادف اليوم الخميس إلى مناسبة لانتقاد السلطة والقيادة والنظام السوري

وأصدرت جماعة الإخوان المسلمين المحظورة بياناً اشتكت من خلاله من الحال السوري، وقالت إنه يعاني من "عزلة عربية، وجولان محتل، وأقدام غريبة تجوس خلال الديار، وفصام مفتعل على الساحة اللبنانية، وأحرار يملئون السجون، وسياسات تخويف وإذلال تمارسها الأجهزة الأمنية، وفساد مستشر يتغلغل في النظم البيروقراطية والنفوس المريضة والأيدي الملوثة، واستئثار لا حدود له بالثروة العامة والفرصة الوطنية، وبطالة وفقر وغلاء" وغيره

وذكّرت الجماعة بأن الجلاء كان "إنجازاً وطنياً جماعياًً متقدماً، صنعه الانتماء الوطني بكل تلافيف طيفه، ولم يكن إنجازاً سهلاً، بل اقتضى كثير من المعاناة والتضحيات". ودعت السوريين إلى التساؤل عن "الذل والتجويع والإفقار، وعن مصير عشرات الآلاف من المفقودين السوريين، وعن رجال الفكر القابعين في سجون الظلم. وشددت على أن طريق الجلاء طويل" على حد تعبيرها

إلى ذلك وصفت أمانة بيروت لإعلان دمشق المعارضة الحال الذي آلت إليه البلاد بأنه "حطام اجتماعي (طائفي) وسياسي (طغياني) وثقافي (شعوبي فارسي شيعي)"، مؤكدة أن يد التخريب والتفتيت والترييف والتطييف التي أنتجتها الشمولية البعثية أثّرت على وحدة البلاد

ورأت في بيان لها اليوم أن الاستعمار "ثأر لخروجه من مستعمراته، فعاقب هذه الشعوب ببعث أشرارها.. ليحرقوا الأخضر واليابس مما أنجزته الحكومات الكولونيالية والاستقلالية اللاحقة، فدمرت العمران والاجتماع والسياسة"، و"نهضت السجون وقامت المعتقلات"، لتصبح "العهود الاستعمارية زمناً فردوسياً للحنين، حيث تدفع هذه الشعوب لتحن إلى الأزمنة الاستعمارية مقابل الجحيم الذي أنتجته هذه الوطنيات الفاشية". واتهمت حزب البعث الحاكم بأنه "دمّر دولة الاستقلال الوليدة والمجتمع المدني الوليد، وحوّل الدولة إلى سلطة غاشمة للسطو والقتل والإرهاب"، حسب البيان

ودعت السوريين لأن يأخذوا بحقيقة "أن التحرر من الاستعمار لا يتمخض عن الحرية إن لم يتعاضد عضوياً مع التحرر من الاستبداد"، وشددت على أنه "لا تحرر وطني بلا تحرر سياسي مدني وديمقراطي" وفق تعبيرها

ليست هناك تعليقات: