السبت، أبريل 19، 2008

أولمرت: إيران لن تكون دولة نووية ودمشق وتل أبيب تتبادلان الرسائل... سرا

اكد رئيس الوزراء الاسرائيلي ايهود اولمرت، أن ايران «لن تكون دولة نووية»، مشيرا الى أن الدولة العبرية تشارك في الجهود الدولية «الجبارة» لمنع طهران من حيازة أسلحة نووية. كما كشف أن تل ابيب ودمشق «تتبادلان الرسائل سريا حول نوايا البلدين ازاء السلام».
وقال اولمرت في سلسلة مقابلات تنشرها كبريات الصحف الاسرائيلية اليوم (ا ف ب، رويترز، د ب ا، يو بي اي)، عشية عيد الفصح اليهودي، انه «واثق من أن هذه الجهود ستؤتي ثمارها»، لكنه قال ان اسرائيل «ليست رأس الحربة».
وتابع: «يمكنني ان اقول لمواطني اسرائيل، ان على حد علمي وعلى اساس ما أعرفه وما قرأته، أعتقد أن جهود المجتمع الدولي التي تشمل استخدام كل وسيلة ذات صلة، ستنجح وأن ايران لن تصبح قوة نووية».
واوضح انه «يجب الا تقدم اسرائيل على اطلاق تهديدات كما حصل اخيرا»، في اشارة الى تصريحات الوزير بنيامين بن اليعازر، الذي اعلن ان بلاده «سترد في شدة وستدمر ايران اذا ما اطلقت طهران هجوما عليها». في المقابل، كشف رئيس الوزراء ان تل ابيب ودمشق «تتبادلان الرسائل سريا بهدف استيضاح توقعات الطرف الآخر من اتفاق سلام يعقد بين البلدين»، مشيرا الى أن «كل جانب يعرف مطالب الجانب الآخر». واضاف ان «في المواضيع القائمة بيننا وبين السوريين، هم يعرفون ما أريده منهم وأنا أعرف جيدا ماذا يردون منا»، لكنه رفض الافصاح عن تفاصيل حول هذه الاتصالات.
ورفض الرد على أسئلة حول قصف الطيران الاسرائيلي للمنشأة السورية في منطقة دير الزور في 6 سبتمبر الماضي، وقال ان «ثمة أمورا لست مستعدا للحديث عنها». لكنه أضاف: «سأقول ما يلي فقط: وفقا لما أعرفه جيدا، فان سكان اسرائيل ليسوا مهددين نووياً من قبل سورية».
وهاجم أولمرت، رئيس المعارضة ورئيس حزب ليكود، بنيامين نتنياهو، الذي يردد بأن الحكومة ستنسحب من القدس الشرقية. وقال ان «نتنياهو ركب طيلة حياته على دعاية التخويف، هكذا انتخب رئيسا للحكومة في العام 1996، وهكذا سيحاول أن ينتخب في المستقبل، فقد قال عندها أن (رئيس الحكومة العام 1996، شمعون) بيريس سيقسم القدس وقال عن (رئيس الحكومة السابق ايهود) باراك انه سيقسم القدس، والآن هو يقول ذلك عني».
وفي دمشق، أكد الرئيس بشار الاسد ان سورية «تستعد للحرب مع اسرائيل، وترى انها احتمال قائم»، لكنه استبعد حصولها، موضحا ان «الاسرائيليين عرضوا على دمشق مفاوضات سرية ونحن رفضنا الامر، ولن نقبل باي نوع من التفاوض السري، ليس لدينا ما نخفيه عن شعبنا. ولن نتنازل عن ثوابتنا»، متهما الادارة الاميركية بـ «السعي الى استبدال خيار الحرب بخيار فتنة مذهبية في لبنان وفتنة بين العرب وايران».
وقال في كلمة خلال لقاء جمعه مع المشاركين في مؤتمر «تجديد الفكر القومي والمصير العربي» المنعقد في دمشق اوردتها صحيفة «الاخبار» اللبنانية أمس: «لا احد منا يستبعد خيار الحرب، لكن هناك نقاشا في ما اذا كانت اسرائيل ستشن حربا على لبنان وسورية او ان اميركا ستشن حربا على ايران».
واضاف: «نحن نعرف ان في الادارة الاميركية من يريد هذه الحرب، ونحن نستعد للاسوأ، ونتصرف على اساس ان الحرب مقبلة (...) لكننا نقرأ في المعطيات ولا نرى ان في الافق حربا قائمة». واعتبر ان «الاميركيين يريدون استبدال خيار الحرب بخيار الفتنة، في لبنان يريدون تحويل الصراع من خلاف سياسي الى مشكلة مذهبية سنية - شيعية، وهم يعملون على فتنة بين العرب وايران».
وفي الملف اللبناني، قال: «نشعر بان الولايات المتحدة راضية عن الوضع الحالي، ولا تريد التوصل الى حل في لبنان» بانتخاب رئيس للجمهورية. واضاف: «نحن لا نمانع في المبادرة، لكن ما الفائدة اذا كانت الاطراف التي تملك تأثيرا في لبنان لا تريد ذلك. التقيت وزير الخارجية السعودي الامير سعود الفيصل هنا في سورية، وقلت له اننا مستعدون للتعاون، لكن انتم تملكون تأثيرا اكبر منا في لبنان».
واكد ان «اي مبادرة من جانبنا تحتاج الى علاقة جيدة مع الاطراف الاخرى المؤثرة في لبنان، مثل السعودية ومصر».
الى ذلك، شارك نحو الف من دروز هضبة الجولان، أمس، في الاحتفال بعيد الجلاء (عيد الاستقلال) في سورية، بالتزامن مع مئات من الدروز الذين تجمعوا في الجهة المقابلة على الاراضي السورية.
وتجمع الحشد في «وادي الصيحات» حيث يمر خط وقف اطلاق النار بين اسرائيل وسورية، ورفعوا اعلاما سورية، فيما تظاهر مئات الدروز السوريين في الوقت نفسه من الجهة الاخرى لخط الفصل في الوادي. ومنعت السلطات الاسرائيلية عند معبر القنيطرة 17 من طلبة الجامعات من الجولان من العودة الى قراهم في الهضبة بعدما اتضح أنهم حصلوا خلال دراستهم في سورية على الجنسية السورية.

ليست هناك تعليقات: