الجمعة، أبريل 18، 2008

إيران- سوريا وإسرائيل: حرب أم سلام ؟

القدس، حيفا: كشف رئيس الوزراء الإسرائيلي، إيهود أولمرت، لصحيفة إسرائيلية الخميس أن تل أبيب ودمشق تتبادلان الرسائل لتبيّن التوقعات حول أي اتفاقية سلام مستقبلية بين البلدين. وقالت صحيفة يديعوت أحرنوت الإسرائيلية اليومية، الخميس، إن أولمرت لم يكشف محتويات الرسائل أو يوفر تفاصيل أخرى حول الاتصالات بين الجانبين.

واقتبست الصحيفة عن أولمرت قوله "نعلم ما نريد منهم، وأعلم بالكامل ما يريدونه منا"، وفقاً للأسوشيتد برس.

وكانت محادثات السلام بين الجانبين قد توقفت عام 2000، بعد أن رفضت سوريا عرضاً إسرائيلياً حول إعادة مرتفعات الجولان، التي كانت قد احتلها في حرب يونيو/حزيران عام 1967.

وكانت إسرائيل قد كشفت في السادس من إبريل/نيسان الجاري عن شكل من الاتصالات بين الجانبين.

فقد أكد رئيس الوزراء الإسرائيلي، إيهود أولمرت، أن مناورات الجبهة الداخلية لمواجهة هجوم محتمل بأسلحة غير تقليدية، مجرد "تدريبات روتينية"، مقللاً في الوقت نفسه من شأن تقارير أشارت إلى تزايد التوتر على الحدود الشمالية، تزامناً مع تلك التدريبات الأكبر في تاريخ الدولة العبرية.

وقال أولمرت، في تصريحات له قبيل انعقاد الاجتماع الأسبوعي للحكومة الإسرائيلية الأحد: "إنني أود أن أجعل الأمرواضحاً لا لبس فيه، إنها تدريبات روتينية"، مشدداً على قوله إن "دولة إسرائيل لا تتطلع إلى أية مواجهة عنيفة في الشمال."

وأضاف: "لقد قلنا أكثر من مرة إننا نتطلع إلى إجراء مفاوضات للسلام مع سوريا، وهم يعرفون جيداً حجم توقعاتنا، وإنني يمكنني أيضاً القول إننا كذلك نعرف توقعاتهم، وبالتالي فإن كانت الأمور مهيأة لذلك، فإن هذا هو ما نعتزم القيام به دون أي شيء آخر."

وفي وقت سابق أيضاً، صرح الوزير الإسرائيلي، بنيامين بن أليعازر، أن بلاده تبذل جهوداً من أجل دفع سوريا للعودة إلى طاولة المفاوضات.

وقال إن إسرائيل تواصل بعزم منذ سنوات جهوداً لإعادة إحياء المفاوضات مع دمشق، والتي كانت قد توقفت منذ نحو ثماني سنوات، غير أنه رفض التطرق إلى نتائج هذه الجهود وما تمخضت عنه.

هل يمكن أن تستخدم إسرائيل غواصات ضد إيران؟

وفي ظل توقعاتها بحدوث مواجهة مع إيران تقرر إسرائيل سرا أن ترسل غواصة قبالة ساحل عدوتها اللدود. ولكن كيف السبيل لذلك؟ فالطريق الاسرع من ساحل اسرائيل على البحر المتوسط هو عبر قناة السويس التي تتجنبها الغواصات السرية. ومن ثم تخبأ الغواصة في بطن حاوية تجارية تنقلها الى الخليج. تلك هي حبكة الرواية الاسرائيلية "دبلوماسية تحت البحار". ورغم أن الرواية قد لا تصمد أمام الانتقادات فان مؤلفها شلومو اريل ليس مجرد روائي عادي. فهو أميرال سابق يتمتع بخبرة في أكثر عمليات التخطيط الاسرائيلية حساسية.

ويقول اريل ببساطة عندما يسئل ان كان كتابه يبرز كيف يمكن استغلال أسطول اسرائيل من غواصات دولفين ضد ايران التي دعت قيادتها لمحو الدولة اليهودية "من على الخارطة" لتؤجج المخاوف من البرنامج النووي الايراني "انه خيال محض لكنه خيال واع."

وتملك اسرائيل ثلاث غواصات من طراز دولفين وطلبت اثنتين اخريين من شركة هوفالدسفيرك دويتش فيرفت وهي شركة ألمانية تصنع هذه الغواصات خصيصا بتخفيض كبير في اطار مساعي برلين لدعم الدولة اليهودية.

وتحاط هذه الغواصات بسرية شديدة نظرا للتكهنات بأنها تحمل صواريخ موجهة ذات رؤوس حربية نووية.

ويعتقد الكثير من المحللين أن غواصات دولفين هي الاسلحة التي تحتفظ بها اسرائيل "للضربة الثانية" وهو مصطلح يشير الى نظرية قامت خلال الحرب الباردة على أن أي دولة يمكنها أن تردع أعداءها عن شن هجمات نووية بالاحتفاظ بقدرتها على الرد حتى لو دمرت أراضيها. ووجود "منصة" نووية في البحر هو أفضل ضمان لذلك.

وتنفي ايران أنها تسعى لانتاج أسلحة نووية ويقول خبراء مستقلون ان أمامها أعواما حتى تكتسب هذه القدرة. ويعتقد البعض من ناحية أخرى أن توسيع اسرائيل لاسطول غواصاتها ربما يكون جزءا من تحضيرات لاحباط أي تهديد محتمل في المستقبل بالقوة.

وقال سام جاردنر وهو كولونيل أميركي متقاعد من سلاح القوات الجوية ينظم تدريبات حربية عن الشرق الاوسط لحساب الحكومة الاميركية وعملاء اخرين "لا يوجد في الافق ما يشير الى أن ايران ستملك القدرة على ضرب وسائل الاطلاق النووي الاسرائيلي."

وذكر أن غواصات دولفين ربما تكون جزءا من "قدرات (تسلح) تقليدية للتعامل مع عدد من الاهداف التي تعتقد اسرائيل أنه سينبغي ضربها في هجوم وقائي تقليدي."

وأرسلت اسرائيل طائرات لقصف المفاعل النووي العراقي عام 1981 ولمحت الى أنها قد تتخذ التحرك ذاته ضد المنشات الايرانية اذا فشلت الضغوط الدبلوماسية التي تقودها الولايات المتحدة في كبح جماح الخطط الايرانية.

لكن الغارة في العراق استهدفت موقعا واحدا فحسب وكان قريبا نسبيا من حدود اسرائيل. أما الاهداف في ايران فقد تكون كثيرة العدد وبعيدة بالنسبة للقوات الجوية الاسرائيلية لاسيما وأن الدول العربية أو تركيا التي تفصل بين البلدين سترفض على الارجح منح اسرائيل حق استخدام مجالها الجوي.

ويعتقد أن اسرائيل تملك صواريخ ذاتية الدفع لكن صغر حجمها قد يجعل من اطلاقها بشكل مفاجيء أمرا مستحيلا. وتحولت تجربة سرية في يناير كانون الثاني الى عنوان بارز في الاخبار خلال دقائق بعد أن أبلغ سكان في بلدات قريبة عن تجربة الاطلاق المدوية التي أثارت فزعهم.

ويمكن أن تسد الغواصات هذه الثغرة ولاسيما اذا وضعت في المياه الايرانية. وزاد هذا الاحتمال التكهنات بأن اسرائيل تريد خمسا من غواصات دولفين من أجل أن تسمح لواحدة على الاقل بالبقاء في البحر طيلة الوقت بينما يتم اعداد الغواصات الاخرى لدخول الخدمة.

ويظل السؤال هو الى أي مدى يمكن ارسال هذه الغواصات.

وتقول مصادر في البحرية الاسرائيلية ان غواصات دولفين لا تستخدم قناة السويس لتفادي تفتيشها من قبل ضباط أمن الموانيء المصريين. ويعني هذا أنه لكي تصل الغواصة الى الخليج سيتعين على اسرائيل اما اللجوء الى خدع خيالية مثلما ورد في رواية "دبلوماسية تحت البحار" أو ارسال الغواصات حول أفريقيا وهي رحلة تستغرق شهرا على الاقل.

ويبدى جيسون ألدرويك وهو خبير في الشؤون البحرية بالمعهد الدولي للدراسات الاستراتيجية في لندن شكوكه.

وقال "لا اصدق فكرة (المهام) الدورية . لم تشتر هذه الغواصات بهدف تنفيذ عمليات في الخليج." وغواصات دولفين تعمل بالوقود العادي وليس النووي ومن ثم فانها تحتاج لاعادة التزود بالوقود بشكل منتظم وأعمال صيانة على الشاطيء يرى ألدرويك أنها مناسبة بشكل أكبر لعمليات قريبة في البحر المتوسط.

وتستطيع اسرائيل أيضا الوصول للبحر الاحمر عن طريق ميناء ايلات. لكن مصادر في البحرية قالت انه لا توجد خطط لوضع غواصات هناك لانها ستكون عرضة للحصار عند مضيق تيران في البحر الاحمر الضيق الذي تطل عليه أيضا عدة دول عربية.

ويشير محللون الى أن غواصات دولفين اذا اقتصر وجودها على البحر المتوسط قد تشكل خطر "الضربة الثانية" فقط اذا كانت تحمل صواريخ نووية تقدر على اصابة أهداف على بعد زهاء 1500 كيلومتر.

وأشار لي ويليت من معهد الخدمات الملكي المتحد للدراسات الدفاعية والامنية الى أن غواصات دولفين لا تحوي الاسطوانات العمودية التي تستخدمها غواصات غربية أكبر وأخرى تعود للحقبة السوفيتية لاطلاق الصواريخ ذاتية الدفع.

وقال ان تجارب الحرب الباردة أظهرت أن الرؤوس الحربية النووية أثقل من أن يتم اطلاقها لمسافات طويلة على صواريخ موجهة ومن ثم فلا تستطيع اسرائيل سوى ضرب ايران برؤوس حربية تقليدية فقط اذا أطلقت من البحر المتوسط.

وذكر بأن أي هجوم نووي على ايران من غواصة دولفين ينبغي أن ينفذ من الخليج الامر الذي سيكشف موقع الغواصة غير المدعومة وسيحكم عليها على الارجح بالدمار على يد القوات الايرانية الناجية.

وقال "الفكرة في وجود قوة ردع هو عدم استخدامها... أتصور أن الاسرائيليين وهم يصممون غواصات دولفين لاستخدامها كمنصة للضربة الثانية كانوا يفكرون في أنها ليست مثالية لكنها أفضل ما عندنا."

ولا تتحدث اسرائيل عن قدراتها النووية في اطار سياسة "غموض" تهدف الى ردع خصومها في المنطقة وفي الوقت ذاته تجنب الاستفزازات التي قد تفجر سباقات تسلح.

وبدا أن اريل يؤيد هذا النمط من التفكير. والرسالة التي يتضمنها كتابه الذي استقبل بشكل متواضع في اسرائيل والمتوفر حاليا باللغة العبرية فحسب هي "كيف يمكن استخدام غواصة دون اللجوء للحرب... الامر يتعلق بالتأثير على الحنكة السياسية."

ليست هناك تعليقات: