الثلاثاء، أبريل 15، 2008

وكالة انباء "فارس" الايرانية :نصرالله أمر بنقل جثمان مغنية قبل أن تراه المخابرات السورية

نقلت وكالة انباء "فارس" الايرانية أن أحد أعضاء مجلس الشورى في "حزب الله" اكد أن المواجهة المقبلة مع اسرائيل ستكون، و للمرة الأولى، "حربا هجومية من قبلنا، وعلى الاراضي المحتلة عام 1948".
وأفادت الوكالة أن القيادي في "حزب الله" اكد ذلك في حوار أجراه مع مراسل صحيفة "الحقيقة" السورية قبل اسبوعين على هامش مناسبة اجتماعية اقيمت في احدى ضواحي بيروت.
وقالت الوكالة ان "الحقيقة لم تشر الى اسم هذا القيادي رغبة منه، وذلك لاعتبارات قالت انه يمكن للقارئ أن يتفهمها حيث ادلى في هذا الحوار ببعض المعلومات التي تنشر للمرة الأولى".
وفي ما يتعلق بقضية اغتيال القائد العسكري لـ"حزب الله" عماد مغنية في دمشق، كشف عضو مجلس الشورى في "حزب الله" أن "المخابرات السورية لم تر جثمان الشهيد المغدور، وحين وصلت إلى مكان الجريمة، كان الجثمان قد أصبح خارج الأراضي السورية".
وعن تفاصيل ذلك قال: "كان الحاج (عماد مغنية) أول الإخوة الذين خرجوا من المركز الثقافي الإيراني في كفرسوسة، حيث كان يشارك في احتفال بذكرى انتصار الثورة الإسلامية. وكان من جملة الحضور عدد من نواب كتلة الوفاء للمقاومة نواب "حزب الله" في البرلمان اللبناني. وفور حصول الانفجار خرج عدد من الإخوة إلى الشارع لمشاهدة ما يجري. وقد عرف أحد النواب فورا أن الانفجار أودى بحياة الحاج. فاتصل على الفور بسماحة السيد (حسن نصر الله) ليخبره بالأمر، فطلب منه السيد بشكل جازم أن ينقلوا الجثمان فوراً إلى بيروت دون تمكين المخابرات السورية من مشاهدته. وهذا ما جرى. فقد وضع جثمان الشهيد مغنية في سيارة أحد الإخوة (نواب الحزب في البرلمان)، وتم نقلها على الفور إلى لبنان. ولم تتمكن أي جهة سورية من رؤيته، ربما باستثناء عنصر من الشرطة العادية الموجودة في المنطقة".
وتابع: "بعد أن تأكدنا من خروج الجثمان من الأراضي السورية، اتصل سماحة السيد (حسن نصر الله) بالرئيس الأسد وأخبره أن المستهدف هو الحاج عماد مغنية. وعندها طلب الرئيس الأسد من سماحة السيد عدم اعلان ذلك، لكن سماحته قال له: ليس من عادتنا التستر على شهدائنا أيا كانت مهامهم القيادية، فهم مفخرة لنا".
وجواباً على سؤال يتعلق بالطريقة التي فسر فيها الحزب طلب بشار الأسد هذا، قال عضو مجلس شورى "حزب الله": "كان هناك تفسيران في الحزب، أحدهما ما قاله الرئيس الأسد لسماحة السيد عن أنه ليس مناسبا اعلان الشخصية المستهدفة بعد أن كنتم (أي سماحة السيد) قد أعلنتم قبل أربع سنوات في مجلة الشراع اللبنانية أنه لا يوجد شخص باسم عماد مغنية في "حزب الله". أما التفسير الثاني، وهو الأرجح، فيتعلق بالحرج الذي سيسببه ذلك لسوريا، إذ سيقول الرأي العام إن قائد قوات "حزب الله" التي هزمت إسرائيل في حرب تموز، وعجز العدو و مخابراته وجيشه عن التمكن منه طيلة 25 عاماً وخلال 33 يوماً من الحرب، سقط بكل بساطة في العاصمة السورية التي لم تستطع حمايته، فضلاً عن إمكانية اتهام النظام السوري بإبرام صفقة لبيعه، وهو ما أبدى الرئيس الأسد خشيته منه صراحة خلال حديثه مع سماحة السيد، هذا بالإضافة إلى أن القيادة السورية كانت تخشى توظيف الأمر من قبل الولايات المتحدة ضد سوريا سياسياً لجهة اتهامها بإيواء إرهابيين مطلوبين على أراضيها، ولا سيما أن الإنتربول الذي لم يزل موقعه الرسمي يتعامل معه كمطلوب كان طلب من دمشق رسمياً المساعدة على اعتقاله، وقد نفت دمشق وجوده على الأراضي السورية".
وحول التحقيق بشأن اغتيال الشهيد مغنية، قالت "فارس": "سأل مراسل الحقيقة عما إذا كان التحقيق قد انتهى وما إذا كان سيعلن، فأكد أنه انتهى فعلاً وقال في نفس الوقت إنه سيعلن في الوقت المناسب وإن تأخر قليلاً، فليس "حزب الله" من يسمح باللعب بمصائر مجاهديه".
وعلى صعيد تطبيق القرار 1559، رأى القيادي في "حزب الله" انه لو ان "الرئيس بشار الأسد تصرف بحكمة لكان الجيش السوري بقي في لبنان ولم ينسحب بهذه الطريقة المذلة التي ذكرتنا بانسحابه مهزوما من الجولان في العام 1967، مع الأخذ في الاعتبار الفروق السياسية والقانونية بين الحالتين".
تابع "حتى (النائب وليد) جنبلاط الذي يشكل الآن رأس الرمح الأميركي ـ الإسرائيلي في الخاصرة السورية في لبنان، كان وكما يعرف الجميع ضد الانسحاب الكلي للجيش السوري. فقد ظل يطرح حتى بعد اغتيال الرئيس الحريري فكرة إعادة انتشار الجيش السوري طبقاً للطائف بحيث يبقى في المناطق التي تشكل أهمية استراتيجية بالنسبة لسوريا وبشكل خاص منطقة البقاع والبقاع الغربي، ونقاط الرصد في القمم الجبلية العالية كالباروك وصنين".
وعن جهوزية "حزب الله" بعد عدوان تموز (يوليو) وما إذا كان اغتيال القائد العسكري في الحزب عماد مغنية قد أثر ولو معنويا على هذه الجهوزية، قال عضو مجلس شورى الحزب: "صحيح أن استشهاد الحاج (عماد مغنية ) يعتبر من أكبر الخسائر التي نزلت بصفوف المقاومة منذ استشهاد أمينيه العامين الشهيدين عباس الموسوي وراغب حرب، وأن هذه الخسارة أصابت صفوف الحزب والمقاومة وجمهورهما بحزن كبير، وربما بالإحباط بالنسبة لمن لا يعرف آلية عمل المقاومة، لكن الحزب والمقاومة ليسا فرداً أو مجموعة أفراد، بل مؤسسات بالمعنى الدقيق للكلمة، فما من خبرة يمتلكها مجاهد أو قائد إلا ويعرفها بقية زملائه على المستوى التنظيمي الذي يعمل فيه".
وقال مراسل "الحقيقة" وفق وكالة "فارس": "أكد هذا القيادي أن الشهيد الحاج أنجز مع زملائه قبل استشهاده عملية استخلاص الدروس من حرب تموز نظرياً و تطبيقياً، لكنه رفض الإجابة على تساؤلاتنا بشأن "المفاجآت" التي يخبئها الحزب لإسرائيل في حال حصول أي مواجهة مقبلة، والتي تحدث عنها الأمين العام للحزب في أكثر من مناسبة. ولدى السؤال عن معلومات حصلت عليها ليا أبراموفيتش، مراسلة الحقيقة في إسرائيل، من مصادر إسرائيلية قبل عدة أشهر لجهة أن الخطط العسكرية الجديدة للحزب وربما هذا بعض من المفاجآت التي تحدث عنها نصر الله، تتضمن نقل المواجهة البرية في أي مواجهة مقبلة إلى داخل إسرائيل نفسها، قال(...) ستكون صدمتهم أكبر مما رأوه سابقاً حين سيرون أن المجاهدين سيواجهونهم ليس في جنوب لبنان كما حصل حتى الآن، بل داخل عقر دارهم وفي داخل مستعمراتهم نفسها. فما حصل حتى الآن من حروب كان دفاعياً من جانبنا، أما الحرب المقبلة في حال حصولها فستكون حرباً هجومية من قبلنا. وأنا لا أعني أننا سنبادر بالحرب. ولكن أعني أن أي حرب سيقومون بها في المستقبل ستتحول إلى ما تسميه الجيوش النظامية بالهجوم المعاكس، وسيرون المجاهدين خلف خطوطهم وليس أمامها فقط. وستكون المواجهات البرية، وللمرة الأولى منذ العام 1948، داخل فلسطين نفسها".

ليست هناك تعليقات: