السبت، أبريل 19، 2008

السلطات السورية تمنع احتفالات عيد الجلاء

في سياق موجة القمع وإرهاب المجتمع , قامت السلطات الأمنية في منطقة عفرين , بمنع فرقة المستقبل الفلكلورية من الاحتفال بعيد الجلاء , في انحدار خطير لما وصل إليه العقل الأمني من تخبط وارتباك , ويبدوا انه لم يعد يميز بين إحياء يوم الجلاء , وبين ألوان الفرق الفنية الكوردية , وقد نجده قريبا يغير إشارات المرور .
وفي صباح هذا اليوم قامت وحدات مدججة بالسلاح بمنع الطلبة الكورد في جامعة دمشق من الخروج برحلة عادية إلى اللاذقية , ناهيك عن إرجاع بعض الباصات من منتصف الطريق , بعد اخذ أغلبية البطاقات الجامعية للطلبة واعتقال بعضهم .
أن إحياء يوم الجلاء في ظل الاستبداد , هو تعبير عن الحرية المفقودة والديمقراطية المنكوبة , والاستقلال المرتهن بالاستبداد وهدر الإنسان وانتهاك كرامته , وإذا كان العقل الأمني بات بعيدا عن قيم الجلاء ومعانيه , وتضحيات كافة شرائح وقوميات واثنيات المجتمع السوري في نيله , فان منع الاحتفال به , يشكل استخفافا بكل دماء شهداء الحرية السوريين , ويضع مسمارا إضافيا في نعش وطن بات مزرعة منهوبة ومنكوبة .
أننا في تيار المستقبل الكوردي نحيي ذكرى الجلاء بكل قيمه ومعاني الحرية التي أوجدها في المجتمع السوري المتعدد القوميات والاثنيات , ونعتبر الفعل السلطوي , تكريس لنهج تفتيت المجتمع وإلغاء أي موروث وطني يربط أبناءه ويوحد مصيرهم , ومنع الفرق الفنية الفلكلورية من الاحتفال , ومنع الطلبة من الخروج للطبيعة , بهذا الأسلوب العسكري من حيث العدد والجاهزية القتالية , والمسدسات والرشاشات المرفوعة , يجسد الرؤية الأمنية وشكل تعاطيها مع تعبيرات المجتمع السوري بعامة والفعالية الكوردية بخاصة .
أننا إذ نجد في الفعل الأمني , استمرار لعسكرة المجتمع وإخضاعه , ويعبر ليس عن القبضة الأمنية فحسب , بل عن حالة الذعر والارتباك التي يعانيها العقل الأمني , نأمل بذات الوقت من كافة أبناء الشعب السوري العمل على تكريس قيم الجلاء في المجتمع , صيانة له ومواجهة الفعل التفتيتي للنظام , كما ندعو كافة الشباب الكورد إلى الحذر من ما يخطط له النظام , فما يقوم به يؤسس لحالة وطنية كارثية قادمة , ومن الضرورة التعاطي السياسي معها , ومواجهتها بكل وسائل المقاومة المدنية , فهي سبيلنا إلى بناء سورية تعددية وتشاركية وتداولية وتعاقدية .

ليست هناك تعليقات: