الأربعاء، أبريل 23، 2008

كارتر: "حماس" ستعترف بحق الدولة العبرية في "الجيرة" والأسد "متلهف للغاية" للاجتماع بالمسؤولين الإسرائيليين

القدس, رام الله - وكالات: قال الرئيس الاميركي الاسبق جيمي كارتر, امس, ان "حركة حماس" ابلغته انها "ستعترف بحق اسرائيل في العيش بسلام كجارة, اذا تم التوصل الى اتفاق سلام يوافق عليه الشعب الفلسطيني في استفتاء", فيما أعلن رئيس الوزراء الاسرائيلي ايهود اولمرت ان قضية القدس "هي آخر قضية في قائمة المفاوضات مع الفلسطينين".
واوضح كارتر, في كلمة امام المجلس الاسرائيلي للعلاقات الخارجية في فندق الملك داود بالقدس, في أعقاب اجتماعه في دمشق مع رئيس المكتب السياسي لحركة حماس خالد مشعل, ان مسؤولي الحركة أبلغوه انهم "سيعترفون بدولة فلسطينية داخل حدود 1967, اذا ما وافق الفلسطينيون على ذلك, وانهم سيقبلون بحق اسرائيل في العيش بسلام كجارة لهم", مضيفا انهم سيوافقون أيضا على ان يتم التفاوض على مثل هذا الاتفاق, من قبل اولمرت والرئيس الفلسطيني محمود عباس, شرط ان "يتم طرح الاتفاق على الشعب الفلسطيني, للحصول على الموافقة الكلية حتى لو لم توافق حماس على بعض بنود الاتفاق".
ولفت الرئيس الاميركي الاسبق, الى ان الحركة مستعدة كذلك لتشكيل حكومة جديدة مع الرئيس الفلسطيني, "ليست من حماس او فتح بل من تكنوقراط", اضافة الى تشكيل قوة شرطة محترفة, مؤكدا ان هناك اجماعا شبه عالمي, على انه لم يتم احراز تقدم في محادثات السلام منذ استئنافها في مؤتمر انابوليس, ويزداد غضب الفلسطينيين مع مواصلة اسرائيل بناء المستوطنات, والابقاء على مئات الحواجز في الضفة الغربية.
وجدد تأكيده على ضرورة اشراك حماس وسورية, في اية محاولة للتوصل الى حل سلمي للنزاع في الشرق الاوسط, مشيرا الى ان استبعادهما "يزيد من دائرة العنف وسوء الفهم والعداء", مضيفا "اننا نرى ان المشكلة ليست انني التقيت (مسؤولين من) حماس في سورية, بل المشكلة هي ان اسرائيل والولايات المتحدة ترفضان لقاءهم".
واشار كارتر الى ان حماس رفضت عرضه بوقف اطلاق النار من جانب واحد لمدة 30 يوما, مؤكدا انهم "لا يثقون بأن اسرائيل ستستجيب لذلك بتخفيض الهجمات على غزة والضفة الغربية", ولفت الى ان حماس وافقت على السماح للجندي الاسرائيلي جلعاد شاليط المختطف في قطاع غزة منذ يونيو 2006, بكتابة رسالة الى والديه.
الى ذلك, أكد الرئيس الاميركي الأسبق, أن الولايات المتحدة واسرائيل ترتكبان خطأ لرفضهما أن تربطهما أي علاقة بحركة حماس وسورية, لأنه ليس هناك أي شك لدى أي شخص في أنهما يجب أن تشاركا في الاتفاق النهائي الخاص باحلال السلام في الشرق الأوسط, متسائلا "كيف يمكن استبعاد حماس وسورية من عملية التوصل الى الاتفاق, في الوقت الذي يجب أن تشاركا في تنفيذه".
وأشار كارتر الى أنه في حالة توصل الرئيس الفلسطيني ورئيس الوزراء الاسرائيلي لاتفاق سلام, واذا وافق الفلسطينيون أنفسهم على الاتفاق عن طريق استفتاء يقوم مركز كارتر ومراقبون دوليون بمراقبته, فان حماس ستقبل به حتى وان كانت تعارض بعض ملامحه.
أما بالنسبة لامكانية عقد محادثات سلام بين سورية واسرائيل, قال الرئيس الاميركي الأسبق, ان الأمر يعود الى الاسرائيليين, بيد أنه أكد أن الرئيس السوري بشار الأسد "متلهف للغاية" لأن يجتمع بالاسرائيليين, ويبدأ معهم مفاوضات بدعم ووساطة أميركية ومن دون أي شروط مسبقة, لافتا الى أن الأسد أكد أن 85 في المئة من الخلافات قد حلت, واضاف "لهذا لا أعتقد أن هناك أي شك في حرصه على المضي قدما".
في سياق متصل, ذكرت مصادر فلسطينية, لوكالة أنباء "معا", أن مشعل قدم ورقة للرد على طروحات كارتر, وأنه عقد سلسلة اجتماعات مكثفة بحضور القياديين محمود الزهار وسعيد صيام في دمشق, واعدوا ورقة تتضمن موافقة الحركة على تهدئة في قطاع غزة كبداية, ووقف العمليات ضد اسرائيل مقابل رفع الحصار وفتح المعابر, مشيرة الى "ان موضوع التهدئة أصبح منتهيا".
وكشفت المصادر أن الحركة لديها القابلية لجهة عدم المشاركة في اي حكومة وحدة وطنية مقبلة, مشيرة الى "ان تصريحات وزير الخارجية المصري احمد ابو الغيط الاخيرة لم تأت اعتباطا, بل عن دراسة مصرية بأن أي حكومة تشارك فيها حماس سوف تعيق المسار السياسي, وحماس من جهتها أوضحت للمصريين موقفها بأنها تدعم المسار السياسي الذي يقوده طرف ثالث وانها لن تشارك".
الى ذلك, قلل رئيس لجنة الخارجية والأمن التابعة للكنيست الاسرائيلي تساحي هنجبي, امس, من النتائج المتوقعة لوساطة كارتر, وقال في تصريحات نقلتها الاذاعة الاسرائيلية, "ان الرئيس كارتر الذي يحاول التوسط بين اسرائيل وحركة حماس, يقوم بتحرك هو ضرب من الخيال والهذيان".
من جانبه, قال الوزير في الحكومة الاسرائيلية وزعيم حركة شاس ايلي يشاي, عقب اجتماعه مع كارتر, ان صحة الجندي الاسرائيلي "جيدة", وأن اسرائيل ستستلم رسالة منه في القريب العاجل.
وذكرت الاذاعة الاسرائيلية, انه بعد ان أبلغه كارتر أن حماس وافقت على تسليم شاليط الى مصر ضمن صفقة شاملة, وان مشعل يرفض لقاءه, اكد يشاي "انه على استعداد لمقابلة أدنى المستويات في حماس من أجل اطلاق سراح شاليط", مشيرة الى ان كارتر فشل في الحصول على معلومات عن الجندين الاسيرين لدى "حزب الله".
من جهتها, رفضت حركة الجهاد الاسلامي, بعيد ساعات من تصريحات كارتر, اي استفتاء على اي اتفاق سلام مع اسرائيل مخالف "للثوابت" الفلسطينية, واكد القيادي في الحركة خالد البطش في بيان صحافي, ان المفاوضات التي تجريها السلطة الفلسطينية "لن تكون لصالحنا وانما تصب بالكامل في صالح العدو", مشددا على ان البحث في تهدئة مرتبط بكونها شاملة للاراضي الفلسطينية, ومتبادلة ومتزامنة, وتتضمن رفع الحصار وفتح المعابر.
على صعيد متصل, قال رئيس الحكومة الاسرائيلية ايهود اولمرت, في مقابلة مع صحيفة "يديعوت أحرنوت", امس, ان جميع المسائل المطروحة بين الطرفين للتفاوض, يتم بحثها بكل هدوء بعيدا عن وسائل الاعلام, مشيرا الى انه "تفاديا لتعثر المفاوضات فان قضية القدس هي في آخر القائمة", واكد استمرار الاستيطان في مستوطنات القدس, وانها ستبقى خاضعة للسيادة الاسرائيلية, في أي تسوية يتم التوصل اليها.

ليست هناك تعليقات: