الأربعاء، أبريل 16، 2008

موسى: لا بدّ من اجتماع وزاري عربي ولا يمكن لدمشق أن تمنعه


جنبلاط لـ"المستقبل": أدعو الى فتح ملفات "سيدة النجاة" وقصير وعيراني و"المدينة" لعصابة النبي أيلا

على مسافة أسبوع من موعد 22 نيسان المحدد لانتخاب رئيس للجمهورية، تتكثّف حركة الاتصالات لبنانياً وعربياً من أجل الافراج عن المبادرة العربية لحلّ الأزمة في لبنان.
وفيما عاد رئيس مجلس الوزراء فؤاد السنيورة الى لبنان بعد زيارة الأردن ضمن جولته العربية، وفي انتظار المرحلة الثالثة منها، واصل رئيس مجلس النواب نبيه بري جولته، وانتقل الى قطر حيث يلتقي كبار مسؤوليها.
وكان بري وصف قبيل مغادرته القاهرة زيارته الى مصر بأنها "أكثر من ناجحة على كل المستويات"، وقال "ان الأشقاء في مصر يعتبرون أن كل اللبنانيين من دون استثناء لا تمييز بينهم (..)".
موسى
وفي سياق متصل، أكد الأمين العام لجامعة الدول العربية عمرو موسى في حديث الى محطة "أخبار المستقبل" أن "دمشق بصفتها رئيس القمة العربية لا تستطيع منع انعقاد اجتماع وزاري عربي لدعم لبنان"، مشدداً على ضرورة التئام هذا الاجتماع قريباً، معلنا أنه "بصدد التحضير لجولة عربية بهدف تفعيل المبادرة العربية من أجل ايجاد حلّ للأزمة اللبنانية التي تشكل خطرا على المنطقة بأسرها اذا استمرت"، مشيرا الى "خطورة أن يترك البلد في حالة هشّة في ظل الظروف الاقليمية الحالية".
وعلى هامش مشاركته في افتتاح معرض لندن للكتاب، شدد موسى على أن لبنان يحتاج الى "حلّ عربي وليس مبادرات فردية"، وقال "لا يمكن أن يترك لبنان بلا رئيس، وبلا حكومة وحدة وطنية بسبب حالة التشرذم والانقسام التي وصل اليها"، وقال "نحن نشتغل في هذا الجانب وما زلنا نبحث أيضا في موضوع العلاقة بين سوريا ولبنان في إطار المبادرة العربية (..)".
توازياً، من المقرر أن يحضر الشأن اللبناني في المباحثات التي يجريها في واشنطن غدا وزير الخارجية المصري أحمد أبوالغيط مع كبار المسؤولين في الادارة الاميركية والكونغرس. وقال المتحدث باسم الخارجية المصرية حسام زكي انه "من المتوقع أن يناقش أبو الغيط الأزمة اللبنانية بكافة أبعادها في ضوء الاهتمام الكبير الذي تبديه مصر لاخراج لبنان من أزمته الحالية من خلال انتخاب رئيس جديد للجمهورية (..)".
من جهته، أكد المتحدث باسم الرئاسة المصرية السفير سليمان عواد أن "الاتصالات بين مصر والاطراف العربية مستمرة لتحريك الموقف في لبنان"، وقال ان "هذه الاتصالات تتسارع في محتواها غير أن الموقف لايزال مبكرا للحديث عن نتائجها"، وشدد على "ضرورة الإسراع في وضع حلول للأزمة اللبنانية والقضية الفلسطينية".
وأشار الى أن لقاء الرئيس حسني مبارك مع الرئيس بري "كان واضحاً كل الوضوح وصريحاً في عرض موقف مصر من تطورات الأزمة في لبنان منذ ما قبل حلول موعد الاستحقاق الرئاسي"، وقال "ان مصر تتطلع لمواقف جديدة تحقق تقدماً سريعاً وملموساً سواء من جانب الشقيقة سوريا أو من الأطراف اللبنانية الذين تقع عليهم المسؤولية الأساسية في تحقيق الوفاق"، لافتا الى انه "حتى الآن لا استطيع القول ان هناك جديدا أو ضوءا يلوح في الأفق"، مشددا على أن "المطلوب تحقيق وفاق لبناني ينبذ الخلافات ويعلي مصالح لبنان ويتعاون مع الجهود الاقليمية لتحقيق الانفراج السريع دون إبطاء".
ولفت عواد الى أن الرئيس مبارك "تحدث مع الرئيس بري حول رؤية مصر للوضع في لبنان ولم يتم التطرق الى أوضاع علاقات لبنان مع سوريا الشقيقة"، واصفا هذه العلاقات بأنها "ليست في أحسن حالاتها، ليس فقط بسبب تجاهل الأزمة اللبنانية قبل وخلال القمة العربية، وليس فقط لأن هناك مظاهرات تم تنظيمها أمام السفارة المصرية في دمشق، ولكن لأن هذه العلاقات لها أساس راسخ بين أخوة واشقاء كانوا في وقت من الاوقات في أواخر الخمسينيات وأوائل الستينيات من القرن الماضي دولة واحدة"، مضيفا "ان هناك أساسا قويا، والوضع الطبيعي أن تعود العلاقات الى ما كانت عليه من قوة، وليس الوضع كما يبدو عليه الان".
جنبلاط
الى ذلك، وتعليقاً على ما سمّي لقاء تضامنياً مع الضبّاط الأربعة الموقوفين للاشتباه بهم في جريمة اغتيال الرئيس الشهيد رفيق الحريري ورفاقه، والذي انعقد في بلدة النبي ايلا في البقاع قبل ايّام، دعا رئيس "اللقاء الديموقراطي" النائب وليد جنبلاط الى فتح ملفات احداث حصلت في زمن النظام الأمني.
وقال في تصريح لـ"المستقبل" امس "وصلتنا رسالة المجتمعين في النبي ايلا، لكن اذا كانت العصابة ورأسها في سجن رومية يظنان أنّ في وسعها التهديد يميناً ويساراً وترهيب القضاء والناس، فهما يخطئان الحساب". وأضاف "نذكّر رئيس عصابة النبي أيلا كيف أنه اخترع قضية كنيسة سيّدة النجاة من أجل ادخال سمير جعجع الى السجن، وقد تمّت تبرئته لاحقاً من تفجير الكنيسة ومن دماء ضحايا التفجير".
وقال جنبلاط "نتمنى على القضاء أن يفتح مجدّداً ملف كنيسة سيدة النجاة عندما كان رئيس العصابة لا يزال في الأمن العسكري، وأن يفتح ملف اغتيال رمزي عيراني وملف مطاردة الشهيد سمير قصير وملف بنك المدينة، زمن وجود رئيس العصابة على رأس الأمن العام وشريكه ريمون عازار في الأمن العسكري، عندما كان هؤلاء يرهبون اللبنانيين بإمرة معلمهم رستم غزالي".
وختم جنبلاط بالقول "إن تحويل هؤلاء سجن رومية الى ميدان لاطلاق التهديدات منه استفزاز للبنانيين وذوي الضحايا ولن نقبله".

ليست هناك تعليقات: