الاثنين، أبريل 21، 2008

زيارة كارتر تجدد إثارة اتصالات سورية وإسرائيل

أنباء عن صفقة متكاملة تشمل حزمة ملفات إقليمية

القاهرة: مع زيارة عراب اتفاقية السلام بين مصر وإسرائيل الرئيس الأميركي الأسبق جيمي كارتر إلى دمشق تجددت مرة أخرى الأنباء الواردة من مصادر إسرائيلية وغربية حول اتصالات جرت بين سوريين وإسرائيليين، بلوروا عبر سلسلة من الاجتماعات السرية التي تستهدف تحريك المفاوضات المتعثرة منذ العام 2000 مشيرة إلى ما وصفته بإبرام صفقة متكاملة تشمل عدة ملفات إقليمية منها المسألة العراقية والأزمة السياسية في لبنان، فضلاً عن القضية الفلسطينية، ومراجعة دور دمشق في تشجيع ودعم الفصائل الراديكالية، بالإضافة إلى بحث إمكانية تقليص تحالفها الاستراتيجي مع طهران أيضاً .

وفي هذا السياق نسبت أخيراً تصريحات لوزير البنى التحتية الإسرائيلية بنيامين بن اليعازر قوله "إن حكومة إسرائيل بذلت جهوداً كبيرة خلال الفترة الماضية لدفع سورية إلى استئناف مفاوضات السلام"، لافتاً إلى أن هذه الجهود استمرت لمدة عام كامل دون أن يحدد النتائج التي أسفرت عنها تلك الاتصالات .
وأكد كارتر في تصريحاته أن طريق السلام لا بد أن يمر عبر دمشق، غير أن جهود كارتر التي تتمحور بالأساس حول أمكانية وقف إطلاق النار في غزة، تصطدم بسياسة "العزل والتهميش" التي تتبناها واشنطن التي تربط القضية بعلاقات سورية مع إيران، ودورها السلبي في الأزمة اللبنانية وإيواء الفصائل الفلسطينية الراديكالية .

وتعددت الروايات التي يكتنفها الغموض حول الرسائل المتبادلة غير المعلنة، كما تعددت أيضاً أسماء الوسطاء، غير أن الرئيس السوري أرسل إشارات هامة إلى حكومة إيهود أولمرت رئيس الوزراء الإسرائيلي، فقد أبدى الأسد استعداد بلاده لخوض الحرب وإن كان يستبعد ذلك وفقا للمؤشرات على الأرض، إلا أن أولمرت قال إن المفاوضات لن تستمر حتى توقف سوريا دعمها للميليشيات الفلسطينية وتقلص من تحالفها الاستراتيجي مع إيران، إذ يتهم البيت الأبيض سورية بإيواء عناصر الجماعات "الجهادية" المسلحة التي تتورط في أعمال العنف بالعراق .

قصة الاتصالات
ووفقاً لتسريبات نشرتها صحف إسرائيلية من بينها صحيفة (ها آرتس) فإن الخطة التي جرى التباحث بشأنها مع سورية تقضي بأن يجري تحويل جزء كبير من هضبة الجولان لصالح كل من إسرائيل وسورية على حد سواء، فيما يتم إخلاء الحدود من الجانبين من الجيش، على حد قول الصحيفة، وأضافت هاآرتس أنه نشبت خلافات بين الطرفين، منها على سبيل المثال طلب المفاوض السوري أن يتم الانسحاب على مدى خمس سنوات، فيما طلب الإسرائيليون أن يستغرق ذلك خمس عشرة سنة على الأقل .

وفي خلفيات تلك الاتصالات فعلى الرغم من أن إبراهيم سليمان رجل الأعمال الأميركي من أصل سوري لم يكن فوض رسمياً في اجتماعات أنقره مع الإسرائيليين، غير أن معارضين سوريين ربطوا بين هذه التحركات السرية، وبين المحكمة الدولية لمحاكمة المتورطين في اغتيال رئيس الوزراء اللبناني الأسبق رفيق الحريري، واتهموا سورية بالسعي إلى مقايضة المحكمة بإطلاق عملية سلام وفق قواعد جديدة .
ومضت المصادر قائلة أن الممثل السوري في المحادثات إبراهيم سليمان، زار القدس ونقل رسالة إلى مسؤولين كبار في وزارة الخارجية الإسرائيلية برغبة سورية في التوصل إلى اتفاق مع إسرائيل، وقالت "إن السوريين طلبوا مساعدة لتحسين علاقاتهم مع الولايات المتحدة وبخاصة في رفع الحصار المفروض على سورية، وإنهاء حالة التهميش"، حسب المصادر المشار إليها .

وخلال شهر آب (أغسطس) من العام 2005، توصل الجانبان السوري والإسرائيلي إلى ما يمكن وصفه بالنسخة النهائية للوثيقة التي تعد أساساً لبدء التفاوض بين دمشق وإسرائيل، أما الاجتماع الأخير، فعقد بعد نحو عام، وتحديداً في خضم حرب يوليو 2006 في لبنان، يوم قتل حزب الله ثمانية اسرائيلين في الجليل، ثم عادت الأنباء لتتجدد مرة أخرى بالتزامن مع زيارة جيمي كارتر إلى سورية أخيراً كما أسلفنا .

ليست هناك تعليقات: