السبت، أبريل 26، 2008

اكرمان: لا اتفاق مع ديكتاتور دمشق ولبنان ليس للبيع والعدالة ليست سلعة

غاري اكرمان  Gary Ackerman

انقسم اعضاء الكونغرس والخبراء حول جدوى حوار ممكن لواشنطن مع دمشق، لكنهم اجمعوا على ضرورة ابقاء الموضوع اللبناني خارج هذا الحوار ان حصل يوما. وقال رئيس اللجنة الفرعية لشؤون الشرق الادنى وجنوب آسيا عضو الكونغرس الديموقراطي غاري اكرمان اثناء جلسة استماع، اول من امس، انه اثناء فترة ادارة الرئيس جورج بوش، «فرت دمشق (من العدالة) رغم ارتكابها جرائم».
وقال اكرمان: «في محاولتها لاعادة لبنان الى سابق عهده تحت السيطرة السورية، دمشق بالتأكيد مسؤولة عن موجة اغتيالات قادة الاستقلال في لبنان مع مطلع العام 2005، بدءا بـ (رئيس الوزراء السابق) رفيق الحريري ومرورا بوزراء وبرلمانيين واعلاميين وعشرات من المدنيين الابرياء».
واتهم سورية، بعرقلة انتخابات الرئاسة اللبنانية منذ نوفمبر الماضي «لان الكثير من اللبنانيين في مواقع السلطة كقادة حزب الله وامل و(النائب ميشال) عون، يلتزمون مصالح سورية وايران ومصالحهم الشخصية اكثر من التزامهم مصالح بلدهم».
كما اتهم سورية بتسهيل «حركة الجهاديين الذين يقتلون جنودنا في العراق... وتسهيل عبور الجهاديين الى لبنان وتسليحهم وتوجيههم للقتال في وجه الدولة اللبنانية». وقال: «لن يكون لنا اتفاق مع ديكتاتور دمشق. لبنان ليس للبيع والعدالة ليست سلعة لتتاجر بها الولايات المتحدة. ان المحكمة الخاصة (بلبنان) ستباشر عملها وسيدفع المذنبون ثمن جرائمهم ولن تثنينا القنابل او التهديدات او الوعود الفارغة بالسلام».
وانتقد اكرمان الدعوات الى الحوار مع دمشق، وغمز من ناحية السناتور الجمهوري ارلين سبكتر الذي دعا الى تطبيع العلاقات مع سورية من دون ان يسميه، وقال ان من يدعون الى هذ الحوار يعتبرون ان «في مقابل حصول سورية على الجولان، واستعادة سيطرتها على لبنان، وتخليها عن حزب الله وحماس واغلاقها الباب في وجه ايران واستتباب الوضع في العراق... سيواجه ملالي ايران شرق اوسط موحداً ويتخلون عن طموح الهيمنة والثورة الاسلامية وبرامجهم النووية».
واضاف: «هذه قصة جميلة، الا انني غير مقتنع لانها وهم. ان العلاقة بين سورية وايران طويلة ومستمرة ومبنية على مصالح مشتركة... لا يجب ان يعني اي حوار مع سورية التنازل امامها».
بدوره، تحدث الديبلوماسي المخضرم السابق مدير معهد سابان في مركز بروكنغز مارتن انديك، عن ظروف التسوية في العام 1990 بين واشنطن ودمشق، وقال ان الاتفاق آنذاك قضى «بان تقوم سورية بنزع سلاح حزب الله وتعقد سلاما بين لبنان واسرائيل وبينها وبين اسرائيل في مقابل استعادتها الجولان والاعتراف بسيطرتها على لبنان».
واضاف: «لكن الوضع تغير اليوم، ورفعنا لبنان عن طاولة المفاوضات، وصار المطلوب من سورية اغلاق اراضيها امام امداد حزب الله بالسلاح واغلاق مكاتب المنظمات الارهابية في سورية في مقابل اعادة الجولان... سيكون من الطبيعي ان يؤدي هكذا اتفاق الى ابتعاد ايران عن سورية».
وقال انديك ان امام الادارة المقبلة، 3 خيارات «اما تغيير النظام السوري، او الاحتواء والعزل عبر المزيد من العقوبات، او الحوار والتفاوض عبر مزيج من العقوبات والمحفزات الايجابية... اعتقد ان على الرئيس المقبل السير بالخيار الثالث». وحذر من انه «في حال عدم تدخل واشنطن في حوار اسرائيلي – سوري، قد يتمكن الطرفان من التوصل الى اتفاق عبر تركيا وقد يؤذي اتفاق كهذا لبنان في غياب الولايات المتحدة عن طاولة المفاوضات».
واعتبر ان في كل السيناريوات، لا خوف على المحكمة الدولية الخاصة بلبنان فهي تعمل بقرار من مجلس الامن وليس بامكان احد المساومة عليها.
اما آخر الشهود في الجلسة، موظف الادارة السابق والباحث ايضا في مركز بروكنغز بيتر رودمان، فدعا الى تفادي الحوار مع سورية لانه غير مجد. واضاف: «سورية دولة ضعيفة وتجذب الانتباه اليها عبر تحالفها مع ايران واثارتها القلاقل في المنطقة».
وتابع: «اذا كانت سورية تسعى الى صفقة معنا ومع الاسرائيليين، فانها تسعى الى ذلك بطريقة خاطئة. يجب الا نبتلع الطعم في موضوع الجولان ونعقد علاقتنا مع حلفائنا العرب وكأننا نكافئ من ساعد على قتل الاميركيين في العراق. قد يقول البعض اننا في وضع صعب ونحتاج سورية، لكن الخضوع للابتزاز خطأ».
واعتبر ان التصرفات السورية «لا تشي بانهم سيكتفون باستعادة الجولان... واذا كان الوضع كذلك، فليس لدينا اكثر من ذلك لنقدمه اذ ان لبنان ليس مطروحا للتفاوض».

ليست هناك تعليقات: