الجمعة، أبريل 25، 2008

رايس «يائسة» من احتمالات تبدل موقف دمشق و برّي لم يطلع مبارك على قراره ربط الانتخاب بالحوار

دخلت أزمة الفراغ الرئاسي اللبناني مرحلة جديدة من التجاذب على الصعيد الخارجي، فيما الاتصالات واللقاءات بين القوى اللبنانية ولا سيما المعارضة والأكثرية، مجمدة وسط مزيد من الاقتناع في الأوساط العربية والدولية بصعوبة إحداث اختراق في جدار الأزمة في المرحلة القريبة المنظورة.

وفيما قالت مصادر رئيس البرلمان نبيه بري انه ينتظر بضعة أيام لمعرفة رد قيادات قوى 14 آذار على اقتراحه إحياء طاولة الحوار الذي ربط به تحديده موعداً جديداً لجلسة انتخاب رئيس الجمهورية بعدما تأجلت الجلسة الثامنة عشرة التي لم تعقد أول من أمس، من دون تحديد الموعد التاسع عشر، ذكرت المصادر نفسها ان رئيس اللقاء النيابي الديموقراطي وليد جنبلاط الذي التقاه أول من أمس وعد بالتشاور مع قادة الأكثرية حول هذا الاقتراح.

ونفى الرئيس المصري حسني مبارك من برلين التي زارها أمس حيث اجتمع lu المستشارة الألمانية انغيلا مركل، ان يكون الرئيس بري أطلعه (أثناء استقباله إياه في مصر قبل زهاء أسبوعين) على نيته إقفال المجلس النيابي الى موعد غير محدد وحتى عقد الحوار الذي اقترحه.

وفيما تواصلت التحقيقات في مقتل القياديين الكتائبيين في مدينة زحلة البقاعية الأحد الماضي بحثاً عن الجناة، وسط معلومات عن تمكن الأجهزة من تحديد مكان لجوء بعضهم، فإن التوتر القائم بعد الجريمة، تلازم مع استمرار التباعد في المواقف بين الأكثرية ومعها عدد من الدول المعنية التي تصر على أولوية انتخاب قائد الجيش العماد ميشال سليمان رئيساً للجمهورية، كما جاء في بيان «أصدقاء لبنان» بعد الاجتماع العربي – الدولي في الكويت، وبين المعارضة ومعها سورية وإيران وقطر بالإصرار على تنفيذ المبادرة العربية في إطار سلة تشمل الاتفاق المسبق على الحصص في حكومة الوحدة الوطنية وقانون الانتخاب.

وتردد مساء أمس ان رئيس الكتلة الشعبية الزحلية النائب المعارض الياس سكاف الذي يعد الجناة من مناصريه، دعا الى مؤتمر صحافي في زحلة ظهر اليوم، فيما دعا «حزب الكتائب» الى اعتصام في محيط المكان الذي سيُعقد فيه سكاف المؤتمر.

واتهم رئيس حزب «القوات اللبنانية» الدكتور سمير جعجع في تصريح له مساء «حزب الله» بأنه «نقل» المشتبه بارتكابه جريمة زحلة التي أودت بالكتائبيين سليم عاصي ونصر ماروني، جوزف الزوقي «الى مكان ما في الجنوب، وهذا يضع علامة استفهام كبيرة عن الادعاء بأن الحادث فردي، فما علاقة حزب الله بالأمر لينقل مطلق النار الى الجنوب». وطالب جعجع «حزب الله» بأن يسلم الزوقي الى السلطات اللبنانية.

وكان العضو القيادي في قوى 14 آذار ميشال معوض صرح بعد لقائه البطريرك الماروني نصر الله صفير بأن الزوقي موجود في الجنوب ويغطيه «حزب الله». وقال: «النائب سكاف وحزب الله هم شركاء في تغطية المجرم».

ورداً على سؤال لإذاعة «صوت الشعب» حول اتهامات معوض، رفض مصدر في «حزب الله» اعطاء اهمية لهذه التصريحات، واصفاً إياها بـ «الخفيفة والسطحية، وبأنها غير صحيحة جملة وتفصيلاً ولا تستحق الرد»، معتبراً ان معوض «قرأ ما كتب له من دون ان يفهمه».

وعلى صعيد المواقف الخارجية، كشف مبارك رداً على سؤال لـ «الحياة»، بعد اجتماعه مع مركل في برلين حيث بحثا في أزمات الشرق الأوسط، أن بري أبلغه خلال اجتماعهما في القاهرة أخيراً أن «المشكلة في لبنان هي مشكلة خلافية بين سورية والسعودية». وزاد مبارك: «قلت له ان على سورية أن تقدم شيئاً وتساعد في عملية انتخاب الرئيس».

وأوضح الرئيس المصري أن بري رد عليه بالقول «إن سورية تنتظر حصول توافق بين الدول المعنية، لكنني قلت له إنني أعرف أن سورية يمكن أن تؤثر في هذه العملية كي يُنتخب رئيس للبنان». وتابع مبارك: «لم أكن أعرف أنه سيؤجل جلسة انتخاب الرئيس إلى أجل غير مسمى، وهو لم يفاتحني بذلك»، مضيفاً بتهكم: «هذا ليس جديداً في كل الأحوال إذ أن البرلمان مقفل منذ سنة، وهو سيكمل سنة أخرى».

وشدّد مبارك على أن مصر «ليست مع طرف ضد آخر في لبنان وهي تتحدث مع ممثلي ?? آذار كما مع ممثلي ? آذار»، لافتاً إلى أنه أكد أمام بري ضرورة البحث عن حل لانتخاب الرئيس العتيد لتتحرك العجلة السياسية في البلد.

الى ذلك، قالت ميركل إنها اتفقت مع ضيفها المصري على «ضرورة إنهاء الأزمة في لبنان من دون إبطاء وفق المبادرة العربية ودعم الحكومة اللبنانية وتشكيل المحكمة الدولية لكشف قتلة رئيس الحكومة الراحل رفيق الحريري». وكانت ميركل التقت أيضاً رئيس الوزراء القطري الشيخ حمد بن جاسم بن جبر آل ثاني وبحثت معه في ضرورة إنهاء الأزمة في لبنان وانتخاب رئيس للجمهورية في أسرع وقت. ودعت المعارضة في لبنان إلى «عدم استغلال فراغ المقعد الرئاسي لتغيير ميزان القوى الأكثري الحكومي».

وعن تفسير قطر لأولويات المبادرة العربية بعد اللغط القائم حولها قال حمد بن جاسم رداً على سؤال لـ «الحياة» إنها تتضمن انتخاب رئيس للجمهورية وتشكيل حكومة وحدة وإعادة النظر في قانون الانتخابات، لافتاً إلى وجود تفسيرين للمبادرة: الأول أنها سلة واحدة، والثاني أنها تعطي الأولوية لانتخاب رئيس. وأضاف: «نحن في قطر نرى أن الرئيس يجب أن ينتخب أولاً بالتأكيد، بخاصة أنه هو الذي سيكلف رئيس الوزراء الجديد تشكيل الحكومة، ولكن يجب الاتفاق على السلة، وهذا لا يعني تنفيذها في آن، فمن الناحية الدستورية يتوجب انتخاب الرئيس، ولكن قبل انتخابه يكون هناك اتفاق على مجمل القضايا حتى لا تظهر إشكالات لاحقاً».

وكان مصدر فرنسي مطلع قال لـ «الحياة» عن لقاء وزير الخارجية الفرنسي برنار كوشنير ونظيره السوري وليد المعلم في الكويت أول من أمس ان الأول «يرى ان الديبلوماسية المكوكية وحدها يمكن ان تظهر القدرة على إمكان استئناف المساعي لإخراج لبنان من أزمته الخطيرة، مع تشكيكه المستمر بالنيات السورية نظراً الى تجربته السابقة في هذا المجال». ونقل المصدر الفرنسي عن كوشنير ان وزيرة الخارجية الأميركية كوندوليزا رايس «أعربت عن اقتناعها بأن سورية لن تغير موقفها من لبنان وستبقى تعطّل لتحاول إعادة بسط وصايتها عليه».

وأبدت مصادر الأكثرية والحكومة اللبنانية ارتياحها الى الدعم الذي تلقته الحكومة مع اجتماع «أصدقاء لبنان» في الكويت. فاتصل الرئيس فؤاد السنيورة بوزراء خارجية السعودية الأمير سعود الفيصل والإمارات العربية المتحدة عبدالله بن زايد آل نهيان وإيطاليا ماسيمو داليما، شاكراً لهم موقفهم بعدما كان اتصل بعدد من المشاركين في الاجتماع أول من أمس.

في المقابل هاجمت إيران زيارة مساعد وزيرة الخارجية الأميركية ديفيد ولش للبنان، معتبرة أنها لطمأنة الموالاة بعد التوجه الأميركي بالتمديد للسنيورة. ورأى مستشار الرئيس الإيراني وسفير بلاده في سورية ان أحزاب الموالاة أصيبت بخيبة أمل وعصبية بعد فشل الضغوط على القمة العربية.

وتزامناً، شن «حزب الله» هجوماً على ولش واتهمه بالتهويل والتحريض على الفتنة في لبنان، ومنع الحوار.

كما هاجم الحزب المسؤول في الأمم المتحدة عن تنفيذ القرار الدولي الرقم 1559 في شأن لبنان تيري رود لارسن واتهمه بأنه «ينصّب نفسه وصياً على شؤون لبنان وبأنه في تقريره الى مجلس الأمن عن تنفيذ القرار «وضع كل التقارير المشبوهة التي زوده بها أسياده الإسرائيليون».

ليست هناك تعليقات: