الثلاثاء، أبريل 15، 2008

بشار أسد من الحريري إلى كنعان إلى شوكت ... الدور الآتي على من؟!.

ماأشبه اليوم بالبارحة ! ماأشبه الطغاة وأفعالهم ! ماأشبه بشار بتشاوسيسكو ولانريد أن نقول غير ذلك ! ماأشبه الأدوار... وماأسرع الانهيار ! الانهيار في هيكل سلطة طاغية باغية مبنية كلها على فرد ومصالح عائلة ودوائر للقمع والسلب والنهب ؟! أهي طبائع الاستبداد والطغاة ونهاياتهم ؟! أم هي العقول الخائرة والسلطة الجائرة والأيدي الغائرة بالجريمة والرذيلة ...! والمتاجرة بالشعارات والممانعات الكاذبة ...وتناحر الأجهزة المخابراتية التي لاشغل لها سوى التصفيات ...واليوم في سورية الأسد ضاقت المساحة وصغرت الدائرة وبدأ الصراع بالسلاح الأبيض ! نعم بالسلاح الأبيض بين ذئاب العائلة وجلاديها ولصوصها !.

بدأ بشار أسد بأقرب المقربين إليه من خارج سورية بالشهيد رفيق الحريري ,وظن أنه أزاح من طريقة رمزاً كبيراً في لبنان وستمر فعلته كسابقاتها , فكان واهماً إذ بفعله المشؤوم دخل دائرة النار التي يحترق فيها رويداً رويداً ويزداد طيشاً ودوراناً فيها تلاحقه المحكمة الدولية المتسارعة الخطى نحو البداية التي هي بداية النهاية !, أتبعه بسلسلة تصفيات في لبنان على نفس الطريق , رافقها تصفية اللواء غازي كنعان قريبه العائلي ومن دائرة السلطة المركزية في القرار والفعل , وظن أيضاً أنه أزاح رقماً أمنياً صعباً مخضرماً يعرف كل ملابسات لبنان مابين عهدي الأسد الأب والأسد الابن ويعرف طنجرة بشار أسد وغطاها ومابداخلها أيضاً , فكان واهماً ثانيةً وغاص في أتون النار أكثر وتداعت ركائز سلطته وانتقلت دائرة فعلها إلى الداخل السوري ودائرة السلطة نفسها , فزج بالسجون كل الناشطين والمثقفين ورفع وتيرة العنف إلى مستوى قياسي .

ماأشبه اليوم بالبارحة ؟! وماأشبه الطغاة وأفعالهم ؟! وماأشبه المجرمين وأدوارهم ونهاياتهم ؟! وماأشبه الأبواق التي تسوق الطغاة والجلادين, واهمين أنهم يمكنهم أن يحجبوا ضوء الشمس بغربال "مبخوش" هو الآخر! وماأرخص اللذين يحاولون تغطية عورة النظام وتبرير أفعاله وجرائمه هنا وهناك , النظام هو نفسه لكن هذه المرة بدون ناظم يضبط قرار الجريمة وزمنها ومكانها وانعكاساتها على مستوى سورية وخارجها.

بشار أسد اليوم في وسط دائرة النار يرمي هذا ويرمي ذاك فيها , ولم يدرك بعد أنها بدأت تحرقه ... دائرة النار التي أرادها برداً وسلاماً عليه خاب ظنه وارتد السحر على الساحر !. ولعبة الأدوار والرموز التي برع فيها الأب خاب فيها الابن, والسلطة التي بناها بالحديد والنار بدأت تأكل نفسها وتصفي حساباتها الداخلية بعد أن ضاقت بها الحيل والسبل وانعزلت وتفرقت مصالحها وتصادمت بينها ,فيما يبدو أنها ساعة الحقيقة ساعة تصفية الحسابات ..ساعة النهاية ! من الحريري إلى كنعان إلى أنصاف الرجال إلى قمة الانهيار إلى ملك الطغاة آصف شوكت صهر الرئيس ونابض آلته الأمنية العسكرية والمدنية .....اليوم بشار أسد وآصف شوكت ولعبة الشوط الأخير وجهاً لوجه بالسلاح الأبيض , ما هي القصة وماالجديد ,من الغالب ومن المغلوب ؟! وحدها باطنية النظام تعرف الفاصيل ....والتفاصيل هي تحصيل حاصل ...فماحقيقة مايجري وأين هو ملك الأمن في مملكة العنف والتصفيات آصف شوكت , وهل هي لعبة النظام الداخلية بعد أن خسر ملعبه الكبير؟!.

كثرت التكهنات والاسترسالات والأخبار والتحليلات عن سبب اختفاء ملك الطغاة الطموح الجريء , حسبه بشار والعائلة في صنف الدخيل وبقي كذلك , ورغم صعوبة السلسلة الأمنية التي شارك فيها آصف شوكت بكل مستوياتها سابقاً ولاحقاً ورغم كل ما أبداه من خدمات داخلية وإقليمة ودولية لمملكة العنف بقي دخيلاً , فاختط لنفسه طريقاً آخر يرضي طموحه متجاوزاً الجميع واصطدم بالجميع أولهم بشار وثانيهم أخوه ماهر وتوسعت دائرة الخلاف والفرقة بين ذئاب العائلة وأخذ كل منهم يتربص بالآخر بانتظار لحظة تصفية الحساب , لاجديد في باطنية النظام وصمته وإخفاؤه الحقائق ولاجديد في ممارسة دور الأطرش في الزفة! زفة قريبة يصنعها بشار أسد بنفسه لنفسه!

آصف شوكت الذي ظهر في حفل تكريم دفعة من الضباط على ذمة أبواق النظام من الدرجة العشرين , لانريد أن نخوض في صحته وكذبه إذ اعتاد الشعب والداخل والخارج على مثل هذا الإخراج المسرحي الذي يؤكد ويظهر الحقيقة أكثر مايخفيها , إذ كان على النظام أن يثبت ماتشير إليه أخبار الداخل الموثوقة ولانريد أن نسترسل أكثر في التفاصيل ,بأن ينفي مثل هذه المعلومة الكبيرة ومن العيار العائلي والأمني الثقيل بأسلوب مباشر وبسيط على وسائل الإعلام الداخلية أو الخارجية قطعاً لكل شك ولماتناقلته وسائل الإعلام العربية والعالمية ووسائل المعارضة السورية ومنها موقع سورية الحرة ....لم نقل غير الحقائق التي نعرف دقتها ومصداقيتها ويعرف النظام ورأسه بشار أسد أنها الحقيقة التي يريد أن يخفيها ليخرجها على طريقته في النحر والانتحار سواءً لشوكت أو استخدامه كلعبة هو بطلها لاصطياد الآخرين والظهور من جديد , ولانريد أن ندخل في عقم سجال بعض الأبواق والمواقع التي تحرص على الشفافية فهي لشفافيتها واضحة حتى العظام , ولانريد إضاعة الوقت في لعبة النظام وأبواقه وحرف الموضوع الأساسي ونقله إلى ساحة المعارضة السورية عبر أدوات معروفة ومكشوفة ومفضوحة , فالمعارضة السورية مشروع وطني ديمقراطي سلمي لاتملك غير الكلمة والقلم والصدق والقلب المملوء بحب الوطن كله والحريص على استقراره , والنظام وأعوانه وأبواقه يكذبون دائماً وهي صفة فيهم ,ومعروفاً أن النظام يملك كل الأدوات الجارحة واستخدمها ويستخدمها ضد أبناء الوطن فقط ,وزاده أنه بدأ يستخدمها في تصفية رموزه الواحد تلو الآخر حسب المستوى الضغوط عليه.

بقي أن نقول : أياً كان السبب لغياب آصف شوكت وحتى احتمال ظهوره من جديد فلاعجب في نظام عاش على الجريمة والكذب والخداع ونصب الأفخاخ حتى لأعوانه وأقرب المقربين إليه , وآصف شوكت ليس صهراً ولاضابطاً أمنياً ولا عتلة أساسية في نظام العائلة فقط, بل هو أكثر من ذلك بكثير إنه مستودع أسرار النظام وبشار أسد تحديداً .....إنه المحكمة الدولية ....وغازي كنعان ....والجنرال الإيراني علي أصغري ...وعماد مغنية ....وحزب الله ....و...أسراروأدوار كثيرة وخطيرة ,وكل تشابكات وتقاطعات الآلة الأمنية الداخلية والإقليمية والدولية ...فإذا غاب أو ظهر من جديد ليست هنا المشكلة ! المشكلة هي في بشار أسد الذي فقد الثقة بنفسه وبأقرب المقربين إليه على مستوى الآلة الأمنية وعلى الساحة الإقليمية, وعزلته العربية والدولية والضغوط التي لم يستطع أن يمتصها ويتعامل معها بالكفاءة المطلوبة ....الأمور في سورية مرشحة للكثير من المفاجآت على مستوى العائلة ... وكلهم في حالة فوضى وخطر وخوف يصيح ياروح مابعدك روح..!.

ليست هناك تعليقات: