الجمعة، نوفمبر 18، 2011

عبد الحليم خدام لبيروت أوبزرفر : مصير بشار إما الهروب أو السحل .



غازي كنعان ادلى بمعلومات خطيرة للجنة التحقيق تدين النظام في إغتيال الحريري


عبد الحليم خدام أو أبو جمال، الإسم الذي لطالما كان يرعب اللبنانيين أثناء فترة الوصاية السورية في لبنان، يقول بأنه كان ممسكاً بالملف السياسي وليس الأمني وكان يسمع بممارسات المخابرات السورية الشنيعة في لبنان إما عن طريق حافظ الأسد أو زائر لبناني، لا يملك دليلاً حسياً على تورط النظام السوري في إغتيال الرئيس الشهيد رفيق الحريري لكنه سمع من بشار الأسد كلاماً تحريضياً ضد الحريري، يتحدى بأن يمثل أولاده أمام أية محكمة دولية لإثبات براءتهم من تهمة شحنة النفايات النووية، يجزم بأن بشار سيسقط هو ونظامه ومصيره إما الهرب أو السقوط. بيروت أوبزرفر التقاه في دارته في باريس وكان معه الحديث التالي ينشر بالتزامن مع صحيفة السياسة الكويتية

العلويون والنظام في سوريا

العلويون في سوريا خائفون ومذعورون من بطش بشار (الأسد) ومن إنتقام الثورة. فالأكثرية العلوية تريد سقوط بشار لكنها لم تعلن ذلك حتى الآن خوفاً من ردة فعله العنيفة، إذ معروف في سوريا أنه لو كتب شخصان، واحد من الطائفة السنية وآخر من الطائفة العلوية مقالاً صحفياً مماثلاً ينتقدان فيه النظام، فإن عقوبة العلوي أشد، لأنه في نظر النظام يجب أن يكون ولاءه أعمى، لكننا نتواصل مع الكثير من الطائفة العلوية الكريمة حالياً ونحضهم للخروج إلى العلن وكسر حاجز الخوف

حافظ الأسد

حافظ الأسد كان أعقل من إبنه بشار، وكان يعبد حافظ الأسد، واستعمل أدوات لحماية هذا المعبد من أبناء طائفته . 90 % من طلاب الكليات العسكرية هم من أبناء الطائفة العلوية، ويتم إختيارهم من قبل كبار الضباط الذين ينتمون إلى عشائر، وكل ضابط يقدم لائحة خاصة من أبناء عشيرته

الحملة ضدي وأولادي

الحملة ضدي آتية من النظام السوري، فأنا كنت مسؤولاً عن السياسة الخارجية ولا علاقة لي بالداخل وكان السوريون يفخرون بالسياسة الخارجية ويتمنون أن تكون السياسة الداخلية كالخارجية وأتحدى أي شخص أن يذكر حادثة أسأت فيها لأي مواطن سوري أثناء فترة تواجدي في الحكم

حضرت ذات يوم مؤتمر لقمة عدم الإنحياز، وأعددت بعدها تقريراً مفصلاً وقدمته للقيادة، أشرت فيه إلى ضرورة إنضمام سوريا إلى العولمة، وهذا يتطلب إصلاحاً سياسياً وإقتصادياً ومشاركة حقيقية للشعب في السلطة، وفي اليوم التالي تعرض ولداي جمال وجهاد لحملة أمنية بخصوص ملف النفايات النووية، وهذه كما هو معروف تهمة مفبركة. حافظ الأسد وقتها شكّل لجنة تحقيق مؤلفة من ستة وزراء ومدير الجمارك ومدراء أجهزة الأمن وتوجهوا إلى طرطوس واجتمعوا بأحد مدراء فروع الأمن هناك حيث قام الأخير بإظهار شريط مسجل لمكالمة هاتفية بين ولدي جمال ومحمد طبالو صاحب شحنة النفايات النووية، يطالب فيها جمال دفن الشحنة في المملكة العربية السعودية، فرفض جمال ووبخه على الفور، وكان شريك طبالو في العملية أحمد عبود مدير مكتب اللواء علي دوبا آنذاك

وبعد إنتهاء التحقيق، طلبني حافظ الأسد وقال لي: ولداك بريئان، فقلت له أعرف ذلك والشخص المتورط في العملية مسؤول أمني لن أبوح بإسمه، فقال لي ولماذا، فقلت لأنك لا تستطيع حمايتي، فنظر إلي نظرة تعجب، فأجبته على الفور: أنت عندما تريد محادثتي بأمر سري وهام تطلبني إلى القصر خوفاً من التحدث في الهاتف عله يكون مراقباً

وأنا هنا أقولها مجدداً أتحدى أن يمثل جمال وجهاد أمام أية محكمة دولية لفتح التحقيق في هذا الموضوع لإثبات برائتهما أمام الرأي العام السوري، لأنني متأكد بأن لا غبار عليهما إطلاقاً

ممارسات المخابرات السورية الشنيعة في لبنان

لا شك أن المخابرات السورية قامت بممارسات شنيعة وفظيعة في لبنان أثناء الوصاية السورية، وأنا شخصياً لم أكن حينها على دراية تامة بهذ الممارسات وحتى رئيس الأركان كذلك، لأن رئيس فرع المخابرات في عنجر كان يرسل تقاريره إلى الرئيس حافظ الأسد مباشرة دون حتى المرور باللواء علي دوبا رئيس شعبة المخابرات العسكرية، فكنت أسمع عن بعض هذه الفظائع إما عن طريق زائر لبناني وإما عن الطريق الرئيس الأسد نفسه

قاعدة الفساد نشأت في بيت الأسد وتوسعت لتصبح قاعدة عامة، وكانت غاية كل ضابط مخابرات سوري ينتقل للعمل في لبنان أن يجمع المال بأية طريقة ممكنة

غازي كنعان

غازي كنعان كان من أشرف الضباط السوريين وهو من عائلة ميسورة ولم يكن بحاجة الوظيفة ليجمع المال. وبخصوص مقتله، أنا أرجح فرضية الإنتحار بعدما علم الرئيس بشار الأسد بأنه أدلى بمعلومات خطيرة للجنة التحقيق الدولية في جريمة إغتيال الرئيس الشهيد رفيق الحريري تدين النظام في هذه الجريمة، حيث إستدعاه إلى القصر وأسمعه كلاماً قاسياً، فخرج وتوجه على الفور إلى منزله وأحضر مسدساً وذهب بعدها إلى مكتبه وتوفي هناك

كان هناك توترات بين بشار الأسد وغازي كنعان، وأثناء تولي الأخير حقيبة وزارة الداخلية كان يتصل بسكرتير الرئيس وليس الرئيس نفسه ليأخذ توجيهاً ما، أضف إلى ذلك أن عائلتي الأسد وكنعان من نفس العشيرة، لكن كنعان آل من وجهاء العشيرة وآل الأسد من أطرافها

تورط النظام السوري في مقتل الحريري

في أحد إجتماعات القيادة، قال بشار نحن نتعرض إلى هجمة أميركية – فرنسية بمساعدة من رفيق الحريري الذي بدأ بتكتيل طائفته (السنة) ضدنا (العلويون). وبعد إنتهاء الإجتماع إتصلت ببشار وقلت له: هل تدرك معنى كلامك؟ إذا تم تدوال هذا الكلام بين الناس فسيكون خطيراً جداً. وأبلغت الحريري وقتها على الفور عن طريق الوزير السابق محسن دلول أن يغادر لبنان ويعلن إستقالته في المطار لكنه لم يفعل، وقبل أسبوع من إغتياله تناولت الغداء معه وقلت له لماذا لم تسمع نصيحتي؟ فأجابني أن ماهر الأسد أرسل مع عوني الكعكي رسالة ود ومحبة، فقلت له هذه رسالة تطمين فقط لا غير

مصير بشار الأسد

بشار الأسد يتهم الدكتور نبيل العربي، الذي لا يملك القرار في الجامعة العربية بل هو أمينها العام، ويعلن فقط القرار النهائي المتخذ بالإجماع من قبل أعضاء الجامعة.

النظام السوري اعتبر أن كل الوزراء الذين شاركوا في إتخاذ قرار تجميد عضوية سوريا في الجامعة العربية، هم عملاء لأميركا، إذاً لماذا يطالب بعقد قمة عربية طارئة؟ أوليس هؤلاء الوزراء يمثلون الدول الأعضاء التي يطالبها بعقد قمة

بشار الأسد من أبرز أصحاب الفرص الضائعة منذ توليه للسلطة بعد وفاة والده، وهو أضاع فرصة ذهبية في تغيير نظام موروث مليء بالفساد أفقر الشعب السوري

بشار الأسد لن يستمر في السلطة ومصيره إما الهروب أو السحل في الشارع من قبل الثوار كالقذافي، لأن النظام السوري الحالي هو الذي خلق في سوريا جو إحتقان طائفي خطير ومرير، إذ أن نسبة الطائفة السنية تبلغ 90% من الشعب السوري، بينما الطائفة العلوية فنسبتها 5% أو 6%، فكيف يمكن لهذا الجزء الصغير، الذي لا يمثل أكثرية ولا أقلية كبيرة، أن يتسلم زمام الحكم

ليست هناك تعليقات: