الخميس، نوفمبر 24، 2011

العلويون .. أقلية ظهرها على الحائط


في كتابه "التسونامي العربي" خصص الباحث السياسي المعروف أنطوان بصبوص فصلا كاملا عن سورية، بعنوان :أقلية ظهرها على الحائط

بدأ الفصل بالحديث عن انضمام سورية الى الشعوب التي قررت ضرب الدكتاتورية والنضال من أجل الحرية.

وأشار الكاتب الى أن الدعوات على الفايس بوك للتظاهر في دمشق في كل من 4 شباط و15 آذار جرى خنقها بالحضور الأمني المكثف، ولكن الشرارة انطلقت من درعا في حوران، عندما اندلعت احتجاجات عادت فعمت البلاد بعد اعتقال طبيبتين اكتشف الأمن ، من خلال التنصت، انهما يتبادلان التهاني بسقوط الديكتاتوريات في دول عربية أخرى ويتمنيان الأمر نفسه لبلادهما.

وإذ يمر الكاتب بما يسميه إستغلال " النظام السوري" لقوة إزعاج دولية، زادها حدة التحالف مع إيران، يصل الى شرح الطائفة العلوية التي ينتمي اليها الرئيس السوري بشار الأسد.

يشير ، بداية ، الى أن تحول سورية الصغيرة الى لاعب استراتيجي إقليمي، يمكن تفسيره بالإستناد الى الثقافة الخاصة بالعلويين.

ويكتب:" إن قوتهم تكمن بمفهومهم لطريقة التصرف، التي سمحت لهم ، في مواجهة الإمبراطوريات والأكثرية السنية، في المحافظة على هويتهم.

ويستند الى الرحالة هنري موندريل في القرن السابع عشر، ليلاحظ بأن أبناء الطائفة العلوية، وفي تقليد للحرباية، يأخذون لون الديانة التي يعتنقها من يتعاطون معهم، فهم مع المسيحيين هم مسيحيون ومع الأتراك هم مسلمون ومع اليهود هم يهود."

ويظهر في أبحاثه أن العلويين كان اسمهم حتى بداية القرن العشرين ، نصيريين، كأتباع لإبن النصيرالنميري، الذي أسس هذه الديانة المنبثقة من الشيعية، وهم لا مراكز عبادة لهم ولا خلوات، واحتفالاتهم يقيمونها في منازل أعيانهم.

وبالإستناد الى شرح قدمه محامي العلويين في العام 1934 في اللاذقية نوفل الياس، فإن التنظيم الإجتماعي للعويين يتمحور حول الآغا، الي يتصرف كملك مطلق ليحافظ على سلطته على العشيرة.

ويشير موسى الحريري الى أن العلويين ليحافظوا على أنفسهم في محيط معاد، إحترفوا القاعدة الذهبية، الكذب مع الآخرين،كوسيلة فضلى لتحقيق الأهداف.

وفي الماضي، تعاطى العلويون مع فرنسا، على أساس أنهم مسيحيون، وهم ذهبوا الى حد الكتابة الى البابا من أجل دمجهم بالمسيحية، على اعتبار أنهم صليبيون بقيوا في الشرق.

وفي 7 أيار 1923، أبرقت بعثة علوية الى الرئيس الفرنسي ألكسندر ميلليران، ووقع عليها كالآتي:" العلويون المسيحيون".

وفي حزيران 1930 ، كتب العلوي محمد تامر الى البابا يناشده ألقبول بالعولويين أبناء للكنسية اللاتينية.

ولكن مع تأكد العلويين أن "جبل النصيريين" سيتم إلحاقه بدمشق، بدأوا يشهرون إسلامهم وعروبيتهم، ويتقربون من السنة، مستعينين بفتوى صادرة عن مفتي القدس أمين الحسيني.

ومع انتصار الثورة الخمينية في إيران_ يقول الكاتب_ اكتشف العلويون دعوة جديدة ، إذ قرروا أن يعودوا فرعا شيعيا ويتحالفوا مع قوة شيعية إقليمية مشهودة.

ومنذ اعتلاء العلويين السلطة في سورية ، أصدر الإمام موسى الصدر فتوى يعترف بها بالعلويين فرعا شيعيا.

ويكشف جيرار ميشو في العام 1983 ، أنه في سياق التشيع، تقرر في قمة الطائفة العلوية في القرداحة، العام 1980 إرسال نحو 200 طالب علوي الى قم للتخصص في المذهب الشيعي.

ويشير ميشو الى أن شقيق الرئيس السوري ، المكلف إدارة مصالح العلويين، عرض صفقة على البدو سوكان الجزيرة غير المجنسين، بحيث يتم تجنيسهم في مقابل إعلان تشيّعهم.

ليست هناك تعليقات: