الأربعاء، نوفمبر 09، 2011

بشار الاسد المستكلب على الكرسي يسحب كلام المفتي عن تخليه عن السلطة .


أوضح مفتي النظام السوري أحمد بدر الدين حسون أن ما نقلته مجلة "دير‎ ‎شبيغل" الألمانية هو اجتزاء من كلامه، لافتا إلى أن المجلة نشرت ما يخدم غايات معينة ويعطي عكس ما يود إيصاله عن الأوضاع في سورية.

وقال حسون، في تصريح لسيريانيوز، انه "في حديثنا الذي أجراه الدكتور إيريك فولاذ والذي أستمر لساعتين كنا نهدف من ذلك الحوار إيصال الكلمة الواضحة لما يحدث في سورية وردا على كل المواقف والكلمات التي حورت وزورت وأجتزئ منها ليخدم غايات معينة ويعطي عكس ما نود إيصاله عن الأوضاع في سورية وعن موقفنا الديني من هذه الأحداث على مستوى العالم العربي والعالمي".

وأوضح حسون "لكن ما يؤسفنا أن مجلة دير شبيغل قد أجتزءت الحديث المسجل لمدة ساعتين واختصرته بمدة خمسة عشرة دقيقة فقط بل وحورت بعض الأجوبة من شكل إيجابي إلى جواب سلبي".

وفي الحديث عن بشار الأسد والمعارضة، أكد حسون أنني "قلت لو أن المعارضة قدمت برامجها لتقنع الشارع السوري أن ما لديها خير مما هو موجود في سورية الآن ولم تستعمل القتل والسلاح والاغتيال لكان السيد الرئيس أول من يرفع قبعته لهم ويشكرهم ويعود إلى ما درسه وما أحبه في مقتبل شبابه الذي أبتدئه فهو طبيب في جراحة العيون" .

وأشار حسون إلى أن "ما نشرته المجلة الألمانية فيما يخص ذلك لا يتجاوز العشر كلمات، والتي جاء فيها باعتقادي أن الرئيس ليس متعلق جدا بالرئاسةَ، وكما ذكرته بعض القنوات الإعلامية أن الرئيس الأسد سيتنحى عن السلطة بعد الإصلاحات".

وفي جواب أخر، قال حسون "كنا نتحدث عن من يحمل المسؤولية مما يجري في الوطن وفي تصحيح الأخطاء وفي إيصال سورية إلى شاطئ الأمان والخروج من الفتنة وسفك الدماء"، فكان الجواب أن "كل مواطن في سورية مسؤول في موقعه عن إنقاذ الوطن ويتحمل جزءا من المسؤولية لما حدث من تجاوزات فالحكومة مسؤولة والمفتي مسؤول والسيد الرئيس مسؤول لأن سورية أمانة عندنا جميعا لنعيدها إلى واحة السلام".

وفي قضية الاستشهاديين والتي أثارت جدلا واسعا في المواقع الإعلامية، قال حسون إنني "أوضحت للدكتور إيريك في الجواب عن ذلك الجدل بل وأكدت على أن يفهمه بوضوح من خلال الترجمة الدقيقة والتي أعادها عليه المترجم مرتين, وأيضا بعد سفره أتصل ليستشير بالجواب فصححنا له بالقول أننا لم ولن ندع الناس ليكونوا استشهاديين ولم نرحب ولا نريد بأن يتحول الناس إلى استشهاديين".

وأوضح المفتي "وما كان في الكلمة التي ألقيتها أمام وفد لبناني، وليس كما ذكر الدكتور إيريك أنها كانت في كلمة رثاءِ ولدي سارية المقصود منه إلى أن أوروبا إذا قصفت سورية ولبنان فإن الناس ستكون ردة فعلهم شديدة وفي كل أنحاء العالم وليس في منطقتنا وليس من دين معين أو جماعة معينة فالظلم يؤدي إلى تحول الناس إلى استشهاديين أو انتحاريين كما تسميهم بعض الجهات، لذلك كنت أنبه أن لا تعتدوا علينا فنحن لم نعتدي عليكم ودعونا نحل مشاكلنا بيننا، فحوّرَ هذا الجواب بل ووضع في مقدمة المقال ليكون واجهة سلبية للمقال".

وفي سياق أخر، أشار حسون إلى "تساؤلات لدى البعض حول إلى متى تبقى أجوبة المفتي مثيرة للجدل؟ .. وجوابي حتى يكون الناقل صادقا فيما ينقل وأمينا فيما يسمع وملتزما بأدب وأخلاق وقوانين الإعلام الصادق في النقل والتثبت والبحث وهذا ما عرفته وما عرفه الكثير من إستقراء التاريخ كيف حُوّر وزُوّر كثيرٌ من الأحاديث التي تكلم بها الأنبياء والقادة والمصلحون الذين أرادوا خدمة البشرية والحفاظ على قداسة الله وكرامة الإنسان".

وأوضح حسون "لقد حولت هذه الأهداف وهذه الكلمات عند أصحاب الأهواء والطوائف والمذاهب التي فرقت الإنسانية وحولت رسالات السماء التي تدعوا إلى المحبة والإخاء إلى دعوات فرقة وخصام بين أبناء الإنسانية ولتوصلهم إلى هلاك بعضهم البعض".

وأعطى حسون مثالا على ذلك عندما بثت قناة العربية تعليقا على حديثي مع مجلة دير شبيغل، حيث قالت أن مفتي سورية يقول "لو أن محمدا أمرني أن أكفر بالمسيحية واليهودية لكفرت بمحمد"، بالله عليكم أيقول هذا الكلام عاقل وقد رددته عدة مرات إعلاميا وقلت لم اقل هذا الكلام وهم يصرون على كذبهم فانظروا رعاكم الله.

وطلب مفتي النظام من كل من يسمع حديثا من أحد المسؤولين بأن يتأكد منه، قائلا "أرجو من كل من يسمع ويقرأ حديثا ينسب إلى قائد أو عالم أو مفكر أو أي إنسان أن يتأكد من صحة النقل وعدم اجتزاء الأقوال وعدم تحريف المعاني لأن الله سبحانه تعالى قال (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا إِنْ جَاءَكُمْ فَاسِقٌ بِنَبَأٍ فَتَبَيَّنُوا أَنْ تُصِيبُوا قَوْمًا بِجَهَالَةٍ فَتُصْبِحُوا عَلَى مَا فَعَلْتُمْ نَادِمِينَ)".

وأردف حسون قائلا أنا "أعلم أن هذا الرجاء لن يجد مكانا له في كثير من وسائل إعلام الفتنة والتي نشرت كثيرا مما لم أقله ونسبته إلي، وحورت وزورت فأرسلنا لهم تنبيها وتصحيحا وتوضيحا، فلم يغيروا شيئا ولم يصححوا ما أخطأووا به لأنه لا يخدم أجنداتهم وغايتهم، كما أطلب أيضا من مجلة دير شبيغل والدكتور إيريك أن ينقل الحديث الذي إستمر ساعتين كما تكلمت به وهو مسجل وموثق لديه ولدينا أيضا".

وأنهى المفتي حسون هذا التوضيح بالقول "حمى الله سورية والبلاد العربية والإسلامية والإنسانية من كل من يريد الظلم والطغيان والحروب، وممن يريد للإنسان أن يقتل أخاه الإنسان ويجعل منه عملا مقدسا، لأننا نرى في شريعتنا السمحاء أن لا قداسة في قتل الإنسان أيا كان هذا القاتل إلا في حدود الله التي حددها ولم يسمح لأي أحد أن يقوم بها إلا عن بينة واضحة وليس ظنا، لأن الدماء مصونة عقلا وشرعا وكرامة".

وكانت مجلة "دير شبيغل" الألمانية نقلت عن الحسون قوله إن بشارالاسد يريد التنحي عن منصبه والعودة لمزاولة طب العيون، ولكن بعد أن يجري الإصلاحات، معتبرا أن الأسد هو المسؤول عن الأخطاء السياسية والاقتصادية في سورية، ولفت إلى أن الأسد سيفي بتعهداته تجاه المبادرة العربية"، حسب الصحيفة.

وهذه هي المرة الثانية التي يوضح مفتي النظام عبر سيريانيوز ما تتناقله بعض وسائل الإعلام، فقد نفى، منذ أيام قليلة، ما تناقلته وسائل إعلام عن عزمه إصدار فتوى بإسقاط النظام شعبيا في حال تم سحب الجيش من المدن التي تشهد نشاطا مسلحا.

وتشهد عدة مدن سورية، منذ بدء حركة الاحتجاجات في 15 آذار الماضي، أعمال عنف أودت بحياة الكثيرين من مدنيين ورجال أمن وجيش، تقول السلطات إنهم قضوا بنيران "جماعات مسلحة"، فيما تتهم منظمات حقوقية وناشطين السلطات بارتكاب أعمال عنف لـ "قمع المتظاهرين".


ليست هناك تعليقات: