الجمعة، نوفمبر 11، 2011

فرصة أخيرة لمبادرة الجامعة: لجنة حكماء إلى دمشق فوراً قبل سحب السفراء وقطع العلاقات


كشفت واشنطن أن بعض القادة العرب أبلغوها في مجالس خاصة أنهم عرضوا اللجوء على الرئيس السوري بشار الأسد في محاولة لإقناعه بالتخلي عن السلطة امام حركة الاحتجاجات التي تشهدها بلاده.
وقال مساعد وزيرة الخارجية لشؤون الشرق الاوسط جيفري فيلتمان, ليل أول من أمس, أمام لجنة العلاقات الخارجية في مجلس الشيوخ الأميركي, ان "بشار الأسد انتهى وبعض القادة العرب بدأوا باقتراح اللجوء عليه لدفعه الى التخلي عن السلطة بهدوء وبسرعة", مؤكداً أن "كل القادة العرب تقريباً يقولون الشيء نفسه: ينبغي أن ينتهي نظام الاسد. التغيير في سورية حتمي".
وفيما يتحدث البعض عن "انقلاب داخل السلطة" في دمشق, قال فيلتمان "اعتقد ان هذا الامر غير مرجح", معتبراً ان "الاحتجاجات العنيفة ضد نظام الأسد غير مجدية".
وأوضح أن الولايات المتحدة "شجعت" على سلمية المعارضة, وعتقد انه في الظرف الراهن تكمن قوتهم في المظاهرات السلمية", مشيراً خصوصاً الى التجار السوريين الذين يقفلون محلاتهم تضامناً مع حركة المعارضة.
وأضاف "نشجع المعارضة وحلفاءنا في المنطقة على الاستمرار في رفض العنف. ان عدم التخلي عن العنف, صراحة, يجعل القمع الوحشي للنظام أكثر سهولة".
واشار فيلتمان الى ان ذلك "سيصب في مصلحة النظام وسيقسم المعارضة ويقوض التوافق الدولي ضد النظام", معرباً عن قلقه إزاء استخدام بعض المتظاهرين "السلاح في اطار الدفاع عن النفس".
واضاف ان "بشار الاسد يدمر سورية ويزعزع المنطقة", وان "رسالتنا إليه بسيطة: استقل واترك مواطنيك يبدأون المرحلة الانتقالية نحو الديمقراطية", موضحا انه مع العقوبات الدولية "زادت عزلة سورية".
وعبر عن خشيته من أن عملية الانتقال الى الديمقراطية في سورية قد تكون طويلة وصعبة, ولم يستطع ان يقدم اجابة عندما سأله السيناتور ريتشارد لوغار عمن قد يحل محل الاسد حال رحيله, قائلاً "ذلك أحد التحديات الحقيقية لأن المعارضة في سورية لا تزال منقسمة".
وأعلن فيلتمان ان السفير الاميركي روبرت فورد سيعود قريباً الى دمشق.
ورداً على سؤال بشأن العلاقات بين سورية وايران, أكد فيلتمان ان طهران تقدم "خبراتها ومساعداتها التقنية للقيام بأشياء مسيئة, لكنها محرجة في الوقت نفسه" ومدركة ان الاسد قد "لا يستمر", مشيراً إلى انه يتوجب على ايران "البدء بالتركيز على مرحلة ما بعد الاسد".
واعتبر ان "ايران تحاول حالياً إنقاذه لكن من دون فقدان ما تبقى لها من مصداقية في العالم العربي", مضيفاً ان "سورية تعتبر صديقة إيران الوحيدة, وايران هي افضل صديق لسورية, لكن الاحتمال القوي بانبثاق حكومة بموافقة الشعب السوري لن يكون في مصلحة ايران".
في سياق متصل, تعقد اللجنة الوزارية العربية برئاسة قطر, اجتماعاً اليوم الجمعة في مقر جامعة الدول العربية, لإجراء تقييم بشأن مدى التزام النظام السوري تنفيذ الخطة العربية.
وفي هذا الإطار, أكد وزير الخارجية السوري وليد المعلم, في رسالة موجهة الى الأمين العام للجامعة العربية نبيل العربي, ان دمشق قامت بتنفيذ معظم بنود الخطة العربية, من دون توضيح كيفية ذلك, في ظل استمرار القمع الوحشي للمدنيين.
ويأتي اجتماع اللجنة العربية عشية اجتماع غير عادي لوزراء الخارجية العرب غداً السبت للبحث في مصير الخطة العربية لحل الأزمة.
وذكرت مصادر ديبلوماسية عربية موثوقة, أن جميع السيناريوهات مطروحة أمام الاجتماع, بما في ذلك تجميد عضوية سورية لدى الجامعة ومنظماتها, رغم أنه إجراء صعب التحقيق خاصة وأنه يتعارض مع الخيار العربي في حل الازمة عربياً باعتبار أن التجميد يعني قطع الاتصالات بين الجامعة ودمشق.
واعتبرت المصادر أن تدويل الأزمة عبر نقلها إلى مجلس الامن هو خيار محكوم عليه بالفشل, خاصة وأن روسيا والصين تعارضان أي إجراءات ضد النظام السوري, كما أن فرض منطقة حظر جوي على سورية لا يحظى بأي موافقة عربية.
ورغم ذلك, أوضحت المصادر أن هناك العديد من البدائل والإجراءات التي يمكن اللجوء اليها للضغط على النظام السوري من أجل تنفيذ المبادرة العربية فوراً ومن دون إبطاء.
ومن بين هذه البدائل, وفقاً للمصادر, تشكيل آلية عربية أو لجنة حكماء مهمتها التوجه فوراً إلى دمشق للوقوف على تنفيذ بنود المبادرة على الارض, وتقييم الوضع أولاً بأول, وإذا تم التضييق على عمل هذه الآلية أو في حال عدم وجود تقدم في تنفيذ البنود, تقوم الدول العربية بسحب سفرائها من دمشق للتشاور ويعقد اجتماع طارئ لوزراء الخارجية العرب لتوجيه انذار أخير لسورية بتجميد عضويتها في الجامعة العربية بما يعني إعلان فشل الحل العربي للأزمة.
ومن بين البدائل أيضاً, بحسب المصادر, السعي العربي لدى القوى الإقليمية والدولية التي لها تأثير على سورية من أجل الضغط عليها للالتزام بالتنفيذ الفورى والدقيق للمبادرة العربية.
من جانبه, أكد ديبلوماسي مصري أن الوضع في سورية معقد جداً ولا توجد أمام وزراء الخارجية العرب حلول خلاقة, مضيفا أن الخيارات كثيرة لكنها محفوفة بالمخاطر, والجامعة العربية تريد اتخاذ أقل الخيارات ضرراً للحفاظ على سورية الدولة والحفاظ على الأمن القومي العربي, وفي نفس الوقت تحقيق مطالب الشعب السوري في الحرية والتغيير.

ليست هناك تعليقات: