الأربعاء، نوفمبر 09، 2011

كلمة السيد عبد الحليم خدام في افتتاح جلسات الهيئة الوطنية لدعم الثورة السورية


أيها الأخوة والأخوات السوريون
أوجه تحية من القلب لشعبنا الأبي الصامد والصابر والذي يواجه قوات من الجيش التي تحوّل ولاؤها من الوطن إلى رئيس النظام وأسرته . إنكم أيها الأخوة السوريون لا تواجهون فقط هذا الجيش وإنما تواجهون التحالف بين إيران وبين هذا النظام .
كما أني أدعو الله أن يشمل برحمته شهداء الثورة الذين كتبوا بدمائهم شعار الموت ولا المذلة وفتحوا بأرواحهم طريق الحرية .
إني أتوجه بأمل كبير إلى شباب سورية وشاباتها الذين اقتلعوا الخوف من عقولهم وقلوبهم ، ونجحوا حيث لم ننجح نحن الآباء ، إذ وضعوا النظام على حافة الانهيار فسلام لكم وألف تحية أيها الأبناء الأبطال .
كما أتوجه بالتحية إلى العسكريين ضباطا وصف ضباط وجنودا ، الذين انشقوا عن جيش النظام معبرين عن عمق شعورهم الوطني ، وهم الآن في طليعة الثائرين لتحرير سورية . وبذلك يرسمون طريقا جديدا أمام جيش البلاد الوطني .
أيها الأخوة والأخوات
هذا النظام أصبح في دائرة السقوط مما أفقد بشار الأسد عقله وتوازنه
وأخذ يطلق التهديدات والإنذارات لدول المنطقة وللعالم كله . في المرة الأولى دفع ابن خاله رامي مخلوف الى لتصريح لصحيفة أمريكية مهددا الولايات المتحدة (أن أمن إسرائيل من أمن سورية) . ومنذ أسبوعين أطلق بشار تهديدا للمنطقة وللعالم بأنه سيدمر المنطقة بصواريخه وصواريخ إيران وحزب الله إذا تعرض لأي تدخل خارجي . ومنذ أيام أطلق تصريحا جديدا قال فيه أن أي تهديد لنظامه أو تدخل أجنبي في سورية سيجعل سورية أفغانستان أخرى ويحرق المنطقة ، وهو يعلم ونحن نعلم أنه لا يجرؤ على النوم في بيت واحد ليلتين متتاليتين ، وأنه يرتعد خوفا ويدفعه خوفه إلى مزيد من القتل والجنون يذكرنا بتوأمه معمر القذافي الذي كان يخطب مهددا العالم بالقاعدة وبالتطرف الإسلامي وبالتهديدات التي أطلقها ضد الليبيين . وانتهى أمره حيث شاهدناه جميعا على شاشات التلفزة . وهذا سيكون مصيرك يا بشار ، وهو مصير القتلة والسفاحين .
إن اجتماعنا اليوم الذي يضم مجموعة من الوطنيين السوريين مدفوعين بشعور عميق تجاه مسؤوليتهم الوطنية ، واضعين أنفسهم في خدمة الشعب والوطن ، سيناقش جميع السبل والوسائل لمساعدة الثورة على تحقيق أهدافها في إسقاط النظام ومحاسبة قياداته المدنية والعسكرية وجميع الذين ساهموا في ارتكاب الجرائم أو في تغطيتها أو المساعدة على ارتكابها .
في مقدمة نقاشاتنا سنبحث كل الإمكانيات التي تؤدي إلى إسقاط النظام وانتصار الثورة ، بدءا من بحث إمكانية تحقيق النصر عبر سلمية الثورة ، وصولا إلى تسليحها ، إلى جانب إمكانية تحرّك مجموعة من العسكريين الذين تترسخ في نفوسهم محبة الوطن والولاء له للعمل على إسقاطه وفتح الطريق أمام الثورة لتحقيق انتصار كامل لها .
ولهذا ، فإنني بهذه المناسبة ،أدعو هؤلاء الأخوة لأن يتحملوا مسؤولياتهم الوطنية ، ويتجاوزوا حالة الخوف من بطش النظام ، وأن ينظموا أنفسهم ويعملوا من أجل المشاركة في إسقاطه .
من المواضيع التي سنبحثها موضوع التدخل العسكري من قبل المجتمع الدولي ، وهو ما سنطالب به لأن النظام المستبد ليس نظاما وطنيا ، ولا تربطه بالوطن أية علاقة ، فهو أكثر وحشية وسوءا من أي احتلال أجنبي في أية مرحلة من مراحل التاريخ وفي أي منطقة من العالم ، وهو الذي أدخل إيران إلى سورية وسلمها قيادة البلاد عبر مستشاريها وأدواتها.
في كل يوم يسقط العشرات من الشهداء في مواجهة آلة القتل المتوحشة التي يستخدمها النظام ، ولذلك فان من واجبنا الوطني أن نتحمل المسؤولية في العمل على حماية شعبنا وتمكينه من تحقيق طموحاته .
ومن الأمور الأساسية التي سنناقشها مسألة العمل على توحيد رؤى جميع القوى والفعاليات الثورية والوطنية الملتزمة بإسقاط النظام حول عملية الإسقاط والمرحلة التي ستليها ،لأن الانقسامات القائمة تشكل نقطة ضعف كبيرة في الكفاح ضد النظام . ولن ندخر جهدا في تحقيق هذا الهدف ، فالوطن أهم من الجميع ، والوطن حاضن الجميع ومسؤوليتنا جميعا حمايته وليس وضعه في ساحة الخلافات السياسية والعقائدية .
إن الوحدة الوطنية حامية الجميع و لا تستقيم إلا بمشاركة الجميع لأن أي خلل في الوحدة الوطنية يفتح ثغرة كبرى تنطلق منها الفتنة والدمار .
ولهذا ، فإنني بهذه المناسبة أناشد العقلاء من رجال الدين والسياسيين والعسكريين والشباب من أخوتنا أبناء الطائفة العلوية أن يخرجوا عن صمتهم ، لأن صمتهم يضعهم في دائرة النظام ويحمّلهم مسؤولية جرائمه . أدعوهم لكسر جدار الخوف من الثورة لأن الثورة ليست موجهة ضد الطائفة العلوية وإنما ضد النظام المستبد والفاسد. الثورة لا تحقد ولا تنتقم ولكنها تحاسب أيا كان انتماء الذين شاركوا في جرائم النظام .
بشار الأسد أصبح قريبا من الهاوية وسيسقط ، وسينال وجميع المتورطين معه جزاءهم ، فلا تقلقوا لبطشه فأنتم الأقوى بشعبكم .
أناشدكم أن ترفعوا الغطاء عن هذا النظام المستبد القاتل ، وأن تدعوا أبناءكم في القوات المسلحة الى الانضمام للشعب والمساهمة في تحرير الوطن .
أيها الأخوة والأخوات
سنركز جهودا كبيرة باتجاه أشقائنا في الدول العربية ليكونوا عونا للشعب السوري كما فعلوا مع الشعب الليبي ، فهم كانوا دائما في قلوب السوريين وكانت همومهم هموم السوريين ، كما ان جزءا مما يتعرض له شعبنا من هموم سببه التحالف بين النظام وحكام إيران .
سندعوهم إلى دعم الشعب السوري ومساندته وأن يكونوا سندا له كما هو دائما سندا لهم ، كما أننا سنضع في برامج عملنا الاتصال بالمجتمع الدولي وبمؤسساته السياسية والإنسانية من أجل شرح القضية السورية ، كما سنطلب من المجتمع الدولي حماية الشعب السوري بكل الوسائل الممكنة بما فيها الوسائل العسكرية ، وتمكينه من تحقيق طموحاته .
أخيرا أود أن أؤكد أنه ليس من أهدافنا إسقاط الدولة ، وإنما إسقاط النظام السياسي الأمني الذي احتل الدولة واستخدم مؤسساتها في ارتكاب جرائمه . هدفنا تحرير الدولة ومحاسبة الذين استخدمهم النظام في عملية احتلالها . كما أن من واجبنا العمل على تحديثها وإعادة تأهيلها ، فالدولة هي قوة الوطن التي يعمل فيها أكثر من مليوني مواطن وعلينا حمايتهم وتأهيلهم وليس تشريدهم . سنرفض بصورة قاطعة تكرار تجربة العراق المتمثلة بحل الدولة ومؤسساتها وهوالذي أفرز انقساما وطنيا حادا داخل البلد ، كما أفرز العنف الذي مازال يفتك بالعراقيين.
أيها الأخوة والأخوات ،
إن الأمم لا تتقدم بالأحقاد ولا تنمو بالتفرقة ، وإنما بالعدالة واحترام القانون وتطبيقه ومحاسبة الذين يسيئون للشعب والوطن .
المجد لشهدائنا والمستقبل لشعبنا
عاشت سورية حرّة
والسلام عليكم

ليست هناك تعليقات: