الأحد، مارس 30، 2008

القذافي يعابث الخليج الذي اعتبره إيرانيا... الأسد كافأ حكام الخليج الحضور بالتشكيك في أصولهم العائلية

سيف الصانع وسلطان القحطاني من دبي: كان ثلاثة من زعماء دول خليجية هي الكويت والإمارات وقطر أمام تحدٍ صعب خلال فعاليات افتتاح القمة العربية العشرين، التي تحتضنها العاصمة السورية دمشق، وهم يستمعون إلى خطاب العقيد الليبي معمر القذافي الذي شكك في أصولهم العائلية قائلاً أن "ثمانين بالمائة" منهم إيرانيون. وبدا أن الكل منهم يعض على أسنانه من شدة التوتر لأن دقائق هذه الخطبة تكاد تكون من الدقائق الأصعب التي مرت في تاريخهم السياسي باستثناء أمير دولة قطر الذي كان مستمتعاً بهذا الخطاب رغم أن تاريخ علاقات البلدين لم يكن آمناً من المنعطفات في يومٍ من الأيام.

وبعد أن ألقى القذافي، محترف الزوابع المعتاد في القمم العربية، حزمة الأوراق التي دون عليها أفكاره لاحظ مراقبون أن أي تعليق لم يصدر من المتهمين بالانتساب الإيراني في حين أمتدح رئيس هذه القمة بشار الأسد "صراحة وشفافية" خطاب العقيد الليبي الذي جاء في افتتاح قمة تعقد بدون حضور جميع الملوك العرب وعدد من القادة الكبار.

وهذا ما دفع مسئول خليجي من العيار الثقيل إلى أن يعلق خلال اتصال سريع مع "إيلاف" على هذا الخطاب بقوله :" مجهول ليبيا تحول بقدرة قادر إلى جاهل ليبيا. لقد أتضح مقدار ثقافته وعدم إلمامه الكافي بالتاريخ والجغرافيا .. إن خمسين بالمائة من شعبه خليجيون لأنهم مهاجرون من جزيرة العرب".

وكان الملك عبد الله بن عبد العزيز قد دخل في نقاش صاخب مع العقيد الليبي الذي تحدث عن سيادة المملكة على أراضيها خلال حرب الخليج الثانية التي انطلقت لتحرير الكويت من السعودية.

ويعلق خبثاء من متابعين شئون العالم العربي قائلين بأن القذافي كان مطمئناً في هذه القمة لعدم وجود أحد يمكن أن يرد على "تعدياته التي تحرج حتى كبار المسئولين في نظامه" على حد قولهم.

وكان هذا الخطاب هدية غير متوقعة فاجأ بها الرئيس السوري بشار الأسد ضيوفه من زعماء الدول الخليجية التي قررت الحضور إلى القمة العربية في ظل مقاطعة المملكة السعودية لها نتيجة لخلاف طويل ممتد مع النظام الحاكم في دمشق منذ حادثة اغتيال رئيس الوزراء اللبناني الأسبق رفيق الحريري.

ويمكن القول أن هذه القمة هي "قمة القذافي" بعد أن تحمل عن الرئيس السوري عناء مهاجمة الدول الخليجية.

وقد أثار التباين في المواقف الخليجية من المشاركة في القمة تساؤلات في أوساط خليجية التي استغربت أن يكون للمقاطعة السعودية النسبية لأعمال القمة توابع عربية أعمق من التوابع التي خلفتها في الساحة الخليجية. وقد تمثلت هذه التوابع في الموقف المصري الذي جاء منذ البداية متناغما مع الموقف السعودي، كما تمثلت في القرارين الأردني واليمني.

وعقد زعيما الإمارات وقطر لقاءين ثنائيين مع العقيد الليبي. وكان لافتاً أن القذافي صافح بقية أعضاء وفد أبو ظبي وهو جالس على كرسيه دون أن ينهض لهم كما هو معتاد بروتوكولياً ومن بينهم واحد من ألمع سياسي الإمارات وهو وزير خارجيتها الشيخ عبد الله بن زايد، بينما لم تشهد القمة لقاء كويتياً ليبياً.

قصة الأنساب الخليجية

بيّن مسح إلكتروني وورقي قامت به "إيلاف" حول أنساب حكام دول الخليج أنهم يرجعون في نسبهم إلى شبه الجزيرة العربية وتحديداً مناطق ما يمسى اليوم بالمملكة العربية السعودية.

ويرجع نسب الأسر الحاكمة آل سعود وال صباح وال خليفة إلى ربيعة وائل (بكر وتغلب وعنز ). وأصبحت هذه القبائل تعرف باسم عنزه وهي قبائل أحلاف من ربيعة بن وائل. فآل سعود يرجعون إلى ( حنيفة من بكر بن وائل ). أما آل صباح وال خليفة يرجعون إلى حلف العتوب وهم أبناء عمومة من الجميلات من قبيلة تغلب بن وائل .

وينتسب حكام دولة قطر آل ثاني إلى قبيلة بني تميم القبيلة العربية الشهيرة وهم من المعاضيد من آل بني علي، قبيلة عيسى بن مطرف، وهي من قبائل بني تميم من نجد.

والأسرة الحاكمة في سلطنة عمان (اسرة البوسعيدي) يرجع نسبها إلى قبيلة الأزد القبيلة القحطانية الشهيرة.

أما آل نهيان حكام أبو ظبي وآل مكتوم حكام إمارة دبي هم من بني ياس. وقبيلة (بنو ياس) هي من أشهر القبائل على ساحل الخليج، وأعدادها كبيرة بالنسبة للقبائل الأخرى، وفيها بيوت الحكم من آل نهيان في أبو ضبي وال مكتوم في دبي.

وقد وقع خلاف كبير في نسب هذه القبيلة بين المؤرخين ونوجز بعضها كالتالي :قبيلة بني ياس ترجع إلى بني ياس بطن من حبشية من خزاعة من الأزد، وإما من إياس بن قبيصة من بني هني من جذيمة من جرم من طيء، وإما من داسر من ذرية زايد من بني وداعة من الأزد .

أما الرئيس الليبي معمر القذافي يرجع نسبة إلى عشيرة "القحوص" وهي من أصغر عشائر "القذاذفة" القبيلة البدوية التي تعود أصولها إلى "المرابطين" حسب ما تقول مصادر متفرقة. والمرابطون كما تقول وثائق تاريخية هي إحدى تفرعات قبائل "البربر" التي سكنت جوار العرب وكان لها أثرٌ كبير في دعم الفتوحات الإسلامية.

وفي وقت سابق قالت صحيفة (صنداي تايمز) البريطانية أن الأصول التي ينتمي إليها القذافي كانت دائماً سراً غامضاً، حيث دمر الاحتلال الإيطالي لليبيا جميع الوثائق الليبية بما فيها وثائقه خلال تلك الفترة.

ليست هناك تعليقات: