الأحد، مارس 30، 2008

إلى معتقلي دمشق بمناسبة القمة العربية.

هنالك على مسافة قصيرة من زنزاناتكم، وسجونكم تعقد قمة عربية، هي نتيجة حتمية لما أرادته السياسة الإيرانية خلال عقدين من الزمن. إفشال أي جهد توحيدي بمواجهة العبث الإيراني بشؤون المنطقة العربية. إيران كما إسرائيل، لا تريد إلى جوارها دولا حضارية، ولا تريد دولا مستقرة وذات تنمية مستدامة، ولا تريد في محصلة الأمور شعوبا حرة، شعوبا تعرف كيف تنظم نفسها ومجتمعاتها، وتدافع عن حقوقها بأساليب حضارية أيضا. إيران كما إسرائيل تريد أن تبقى الشعوب في المنطقة تحت عتبة الغوغائية والتهديد بحروب أهلية، مما يجعل الدم في هذه المنطقة رخيصا إلى أبعد حد، وليس علاقة التحالف بين إيران وحماس من جهة، وتبادل المصالح بين إسرائيل وحماس من جهة أخرى سوى استمرار الوضعية التي تريدها المشاريع السياسية في كل من إيران وإسرائيل حيث أنها مشاريع لا يمكن لها أن تعيش دون أن تكون هنالك غوغائية، ودون أن تكون هنالك شعوبا، تخاف من المستقبل، ولا تعرف إلى أمنه وأمانه سبيلا، شعوب جاهزة للعن في أية لحظة يريدها هذا التواطؤ الإيراني الإسرائيلي. من الواضح أن قيام الرئيس اليمني علي عبد الله صالح بتخفيض مستوى تمثيل اليمن بالقمة، دليل على الاتجاه الذي عطل اتفاق فتح وحماس برعاية الرئيس اليمني نفسه. ثم الملفت أيضا أن الملك عبد الله بن الحسين ملك الأردن قد خفض مستوى التمثيل، والإعلام الأردني يتساءل ما الذي يريده تنظيم حماس وقيادته الموجودة في الخارج، كما جاء في نص البيان الأردني الذي لا يريد أن يقول الموجودة في سورية! ماذا تريد حماس من كل هذه الأسلحة التي ضبطت في الأردن، ومن أوصل لها هذه الأسلحة إلى عمان؟ كما أنه لم يعد خافيا على أحد الدور الإسرائيلي في معالجة الأمور الإيرانية وحلفاءها، بطريقة تختلف مع المصالح الأمريكية من جهة ومع مصالح شعوب المنطقة من جهة أخرى. فهي تسعى لبقاء إدارة الصراعات في المنطقة بين طرفين في حالة تواطؤ وهما إسرائيل وإيران. إسرائيل ليس من مصلحتها حضور عربي فاعل أو دولي فاعل في حل أزمات المنطقة، لأن هذا سيترتب عليه أن تكف إسرائيل عن قضم الفلسطينيين وقتلهم، وإيران أيضا بعد أن شعرت بقوتها من خلال الوضع العراقي وأحزابها المنتشرة في بعض الدول العربية، لا تريد حضورا لا عربيا ولا دوليا في حل أمور المنطقة، لهذا هي تدعم تنظيم القاعدة في العراق، وتريد استكمال مشروعها. كما أنها تفتح أفقا لقيام دول ذات سيادة وحرية وديمقراطية وحقوق إنسان، وهذا أيضا لا تريده لا إيران ولا إسرائيل، ولا أوراقهما في المنطقة وليس أقوى من حماس وحزب الله والنظام السوري في المنطقة من تحقيق الأهداف التكتيكية والإستراتيجية للمشروعين الإيراني والإسرائيلي. لهذا ليطمأن معتقلي دمشق بأن لا أحد سيذكرهم في هذه القمة التي تعقد بالقرب من نوافذ زنزاناتهم الصغيرة، في دمشق قلب العروبة الفارسية.

ليست هناك تعليقات: