الأحد، مارس 30، 2008

الصحف المصرية تواصل انتقادها المسؤولين السوريين وقمة دمشق

واصلت الصحف المصرية الحكومية والمعارضة انتقادها المسؤولين السوريين والظروف التي تنعقد فيها القمة العربية حالياً في دمشق لليوم الثالث على التوالي. وندد رئيس تحرير صحيفة "الجمهورية" الحكومية محمد علي إبراهيم في مقاله اليومي في عنوان "مصر المستقبل" بتصريحات بعض المسؤولين السوريين التي زعمت أن هناك ضغوطاً أميركية لإفشال القمة العربية، وتساءل الكاتب "منذ متى كانت أميركا ترضى عن قمم العرب وما دخل أميركا بنا أو باجتماعاتنا وهل حظيت قمم الرياض والقاهرة وبيروت وشرم الشيخ برضا أميركا؟".
وأشار الكاتب إلى أن دمشق تسعى لأن تظهر القمة العربية المنعقدة فيها وكأنها "قمة مقاتلة" تمثل المقاومة والتصدي للمشروع الاميركي في المنطقة وتعبر عن الانتصار الالهي الذي حققه حزب الله على إسرائيل والفوز الآخر الذي حققته حماس على فتح في غزة.
وانتقد الكاتب الموقف السوري من الأزمة اللبنانية، مشيرا إلى أن أحد بنود مشروعات القرارات التي تعتمدها اليوم يدعو العرب إلى التضامن خلف لبنان للخروج من أزمته ويمتدح جهود الأمين العام للجامعة العربية عمرو موسى في التوصل إلى انتخاب رئيس توافقي للبنان.
وقال إن سوريا تطالب بدعم لبنان وسيادته وسرعة انتخاب رئيسه في الوقت الذي يمارس حلفاؤها في لبنان تعطيل جهود عمرو موسى في تفعيل المبادرة العربية الرامية إلى حل الأزمة اللبنانية.
ودعا رئيس مجلس إدارة صحيفة "الأهرام" الحكومية مرسي عطا الله القمة العربية إلى أن تضع ضمن جدول أعمالها بندا خاصا لمناقشة قضية "العلاقات الاميركية ـ الإيرانية" وما يمكن أن تتركه من انعكاسات على مجمل الوضع العربي، محذرا من أن تسفر حالة الشد والجذب بين واشنطن وطهران عن صفقة تكون على حساب العرب ومصالحهم الحيوية.
وقال "إذا سلمنا بجدية الاصرار الاميركي على دفع إيران لتغيير سياستها الاقليمية لتكون أقل تصادما مع الأهداف والمقاصد الاميركية فإن واشنطن أمامها خياران وحيدان: إما اللجوء إلى الخيار العسكري أو البحث عن صفقة مقايضة مع طهران"، منوهاً بأن "أحداً لا يستطيع مع المزاجية الحادة والمتقلبة للادارة الاميركية الحالية أن يستبعد تماماً إمكان اللجوء للخيار العسكري إلا أن معظم المعطيات الراهنة خصوصاً بعد الفشل الاميركي في العراق تجعل من خيار الصفقة السياسية مع ايران خياراً وارداً ومرجحاً".
ورأى أن المؤشرات الأولى لمثل هذه الصفقة التي ما زالت في مرحلة جس النبض واستكشاف النيات قد برزت في مغزى زيارة الرئيس الايراني للعراق وبما يعني اعترافا ايرانيا رسميا وصريحا بشرعية الاحتلال الاميركي للعراق ، موضحا أنه في مثل هذا النوع من الصفقات تحتاج الأمور إلى عملية "طبخ على نار هادئة" تستلزم وقتا كافيا وهو على ما يبدو يتفق مع رغبة واشنطن وإيران بالاكتفاء في المرحلة الحالية بالحفاظ على حد أدنى من التهدئة ريثما يجيء رئيس اميركي جديد ورئيس إيراني جديد.
وتحت عنوان "قمة الانقسام .. بلا قمم"، قال رئيس تحرير جريدة "الوفد" المعارضة عباس الطرابيلي: "لا نتمنى أن تكون قمة دمشق هي القمة الأخيرة في تاريخ القمم الدورية وإن كانت شواهد عديدة تؤكد ذلك وكانت لها مقدمات سابقة مثل قمة تونس.. وإذا كانت الانقسامات في القمم السابقة تم التغلب عليها بين الكواليس إلا أن الخلافات الحالية كان من الصعب تجاهلها".
وحمّل الكاتب دمشق مسؤولية الحالة المتردية لما وصلت إلية القمة السنوية الدورية. وقال "إذا كنا لا نعترض كثيرا على مطالب سوريا بأن تكون الدولة الأولى بالرعاية في لبنان بحكم الموقع والتاريخ والمستقبل، إلا أننا نرفض التدخل السوري الدائم في لبنان".
وأوضح الكاتب أن "سياسة دمشق تجاه لبنان المدعمة من إيران وراء مقاطعة كبار القمم العربية لقمة دمشق لأن سوريا مصممة على موقفها بأن تكون صاحبة اليد الطولى في بيروت، وهو ما تراه القاهرة والرياض على الأقل أمراً مرفوضاً لأن الظروف والأوضاع العربية الحالية لا تسمح الآن بأي صدام إسرائيلي ـ عربي حتى لا نفاجأ بنكسة جديدة".
وشدد الكاتب على أن المصلحة العربية العليا تطلب أن نخرج من قمة دمشق بالمساواة فلا غالب ولا مغلوب في المصالح العليا وفي المواقف الاستراتيجية.

ليست هناك تعليقات: