الأحد، مارس 30، 2008

بين الاردن وتركيا لقاءات لماهر الاسد مع الاسرائيليين وترتيبات لصفقة!!



لفت حديث المدير العام الاسبق لوزارة الخارجية الصهيونية الون لئيل الى جريدة ((الشرق الاوسط)) (الاثنين في 7/3/2008) انظار اوساط عربية مطلعة، وتوقفت عند ما قاله عن مباحثات مستمرة مع اركان في النظام السوري، واصفاً اياهم بأنهم شخصيات ارفع وأهم في اروقة السياسة في دمشق (من ابراهيم سليمان الذي اعتبره ورقة محروقة بعد زيارته للكيان الصهيوني عام 2007).

الاوساط نفسها قالت ان هناك احتمالاً كبيراً ان يكون شقيق حاكم نظام دمشق ماهر حافظ الاسد هو هذه الشخصية بعد ان سربت اسرائيل انباء عن لقاء ماهر مع ضباط من الموساد في عمان.. ثم جرى نقل اللقاءات الى تركيا التي ترعى منذ اكثر من عام حوارات سورية – صهيونية لتحقيق تسوية بين نظام الاسد والعدو.

الا ان هذه الاوساط اكدت لـ((الشراع)) ان كل ما يجري وسيجري لن يؤدي الى أي تسوية بين البلدين لأن الحاكمين فيهما اضعف من ان يقدما عليها، فرئيس وزراء العدو الصهيوني يهود اولمرت لن ((يتنازل)) عن الجولان المحتل، وأقصى ما يمكن تقديمه هو ثلثا ((الجولان)) لسوريا مع بقاء ثلث يقيم عليه الصهاينة حديقة دولية فخمة مفتوحة للصهاينة، مع بقاء الاستثمارات الصهيونية في الجولان كمصانع النبيذ والمزارع الضخمة، مع منع السوريين من السكن في هذا الثلث، اما بشار فهو لن يجرؤ على هذه التسوية ولكنه يعتبر الحوار المستمر مع اسرائيل مدخلاً مهماً للوصول الى الولايات المتحدة حيث يمكن له ان يعقد مع واشنطن صفقة ينتظرها منذ خمس سنوات.. ويراهن فيها على وصول اميركي مختلف عن الرئيس الحالي جورج بوش الذي يعتبر بشار حاكماً فاشلاً تماماً مثلما اعتبر الرئيس العراقي الراحل صدام حسين.

فهل يقبل بشار الاسد هذا التنازل لاسرائيل مقابل السلام.. وماذا يبقى من الوطنية السورية التي يزعم تمسكه بها؟

المصادر العربية تعيد الى الاذهان سوابق اتفاقات اهم وأكثر اغراء قدمت لحافظ الاسد مع إعادة الجولان كاملاً ووعد ووديعة من بيل كلينتون واسحاق رابين بذلك لكنه تراجع في اللحظة الاخيرة.. لماذا؟ لأن ضابطاً سورياً علوياً جاء الى حافظ الاسد سائلاً اياه عما يفعله مع الاسرائيليين، فلما شرح الاسد انه يبحث معهم عقد تسوية مقابل استعادة الجولان قال له الضابط العلوي: سيدي ان هذا الامر مستحيل، فسيادتك لن تسمح بأن يقال في سوريا بأن العلويين عقدوا صلحاً مع اسرائيل على حساب العرب والسيادة السورية.. وان حافظ الاسد لم ينم ليلتها بعد ان سمع هذا الكلام وظل حاضراً في ذهنه ومات ولم يعقد صلحاً كان يمكن ان يكون مقبولاً يومها.

اما الآن.. تضيف المصادر ذاتها ان اسرائيل لن تتراجع امام بشار الاسد لأنها تراه اضعف كثيراً من ابيه، وهو جعل سوريا في موقع معزول والنظام مكروه من الداخل ومن المحيط العربي كله، ولا تقف معه الا ايران، وهو يظن ان ايران حلّت محل الاتحاد السوفياتي.. لكنه واهم فإيران تريد مصلحتها، ومن مصلحتها ان يبقى هذا النظام في حاله اللاحرب واللاسلم مع اسرائيل حتى يظل رهينة لديها.

علماً بأن السلاح الذي تعطيه ايران لسوريا لا اهمية عملية له، وأن السلاح ليس كل شيء في الحرب..

المصادر العربية اكدت لـ((الشراع)) ان اسرائيل اذا فاوضت الآن ماهر الاسد ممثلاً لشقيقه بشار فهي تكرر لعبتها السمجة المكشوفة بالضغط على المسار الفلسطيني باستحضار المسار السوري، واذا تعثر المسار السوري عادت الى المسار الفلسطيني، في نهج بات واضحاً للجميع ومع هذا فهو يعمق انعدام الثقة بين السلطة الفلسطينية والنظام السوري، والحقيقة ان اسرائيل لا تريد السلام وكل ما يحكى عن قوه ضغط داخل اسرائيل للسلام مع سوريا هي عملية شد سياسي يقوم بها بعض العسكر السابقين للعودة بقوة الى المسرح السياسي، عن طريق اضعاف اولمرت واظهاره اما عاجزاً عن تحقيق الاستقرار للمجتمع الصهيوني، واما هو مفرط بالدولة العبرية..

ولماذا تعتمد إسرائيل ماهر الأسد وليس آصف شوكت في هذه المفاوضات تضيف المصادر متسائلة وجوابها: ان ماهر هو من العصب أما آصف فهو من النسب، وهناك فرق كبير في المفهوم العائلي بين الصفتين.

وتتابع المصادر العربية: ان الخوف اللبناني من صفقة بين إسرائيل ونظام عائلة الأسد مبرر، حيث ان مصلحة إسرائيل دائماً هي في بقاء هذا النظام، وان إسرائيل مثل دمشق تراهنان على ذهاب جورج بوش ومجيء رئيس أميركي (هيلاري كلينتون أو باراك أوباما أو حتى جون ماكين) يفهم أكثر مصلحة إسرائيل بالمحافظة على نظام الأسد بإعطائه تنازلاً ما في لبنان يرضي غروره، وينتزع منه التنازلات المطلوبة لإسرائيل سواء في الأرض أي في الجولان.. أو في السياسة ضد حركة حماس وحزب الله.

هنا تسجل هذه المصادر تحفظها على مسألة تنازل من عائلة الأسد عن حماية حزب الله بالقول: واهم من يتصور ان بإمكان نظام دمشق التخلص من حزب الله للاعتبارات التالية:

1- ان حزب الله حزب قوي جداً لا يمكن لنظام فاسد مثل نظام الأسد ولا بكل أجهزته التخلص منه.

2- ان إيران وربما حزب الله مخترق لنظام الأسد مثلما يخترق نظام الأسد هذا الحزب عبر بعض قياداته خاصة الأمنية وبعض الأطر المعروفة في الواجهة الاعلامية فلدى نظام الأسد مثل هسام هسام الكثيرون داخل حزب الله.

3- ان أقصى ما يمكن للنظام السوري فعله ضد حزب الله، هو قتل عدد من القيادات الأمنية والسياسية ترجمة لأي صفقة مع إسرائيل، مثلما قتل عماد مغنية في دمشق.

وهنا تؤكد المصادر ان النظام الذي يسمح أو يشارك بقتل رجل بأهمية مغنية لإيران وحزب الله في عقر داره وداخل مربعات الأجهزة الأمنية دون خجل أو وجل أو حساب لا يتردد عن قتل أي قيادي في حزب الله أو تسهيل قتله بدءاً بأمين عام الحزب حسن نصرالله.

4- ان نظام عائلة الأسد لم يصل بعد إلى حد الاختيار القسري بين مصالحه مع إيران ومصالحه مع إسرائيل، فإيران عصفور بين يديه مضمون بسبب الحاجة الإيرانية الماسة له خاصة تجاه طريقها إلى لبنان وحزب الله وحدود فلسطين المحتلة، فضلاً عن الدعم المالي والنفطي والاقتصادي له. أما إسرائيل فإنه يريد منها إلى جانب الاستمرار في حماية نظامه بسبب حاجتها الاستراتيجية لأمنها، فإن المطلوب منها سوريا لم يحقق بعد وهو توفير حماية أميركية أو صفقة أميركية أو حوار أميركي معه.. لذا فإن الخوف اللبناني المبرر لا يعجل فيه الحسابات السورية التي ما زالت تعتمد الوقت طريقاً لتحقيقها.. وأول دقات ساعة هذا الوقت هي في انتخابات الرئاسة الأميركية المقبلة في 20/11/2008، ثم تسلم الإدارة الجديدة الحكم اعتباراً من 20/1/2009 أو بعد ذلك بعدة أشهر، حيث ستتصرف حسب مراهنات هذا النظام لإعادة ترتيب علاقاته في المنطقة، وهذه المرة كما يراهن نظام عائلة الأسد على التفات الرئيس الجديد أكثر إلى مصلحة إسرائيل مع عائلة الأسد ونظامها.

ليست هناك تعليقات: