السبت، مارس 29، 2008

الأسد أجرى تغييرات في حرسه الجمهوري .. شوكت «يُنتحر» على طريقة كنعان وسط قلق سوري من تقرير بالمر


علمت «السياسة» من مصادر سورية شديدة الخصوصية ان هناك قلقا كبيرا يسود اوساط الصفوف القيادية في النظام السوري قبيل نشر تقرير رئيس لجنة التحقيق الدولية في قضية اغتيال رئيس الحكومة اللبنانية الاسبق رفيق الحريري القاضي دانيال بالمر اليوم.
وقالت المصادر ان مبعث القلق هو خشية قياديي النظام من فضح ضلوع سورية في جريمة الاغتيال, واحتمال نشر اسماء كبار المسؤولين السوريين الذين شاركوا بشكل او بآخر في هذه الجريمة.
ويعمل النظام السوري بكل ما يملك من اجل تأجيل موعد نشر التقرير الدولي الذي يأتي في وقت غير ملائم على الاطلاق للنظام السوري, كونه يأتي قبل يومين فقط من موعد انعقاد القمة العربية السبت المقبل, حيث من شأن التقرير ان يخطف الاضواء من القمة ويحولها باتجاه النظام السوري وضلوعه في جريمة اغتيال الحريري, فضلا عن ان القمة معرضة لمزيد من المقاطعة العربية اذا جرى اتهام دمشق صراحة في التقرير الدولي, مع العلم انها تنعقد بغياب اكثر الزعماء العرب.
وتقول المصادر نفسها ان قلق النظام السوري ينبع ايضا من التوقعات التي تدور في كواليس القصر الرئاسي حول احتمال ان يتطرق تقرير بالمر, بالاضافة الى موضوع اغتيال الحريري, الى التدخل السوري المستمر في لبنان بما يخالف قرار مجلس الأمن الدولي رقم .1559
وكشفت مصادر في وزارة الخارجية السورية, ان التوجيهات التي تلقتها الوزارة من القيادة العليا تقضي بعدم الرد نهائيا على كل ما يتعلق بتقرير بالمر المتوقع والاكتفاء بالقول ان التقرير مسيس وغير مهني وان الاغلبية في لبنان هي التي وقفت وراء صياغته بهذا الشكل ووراء توقيت نشره لكي تعرقل قمة دمشق.
ورجحت المصادر ان يتضمن التقرير اسم اللواء آصف شوكت كمسؤول عن جريمة اغتيال الحريري, وقالت ان شوكت لا ينام الليل وهو قلق جدا بالرغم من انه دأب في الآونة الاخيرة على نشر شائعات في اروقة المخابرات العسكرية التي يرأسها وفي داخل صفوف الجيش عن متانة وقوة موقعه وأهميته بالنسبة الى سورية وأمنها. واضافت ان الهدف من هذه الشائعات إبعاد تهمة الاغتيال عنه وردع اي كان في القيادة العسكرية وحتى السياسية السورية, بمن في ذلك الرئيس بشار الأسد نفسه من امكانية المس بموقع شوكت او التفكير في تقديمه كبش فداء للأسرة الدولية بعد تصويره مسؤولا اول عن جريمة اغتيال الحريري.
وتقاطعت هذه المعلومات مع مضمون تقارير تبلغها أكثر من مرجع عربي ودولي ومفادها ان من المحتمل ان يقدم آصف شوكت على الانتحار قريبا, على طريقة انتحار غازي كنعان, وذلك لتحقيق هدفين كبيرين اولهما ثبوت تورطه في اغتيال عماد مغنية, وقد أوحى حسن نصرالله بهذه التهمة بشكل غير مباشر في خطابه الأخير.
اما الهدف الثاني ل¯ «انتحار» شوكت فهو تحميله بعد انتحاره مسؤولية اغتيال الحريري والجرائم اللاحقة, وما ابتعاد زوجة شوكت بشرى الاسد مع اولادها الى باريس الا حلقة في سياق هذا المسلسل.
في مقابل ذلك كشفت التقارير عن تغييرات شاملة اجراها الرئيس السوري في بنية الحرس الجمهوري, وقد شملت هذه التغييرات المجموعة التي كانت مسؤولة عن أمنه الشخصي, وتردد ان هذه التغييرات جاءت بعد محاولتي انقلاب استهدفتا الأسد من دون تحديد زمانهما, فيما رجحت معلومات متابعة ان يكون ذلك حصل قبل ثلاثة أشهر بالتزامن مع تغيير الأسد قائد الحرس الجمهوري.

ليست هناك تعليقات: