السبت، مارس 29، 2008

العلاقات اللبنانية ــ السورية على وقع المحكمة الدولية

حتى لو اتخذت القمة العربية قرارا حول اعادة تطبيع العلاقات بين لبنان وسوريا، وحتى لو صدقت المعلومات الدبلوماسية التي تقول ان ثمة دولة عربية ستقوم باقتراح حول تشكيل «لجنة مصالحة» بين العرب والعرب، فإن وزير الخارجية الاسبق فؤاد بطرس يري ان بين العاصمتين الشقيقتين «يوما هائلا» هو 14 شباط (فبراير) 2005. في ذلك اليوم اغتيل رفيق الحريري.
وإلى ان تنجلي الامور، وتفتح المحكمة الدولية ابوابها في لاهاي، مع دفع اميركي بأن تعمل المحكمة بسرعة فإن العلاقات اللبنانية ــ السورية ستظل على توترها، بل انها ستزداد توترا مع استدعاء المتهمين والشهود في ظروف شديدة التعقيد وشديدة الحساسية، خصوصا ان هناك داخل الاكثرية من يؤكد ان الرئيس جورج بوش لن يغادر البيت الابيض بداية2009 الا وقد... انتصب الميزان.
والنتيجة، كما تقول الاوساط السياسية في بيروت ان الساحة اللبنانية ستكون عرضة لكل الاحتمالات، ودون ان يكون بالامكان، في حال من الاحوال، الفصل بين مسار العلاقات ومسار المحكمة.

ما سيقوله السنيورة
وحين تدافع الاكثرية عن قرارها التغيب (لا المقاطعة.. ولا القطيعة) عن قمة دمشق، ترى ان الملفات متشابكة جدا، ومن الافضل ان تترك الامور هكذا، حتى وان كان هناك من يقترح فصل الامور بعضها عن بعض، ولان رئيس الحكومة فؤاد السنيورة خبير في الحسابات الاكثر تعقيدا، فإنه اقتنع بالتغيب، وان كان يعتبر ان رجل الدولة هو من يحاول، ويحاول، حتى ولو تعثرت محاولاته، الى ان يصل الى هدفه (او لا يصل). وعلى هذا الاساس، فإن الانظار تتجه الى ما سيقوله الرئيس السنيورة لأهل القمة (وللعرب وللعالم) مساء اليوم، اي عشية الجلسة الافتتاحية، وذلك في ضوء الاتصالات التي اجراها مع نحو 20 مسؤولا عربيا لتقييم الوضع، ولبلورة السبل الخاصة بتشخيص اسباب الازمة ووسائل حلها.

معركة طويلة
رئيس اللقاء الديموقراطي النائب وليد جنبلاط يرى ان المعركة طويلة، وطويلة جدا، وهي تقتضي الكثير من الوعي والتماسك وتأمين اسباب الصمود، معتبرا ان «اللهجة المخجلة» التي يستخدمها وزير الخارجية السورية وليد المعلم «لن تخدع احدا».
والمقربون من جنبلاط ينقلون عنه انه يتوقع مرحلة بالغة التعقيد، مع تدهور دراماتيكي في العلاقات العربية ــ العربية.
وهذا رأي مصادر دبلوماسية في بيروت تشير الى ان الازمة اللبنانية قد تشهد حالة من التصعيد، خصوصا مع تمسك المملكة العربية السعودية على المضي في دعم المحكمة الدولية، والاصرار على انتخاب رئيس للجمهورية قبل البحث في اي موضوع آخر، والامران يرتبطان بالمواقف المعروفة للمعارضة.

ليست هناك تعليقات: