السبت، أكتوبر 29، 2011

الوثنية السياسية .

قادة النصر في الغرب تستبدل بهم شعوبهم من تراه أفضل منها، وقادة الهزيمة هنا يبقون جاثمين على صدر الأمة حتى يوردوها القبور!!
"تشرشل" بطل إنكلترا وكاسب النصر لها في الحرب العالمية الثانية أبعده قومه دون حرج وقد رأوا غيره أقدر منه في أيام السلام، وذهب الرجل دون ضجة.
... " ديجول " الذي مسح العار عن وطنه في أيام كالحات، وقاد في المنفى حرب مقاومة انتهت بالنصر، قال له الفرنسيون: جنرال لُمَّ أوراقك واترك منصبك. فكان الرجل أسرع من البرق في جمع أوراقه والانطلاق إلى قريته.
أما في البلاد التي يعيش فيها مليار عربي ومسلم فللوثنية السياسية منطق آخر.

فالقادة العرب قدموا جنودهم لجزار لا تكل يداه من الذبح، وعندما تعب من التنكيل بخصمه ساق البقية أسرى وعندما رجع هؤلاء القادة وهم يجرون ثوب الخزي قالوا في وقاحة لم يعرف التاريخ لها نظيرا: هذه نكسة! المهم أننا نحن بقينا! ثم ماذا؟

انتظروا من الجماهير أن تهتف بأسمائهم، وأن تقدم لذواتهم المصونة الولاء، وتم لهم ما انتظروه!
هذا ما قاله الشيخ محمد الغزالي في كتابه: " الطريق من هنا "

وأقول: قد أفهم أن تهتف الجماهير للقادة العرب الذين رجعوا مدحورين معصوبين بالخزي، فهم قد حاولوا، وخاضوا غمار المعركة، وفشلوا، ولكن ما لا أستطيع أن أفهمه أن تهتف الجماهير لقائد ما قاد معركة، وزعيم تسلل إلى الزعامة على حين غرة، وملهم لم نر من إلهامه سوى فزلكة، ورئيس قتل شعبه، ورمز للأوهام، ومَثَل للبلاهة، ومثير للغثيان.
لماذا يمجدون بشار الأسد؟ ولماذا يريدون منا أن نعض على بشار الأسد بالنواجذ؟
هذا عصي على الأفهام، وتحار فيه العقول! وكلُّ مبرِّرٍ يسوقونه يزيدك عجباً!

هل لأنه أتى إلى الحكم بالوراثة؟ أم لأنه طويل كالزرافة؟ أم لزرقة عينيه؟ أم لأنه لبس رتبة فريق في الجيش ووضع على صدره نياشين وأوسمة زائفة، وشمر عن ساعديه، ووقف يحدق في خريطة ، ويتظاهر بالكياسة، وكأنه قائد عسكري خبر الحروب، وحقق النصر تلو النصر فنال بذلك شرف القيادة؟

قالوا: إنه إصلاحي منفتح طبيب درس في الغرب؟

قلت: لو كان حقا مصلحا ما لبس ثوبا زائفا، ووضع على كتفيه رتبة فريق زورا وبهتانا!
ثم أخذ يتظاهر بالإصلاح، ويخطب في المؤتمرات، ويشير بيديه ذات اليمين وذات الشمال، وينعت نظراءه من العرب بأنصاف الرجال وأشباه الرجل، وكأنه صانع أمجاد الأمة؟!
تشتعل نيران الثورة في عرينه، فيرحب بالمعركة، ويقتل شعبه، ويمثل به، ثم تهتف الجماهير بحياته، وتَرى سوريا – نعم سوريا – قليلة عليه، بل ترى العالم دون مواهبه الخارقة، فيصفق لنفسه؟!

قال الغزالي رحمه الله وقد ذكر مجازر حماة: لئن كان القتل جريمة شنعاء إن هذا الصمت الجبان جريمة أشنع.

وأقول: لئن كان الصمت جريمة أشنع فماذا نسمي الهتاف بحياة القاتل وتأليهه؟!
يسجد أتباعه على صوره، ويكتبون على جدران المساجد عبارات تؤلهه، ويدبج الشعراء القصائد في وصفه، ويغني له المغنون أجمل الألحان في مدحه؟!

وما زلت أتساءل؟ ماهي إنجازاته ؟! أفيدونا أيها المحبون – لا بارك الله به ولا بكم.
أقول: هي الوثنية السياسية حقا؛ إذ لا فرق بين من يعبد حجرا أو بقرا أو شجرا لا تضر ولا تنفع، ومن يبجل بشار الأسد.هم سواء- حقا سواء- .

ثمانية أشهر وصاحب اللسان الألثغ يردد عبارات إصلاحاته الجوفاء الفارغة في سذاجة متناهية، ووضاعة رخيصة والدماء تسيل من شدقيه؟!
أقول: كما أن الثورة على وثنية المشركين فرض شرعي فإن الثورة على وثنية هؤلاء فرض كذلك.
ولن تنهض الأمة إلا عندما تدمر صنم " هبل " المتمثل في بشار الأسد، والأصنام التي تحيط به.
وكما تهاوت أصنامهم المنتشرة في أرجاء الوطن فستسقط عروشهم القائمة على جماجم أبناء الوطن، وإن النصر قريب.

ليست هناك تعليقات: